صفحة الكاتب : علاء الخطيب

فشل القنوات العراقية المؤدّْلجة
علاء الخطيب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هوجاء من النقد والاتهام والعتب على الفنانين العراقيين والدراما بشكل عام ، واتهام للقنوات المنتجة للأعمال بانها تعمل لأجندات معادية وغير مخلصة للعراق .... الخ لانها لم تناقش بطولات الحشد أومجزرة سبايكر ، أو بيع النساء أو الأعمال الإرهابية و التفجيرات التي راح ضحيتها المئات من الشباب.

اعذار لا تمت للواقع بصلة .

و ان كان العتب على الفنانين مقبول باعتبارهم ضمير الشعب وصوته العالي و مشاعره المتفجرة في الحب والحياة والحزن والفرح والحرب والسلام وكل مناحي الحياة ، ولكن الفنان والكاتب وكل العاملين في مجال الدراما والفنون هم بشر كباقي الناس لديهم التزاماتهم ومتطلباتهم الحياتية ولهم عوائل تنتظر ان تعيش حياة كريمة .

ماذا يفعل الفنانون وليس أمامهم فرصة غير الـ MBC مثلا ، لماذا يراد للفنان ان يضحي لوحده ؟

لماذا لا تقدم القنوات الفضائية المؤدلجة او غيرها فرص لإنتاج الدراما لماذا لا تتيح هذه القنوات للفنان حرية الاختيار وفرص للعمل ، لما اختصت اكثر من 60 قناة عراقية بالبرامج الدينية والسياسية فقط ،

هل من المعقول ان نلوم الشرقية او الـ MBC. ولا نفكر بان القنوات التي تحسب على الحشد او المقاومة كما تدعي هي مقصرة .

لم تقدم القنوات المؤدلجة اي برنامج عن السينما والمسرح والموسيقى ولم تستضيف اي فنان او روائي. او قاس او فنان تشكيلي او موسيقي. يتحدث عن تجربته الشخصية ومشواره الفني ، لم تعر اي اهتمام بالفنانين ولا حتى بجمهورهم .

لذا قصور الرؤية واهمال المثقفين والفنانين من قبل القنوات العراقية المؤدلجة. سياسياً ودينيًا هي من أوصلت الدراما الى الوضع الذي ينتقدوه.

اليوم عشرات من القنوات الفضائية وجيوش من الموظفين وملايين من الدولارات لا تجني غير الفشل والهزيمة.

قنوات غير ذات تأثير وغير متابعة الا من قبل الموالين لها ، قنوات تفتقر للمهنية والمهنيين بأغلبها ، نوعية البرامج والمقدمين لا تشجع على المشاهدة ، بل وأحياناً مقرفة .

تقابلها قنوات علمانية محترفة مؤثرة ذات خطاب قوي وبرامج ناجحة.

فلا مجال للمقارنة ولا مكان للمنافسة بين الجانبين ،

لقد اثبت المؤدلجون وقنواتهم وإعلامهم وأحزابهم بإنهم لا يصلحون للسياسة ، لانهم ينظرون بعين واحدة ، كما اثبتوا انهم لا يدركون مفهوم الدولة وما زالوا يعيشون في اجواء الثورة .

لقد أحصيت باقة كبيرة من القنوات الفضائية المؤدلجة التي لا يتجاوز دورها دور اي حسينية او مسجد أو مؤسسة متهرئة قابعة في احدى زوايا الأزقة القديمة ، قنوات هزيلة غير قادرة على المنافسة وغير متابعة ، فاقدة للبوصلة ، لم تتمكن من إثبات وجودها في الساحة الاعلامية ، رغم الكم الهائل من الدعم المالي لها والفترة الزمنية الطويلة لوجودها .

انها مضيعة للمال والجهد .

تحسب انها تقدم مادة مفيدة للجمهور .

فهي تركز على جانب واحد وتترك الجوانب الاخرى .

الاعلام صناعة و رسالة مهمة واداة عظيمة لصناعة رأي عام للمجتمعات ، والدراما والفن والسينما والموسيقى عوامل مهمة لهذه الصناعة ، ومادامت احزاب الإسلام السياسي لاتفقه التعامل مع هذه الأدوات فلن تنجح في إدارة المجتمع .

فلا يمكن ان تلام القنوات االفضائية العلمانية لانها تعرف ما تريد. بل تلام القنوات الأيديولوجية بانها عبثية وتائهة ولا تعرف ما تريد.

فهي تعلق فشلها على الاخرين


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء الخطيب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/05/14



كتابة تعليق لموضوع : فشل القنوات العراقية المؤدّْلجة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net