صفحة الكاتب : احمد محمود شنان

بمشاركة عدد من علماء دين وأكاديميين عرب ومسلمين وممثلي مراجع الدين النجف الاشرف تحتضن المؤتمر الدولي الثالث بين الحوزة والجامعة
احمد محمود شنان

 النجف الاشرف /احمد محمود شنان

 
 
برعاية مؤسسة الغري للمعارف الإسلامية أقيم المؤتمر العلمي الدولي الثالث تحت شعار "الحوزة والجامعة مشروع واعد في تعزيز السيادة العراقية ونبذ الإرهاب والطائفية" والذي تزامن مع أحداث يمر بها المسلمون في البلدان العربية وغيرها ما شجع على القيام بعقد المؤتمرات والندوات التي من شانها أن تعمل على تنوير الطريق من خلال التلاقح والتكامل بين علوم الدين والعلوم الأخرى التي تهتم بها الجامعات .
رئيس مركز الدراسات بين الحوزة والدين الشيخ قاسم الهاشمي قال أن للمؤتمر رسالة هي أن الحوزة والجامعة يقفان صفاً واحداً لمواجهة التحديات الفكرية والمعرفية وهما يساهمان بشكل كبير بالواقع التربوي والثقافي الذي يعيشه العراق خصوصاً أن مناهج التربية الإسلامية والتاريخ بالكثير من التحريف واللاواقعية، اليوم واحد من محاور المؤتمر هو وضع أسس صحيحة وسليمة للمنهجية في التربية والتعليم العالي وفق رؤية إسلامية فقد جاء المؤتمر ليبلغ هذه الرسالة والرسالة الأهم الرسالة أن هذا المؤتمر يؤكد في أهدافه على الانفتاح على العالم الإسلامي والعربي وضرورة الاصطفاف إلى جانب الشعوب المحرومة ومن بينها الشعب البحريني والفلسطيني من قبيل الشعوب المضطهدة التي عانت الأمرين من حكامها كل هذه الأهداف جاءت من هذا المؤتمر لتؤكد على أهمية التلاقح الفكري والمعرفي بين المؤسستين الحوزوية والجامعية.
إمام جمعة النجف السيد صدر الدين القبانجي  بين أن مساحات تحرك  الحوزة في عالم الغيب بينما الجامعة في عالم الشهادة متسائلاً  عن  دور الحوزة إن كان  في محيط يشهد فكراً سكونياً مغلقاً؟
 وهي تهمة توجه من الفكر الحداثوي إلى الحوزة بينما التهمة التي توه للجامعة إنها تشهد حالة استغراب وهي تبحر في فضاءات غربية بعيداً عن أصالتها الإسلامية.
القبانجي أضاف فمن الخطأ اعتبار الحوزة تتحرك في دائرة السكون فهي تتحرك في دائرة الوحي إلا أن المسافة مسموحة بالتحرك في الاتجاه الأخر فالدين اكتشف الحقيقة وهو يرى انه وحده من اكتشف الحقيقة بشكل مطلق لكن في داخل هذه المساحة توجد مساحة لتحكيم العقل وتعمل على دراسة ما جاء من خلال الوحي مشيراً إلى الاجتهاد والتفسير للقرآن الكريم فالإسلام يعتبر العقل والدين هما مصدران للعلم والمعرفة .
إمام جمعة النجف أكد على  وجوب دعم العملية السياسية قائلاً "يتوجب علينا ضرورة العمل على دعم التجربة العراقية الجديدة فالحوزة والشعب استطاعا أن يكتبا دستوراً وان يقيم ستة انتخابات ناجحة ونجحت في القضاء على الفتنة الطائفية وهي تجربة اعتمدت على الهوية الإسلامية اعتمدت الهوية الإسلامية في الدستور وهذا المؤتمر يأتي للعمل على موافقة الإسلام مع العصرنة وقد قامت على أساس التلاحم بين الدين والعلم والواقعية السياسية في خدمة الأهداف الكبرى وقد استطعنا أن نبي العراق ولو كنا طوباويين ومثاليين وما كنا قادرين على صناعة العراق الجديد الذي يمثل اليوم خطوة رائدة في مجال تحرير الإنسان".
