صفحة الكاتب : عدي المختار

مسلسل ( الاختيار) يحرج الدراما العراقية !
عدي المختار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ انطلاق اول ايام شهر رمضان الخير والبركة وبداية سباق الدراما الرمضانية كنا نتابع بشغف ماينتمي لواقعنا العراقي او يحفظ للعراقيين تاريخهم دراميا لايماننا ان الدراما وثيقة تاريخية تبقى على مر الاجيال تحكي حقب مهمة من تاريخ العراق الا اننا وللاسف لم نجد ولا عملا دراميا واحدا حتى , يتحدث عن مرحلة مهمة من تاريخ العراق سوى دراما عليها الكثير من الملاحظات.

تابعنا وباهتمام مسلسل ( الاختيار ) ن تأليف باهر دويدار، وإخراج بيتر ميمي، وإنتاج شركة سينرجي‎ وبطولة النجم أمير كرارة ومجموعة من نجوم مصر والذي يتحدث عن شخصية الشهيد المصري أحمد المنسي وشخصية هشام عشماوي التي يجسد شخصيته الفنان أحمد العوضي, من ناحية اهميته التاريخية للمصريين فهو مهم الى درجة تحقيقه اعلى نسبة مشاهدة بين المصريين كونه يتحدث اولا, عن مرحلة مهمة من تاريخ مصر , وثانيا, كونه يجيب على الكثير من الاسئلة التي تدور في اذهان المصريين حول الشخصية المثيرة هشام عشماوي , وثالثا انه يقدم المؤسسة الامنية في مصر وجهودها بشكل مختلف يشعر المصريون انهم بأمس الحاجة له كي يعزز مكانة المؤسسة الامنية ويعيد لها هيبتها فضلا ان ان العمل يتحدث عن قضية ارهابية واحدة عاشها المصريون ووجب توثيقها للتاريخ , وطبعا لانريد ان نتحدث عن طريقة طرح القصة واخراجها لان صناع العمل اجتهدوا كثيرا في صناعة شيء يستحق الاهتمام والمتابعة .

الا ان الامر الذي يثير فينا هنا كعراقيين الكثير من الشجون والاسئلة عن تجاهل الدراما العراقية لبطولات العراقيين خلال مرحلة مهمة من تاريخ العراق الا وهي اربعة سنوات بمواجهة ( داعش) قدم خلالها الشعب كل الشعب ملاحم بطولية لم تستفز اي كاتب او تثير وطنية اي جهة انتاج كانت وكأن الدماء التي سالت لا تستحق ان تجسد و تقدم دراميا كي تفخر بها الاجيال كحقب ايجابية كان العراقيين فيه في اوج انتمائهم لوطنهم .

كنا نتمنى بدلا من ( هرج ومرج ) الدراما كل عام ان نشاهد اعمالا دراميا تكتب وتخرج باحترافية عالية مثلا عن سبايكر او عن الحشد او الاجهزة الامنية التي واجهت( داعش) ببطولة وعقيدة ووطنية خالصة , اين ذهبت بطولات عبد الوهاب الساعدي والبرواري والشهيدة امية الجبارة الشهيد ابو منتظر المحمداوي او ابو مهدي المهندس او بكر السامرائي وعلي سعد النداوي ومصطفى العذاري القناص ابو تحسين وسعيّد وسجاد , وكلكم تتذكرون الهوسة المبكية "سعيّد بيك اتغطى .. وسجاد عگالي" و محمد رمضان الذي قطعت ساقة ويده وارتجز "الچف والساگ الطاحن ", لم تستفزهم الفتوى والشباب التي لبت النداء , او صمود آمرلي وجرف الصخر او اجرى في الموصل والانبار وسامراء والفلوجة ومحنة الايزيديات والكثير من المآسي والانتصارات لربما لم يستفزهم في كل بيت جنوبي في بابة صورة شرف لشهيد !!.

اتذكر ان الكاتب ماجد درندش المنتمي لها الوطن بصدق قد كتب قبل ثلاث اعوام مسلسل عن بطولات ( اولاد واحد ) في مدينة بلد لكن للاسف لم يلقى النص رواجا لدى صناع الدراما!, وكان ثمة مخطط لتغييب هذه البطولات وهذه المرحلة لانها تحرج العرب اكثر من غيرهم وفقا للاحصاءات التي بينت جنسيات الارهابيين العرب , حتى حينما انتج عملا قبل سنتين حمل اسم ( غرابيب سود ) لم يكن انعكاس لواقعنا ابان تلك الايام اطلاقا, بل حتى لم يمنح الممثلون العراقيين مساحتهم ونحن اصحاب القضية , ولم يقدم الموضوع بشكل حقيقي بل تشعر وكانه كان مجرد اسقاط فرض كي تقول جهة الانتاج انها في يوم ما , انجزت عملا عن (داعش) لم توغل في تفاصيلنا لم تقدم قصص بطولاتنا ومواجعنا بشكل حقيقي .

لذا من حقنا ان نسأل متى تستفيق الدراما العراقية عن سابتها وتترك دراما التهريج او اشترار الماضي وتوثيق للتاريخ بطولات ابنائها ؟, سؤال سيبقى حاضرا كل عام يعري درامتنا ويحرجها للاسف دون ان يستيقظ احد من سابته .

و هنا اقول ان هذا التغييب يتحملة القائمين على الدراما الوطنية في العراق مثلا لجنة دعم الدراما التي قدمت رعايتها لعدد من المسلسلات لماذا غيبت هذه المواضيع من رعايتها , لذا نحمل مسؤولية تغييب تاريخنا المشرف للقائمين عن الدراما العراقية في قنواتنا العرقية العامة منها والاسلامية الخاصة لانها لم تجتهد في تدون هذا التاريخ دراميا للاجيال القادمة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدي المختار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/05/07



كتابة تعليق لموضوع : مسلسل ( الاختيار) يحرج الدراما العراقية !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net