صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

الكاظمي نجح كمفاوض بارز والقادم مجهول
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اصبح العراق محط انظار العالم وجميع الفضائيات تتصدر اولى نشراته عبر ساعات البث لما يحدث فيه من تداعيات سياسية وتناحرات داخل اروقة صناع القرار السياسي بين رؤساء الكتل والشخصيات التي أثرت البقاء والعيش مع آسرها خارج العراق وهي تجثم على رقاب الشعب , رغم كل التحديدات واصرار الشعب بالخروج بمظاهرات سلمية تستنكر سياسة المحاصصة والتسلط في ادارة الدولة وتصريف شؤونها على اساس سياسة دبلجة من اروقة وقاعات بعيدة عن تطلعات الجماهير , لم يلمس اي مواطن خلال فترة حكم السيد عادل عبد المهدي مناهج وخطط مستقبل العراق وانجازاته في محاربة المفسدين والتصرف بالمال العام بمايناسب احتياجات العراق من الناحية العمرانية وضلت بعيدة عن طموح الفرد العراقي فقط مايتردد ويسمعه عامة الناس من اجهزة الاعلام ولايختلف الامر للرؤساء الوزراء السابقين ناهيك على ان رئيس الجمهورية لم يكن له اي دور في كل ذلك الا انه عبارة عن ضل او دمية لاتحرك ساكنا , الشارع يغلوا والتظاهرات التي خرجت منذ اكثر من ستة اشهر كانت عنيفة ومؤثرة في الرأي العالمي ووصلت احداث صداها الى اغلب دول العالم وقد اعطت دماء من اجل تغير سياسة العراق وانهاء المحاصصة المقيته اوتوزيع الثروة بشكل منصف وفتح المجال للتعينات لتشمل الجميع والابتعاد عن المحسوبية والمنسوبية ومايخصص للاحزاب من حصص على حساب المواطن المسكين , لايخلو أيضا ان اكثر العاطلين هم من حملة الشهادات العليا والبكلوريوس وهم يجوبون الشوارع بحثاَ عن اعمال توفر لهم لقمة عيش اسوة بغيرهم , ومع ذلك ان تحرك الشارع والتظاهرات هو عملية رقابة جماهيرية واسعة تغير بها ساسية ومنهاج الدولة بما يتناسب مع طموح هذه المرحلة والقضاء على الفساد فعلا نجحت التظاهرات في تغير بعض الجوانب واعطت رسائل الى كل رئيس وزراء ووزير قادم ان هنالك الملايين من الشعب ستتابعك وتعريك في حالة لم تكن تعمل للوطن وتفضح الفاسدين وتحارب كل من اراد بهذا الوطن الهلاك بشتى انواع الطرق , وبدأت حالة التغير وترشيح رئيس وزراء ووزراء ربما بعضهم مقبول لانجازاته في وسط عمله ومع ذلك هذا لايتناسب مع مطالب الجماهير, وبقت الساحة متروكة والامور معقدة ولم تكترث سياسة المحاصصة لما يجري من تطلعات الشارع وبدأ الشد والجذب والمماطلة والتسويف والشعب يغلوا ويتمنى ان لاتطول الفترة الزمنية خوفا من تداعيات انفلات الامور الى مايحمد عقباها وتنعكس الامور الى حالة الفوضا وضياع البلد الى المجهول وهذا مايريده بعض المرجفون , ومن خلال اطالة الوقت في تشكيل الحكومة اتضح للجميع ان كافة السياسين والكتل والاحزاب بمختلف مسمياتهم ومذاهبهم وقومياتهم لايصغون ويتقبلون مايطرحه الشارع المنتفض, بل بعظهم يصرعلى ان يحتفظ بحصته كالاحزبين الكرديين بترشيح وزير يكون تحت وصايهم وكذلك المكون السني والشيعي , وبصعوبة بالغة ومفاوضات مراوغة نجح السيد مطصفى الكاظمي واستفادة من خبرته في جهاز المخابرات على التواصل واقناع تلك المجاميع المرفوضة من الشارع العراقي كحكومة وكبرلمان وحتى رئيس الجمهورية الرجل الذي تجاوزعلى الدستور وتمنى ان تطول تلك الفترة ويشتعل الشارع بالتناحر حتى لو صل الى القتل , كونه لم يكن من سكنت بغداد ولم تتاثر عائلته بما يجري مع فقدانه الروح الوطنية وبعيد كل البعد عن تحمل المسؤولية كاملة وانقاذ البلد من التدهور والانحلال , نجح مصطفى الكاظمي ولكن نجاحه مرهون بما سينجز ويرى الناس عمله في انقاذ العراق من الازمة المالية والمحافظة على النسيج العراقي وتقليل نسب البطالة وتنفيذ المشاريع الخدمية المتلكئة والاكثر من ذلك هل سيقدم رئيس الوزراء مجموعة من الفاسدين الى القضاء والمحافظة على المال العام مع محاسبة الوزراء المتلكئين في حكومته وعزلهم دون التردد ومجاملة الجهة التي تقف خلف الوزير , والتحدي الاكبر هو ان يكون رئيس الوزراء بمستوى المسؤولية ليعمل على تهيئة ارضية واجواء خلال فترة زمنية للانتخابات والقضاء على المحاصصة وانهاء دورتملك الكتل للوزارة وبيعها , اتمنى ان ينجح السيد مصطفى الكاظمي في جعل مضلة القانون فوق الجميع ويحاسب فيها الكبير والصغير والوزير والموظف البسيط ,


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/05/09



كتابة تعليق لموضوع : الكاظمي نجح كمفاوض بارز والقادم مجهول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net