صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

الامام علي شهيد العدل والرحمة
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العدل هو الهدف الرئيسي لكل الانبياء والمصلحين والثوار على مر التاريخ, وقد جاء الانبياء محملين برسالة السماء الداعية للعدل, جاعلة من الظلم هو الخطيئة الكبرى التي يقع فيها الانسان, وقد اضحى العدل ركنا من اركان الاسلام, ليكون ملهما للمسلمين في كل الازمان, فمن خالفه كان مخالفا للدين الاسلامي في احد اركانه الاساسية, لذلك لك ان تتصور من ينتهج الظلم في الحياة اي طريقا سلك, فهو يحمل معولا ليدك ركن الاسلام "العدل" فالظلم والعدل لا يجتمعان, ان العدل يريده الله عز وجل, اما الظلم فشياطين الانس والجان يطلبوه.

انظر لواقعنا الحالي كيف ان الاحزاب والطبقة السياسية تحمل معاول ابي سفيان وابي جهل لتهدم العدل وتطفئ نوره, وتسعى لقيام الظلم في كل اركان البلد, ويظهرون بأقنعة متنوعة كما فعلها معاوية بالأمس.

الحديث عن العدل لا يبتعد عن الامام علي (ع), فعلي والعدل لا ينفصلان, حيث كان عليا خير تجسيد للعدل في واقع البشرية.

كان عليا مثلا للرحمة الانسانية حتى في اشد المواقف, وعندما نتكلم عن الرحمة نذكر موقف الامام علي الانساني في ايام معركة صفين, حيث استبق جيش معاوية وسيطر على النهر ليمنع جيش المسلمين من الوصول للماء, واصاب العطش عسكر جيش المسلمين, فامر الامام علي قائد جيشه بكشف الشاميين عن النهر, وهكذا سيطر جيش الاسلام على النهر, فطالب البعض ممن بقرب الامام علي ان يعاملهم بالمثل, ويمنع عنهم الماء وهكذا سيكون النصر حليفا لجيش المسلمين, فرفض الامام الفكرة وسمح لجيش معاوية ابن ابي سفيان بتزود من الماء, فالماء كالهواء لا يمكن منعه عن الانسان مهما كانت مواقفه, وهكذا يسلك الامام علي سلوك القائد الرحيم حتى مع اعداءه.

في مثل هذه الليلة نزلت ضربة الغدر على راس شهيد العدالة, كان دوما عليا مع الحق, والحق لا يغادر علي, وجيوش النفاق وشياطين الانس لا ترغب بالحق, لذلك كان يجب الخلاص من "علي" كي يتخلصوا من الحق, وعندها ينتشر الظلم والفساد, ففعلوا فعلتهم بمكر خبيث في ليلة 21 من رمضان عام 40 للهجرة, مخططات عمل عليها اتباع هبل, من يوم بدر الى ان تم مرادهم في تلك الليلة الحزينة.

كانت مسيرة الامام علي (ع) متعبة جدا خصوصا بعد رحيل الرسول الخاتم (ص) وحصول الانقلاب على وصية السماء, ثم الحصار الذي استمر 25 سنة وبعدها فتن الناكثين (اهل الجمل في البصرة), والقاسطين (جيش معاوية في صفين), والمارقين (الخوارج في النهروان), فالأمام ارتاح بالشهادة, واستراح من هذه الدنيا, وقد ورد عنه وهو في فراش الموت بعد ضربة سيف الغدر: "وما كنت الا كقارب ورد وطالب وجد".

لم يكن الامام عادلا فقط, بل كان طالبا للعدالة, وهنالك فرق بينهما مثلمها هنالك فرق بين الحر وبين طالب الحرية, فذلك حر بنفسه وشخصه, وهذا يطالب بالحرية اي انه يدافع عن حرية المجتمع, ويرى ان الحرية هدف المجتمع, فالعدالة عنده فكرة اجتماعية يجب ان يسعى القادة لتحقيقها في حياة الامة.

في ايام حكمه لم يكن مهتما فقط في عدم وصول الاجحاف والظلم للناس, بل عمل على استرجاع الحقوق المهدورة والمسلوبة, التي نهبتها السلطة وبطانتها والمقربين منها, نعم كانت خطوة محفوفة بالمخاطر, بسبب تشكل طبقة سياسية مترفة جدا وذات سطوة, لكن الامام علي (ع) لا يهادن في الحق ولا يمكنه ان يتراجع,

هذا الامر له شاهد في واقعنا الحالي, عبر تفرعن قادة الاحزاب والتيارات بعد ان نهبوا خزينة البلد, فمن يأتي يطلب العدل عليه ان يسترجع كل دينار نهبه الفراعنة, والا لم يكن على نهج علي ولم يكن عادلا.

علينا ان نفهم كيف نكون طلاب عدل, وان نرفض طواغيت الحاضر ممن ساعدوا معاوية في كسب الجولة الحالية, وتغييب العدل, من يوالي عليا يجب ان يرفض الظلم والظالمين, ولا يكون معهم, بل هي معركة وفيها جانبين فقط, جانب علي ابن ابي طالب (العدل), وجانب اتباع هبل ومعاوية ممن يسعون لتغييب العدل, ولا مكان لجانب ثالث.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/05/15



كتابة تعليق لموضوع : الامام علي شهيد العدل والرحمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net