الدكتور حسين سامي شير رئيس قسم علوم القران الكريم في كلية الفقه جامعة الكوفة أشار إلى إمكانية التعاون والتواصل بين الحوزة والجامعة قائلاً " واقعاً الإمكانية موجودة لكن تحتاج إلى آلية عمل لحد الآن آلية عمل غير متوافرة نعم هناك جهود فردية باتجاه التقارب بين الطالب الجامعي الحوزوي فعليه الجهود الفردية هود مباركة للعديد من الطلبة الأكاديميين الذين يتابعون تحصيلهم أو يعززون هذا التحصيل الأكاديمي بالتحصيل الحوزوي فلا شك أن إعداد كبيرة من طلبة الحوزة اليوم يدخلون الجامعات لا سيما جامعة الكوفة فاليوم نشهد في كلية الفقه العشرات وهم يتابعون درسهم الأكاديمي ويسعون إلى التحصيل العلمي العالي ولعلهم تميزوا على أقرانهم من الطلبة الأكاديميين هذه البادرة لسعي الكثيرين من طلبة الحوزة إلى المشاركة في الجامعات هي بادرة طيبة باتجاه هذا التقارب المنهجي والمعرفي".
شير أشاد بالمؤتمر الذي وصفه بالايجابي قائلاً "لا شك أن هذا المؤتمر في دورته الثالثة اقل ما يقال فيه ايجابي بهذا الاتجاه وانه خطوة في الاتجاه الصحيح رغم نوعية البحوث المطروقة فيها فهي بحوث تخدم هذه الأهداف وتعمق الصلة بين الحوزة والجامعة مجرد هذا الانعقاد العلمي والثقافي وحضور هذه الشخصيات الرفيعة المستوى من دول إسلامية وشخصيات علمية مرموقة عملية تكرس دعم لهذه الجهود التي يبذلها مركز الدراسات التخصصية بين الحوزة والجامعة".
من دولة البحرين الشيخ ميثم البحراني قال ينبغي أن نشير إلى أن العلاقة بين الحوزة والجامعة لا تأتي في إطار المنافسة بدل التكامل مشيراً إلى اعرق الجامعات العالمية وعلاقتها بالمؤسسات الدينية ففي كندا جامعة (مبكيل )وهي من اعرق الجامعات في كانت في الأصل مدرسة دينية وفي أمريكا اعرق جامعة هي (هارفرد)وهي في الأصل كانت مدرسة دينية وفي بريطانيا كذلك .
البحراني أكد على  أن العلاقة بين الحوزة والجامعة علاقة تكامل فعلم الأخلاق والتربية والنفس وكل العلوم الاجتماعية تلتقي في هدف واحد وهو تصحيح السلوك وتقويمه في عملية التحول الايجابي في المجتمع موضحاً  أن المنهج الحوزوي اقرب إلى العمق العملي والعلامة الجوهرية للمرتكزات العلمية بينهما المنهاج الأكاديمية تمتاز بالتفوق في البعد العملي والية الطرح ومنهجية العرض فالحوزة باستطاعتها ومن خلال تحويل الجواهر النظرية إلى طريقة عملية واليات تتجلى في مشاريع على ارض الواقع.
رئيس جمعية مناهل الأنوار للكفاءات العلمية الشيخ موسى العاملي تناول الوضع العربي وما يشهده من عملية تحول فيما يعرف بالربيع العربي قائلاً "طبيعة الحال أن الشعوب عندما تصل إلى حالة الاختناق القصوى أن تنفجر وتثور هذه من القضايا الطبيعية كما انه كمن القضايا الطبيعية أن تتحرك جهات من هنا وهناك من اجل استغلال هذا العطاء والثورة بين هذا الطبيعي وهذا الطبيعي من يقول هذه سلبيات ومن يقول أنها ايجابيات ومن يقول فيها ايجابيات وسلبيات ونحن نعتقد أن التحرك العربي والإسلامي والشعبي جاء نتيجة أزمات كثيرة عاشتها المنطقة.
العاملي حذر من استغلال الأعداء لتلك الثورات  وطالب بوجوب قطع الطريق على المتصيدين قائلاً "يجب أن نقطع الطريق في هذا الربيع على جميع المستغلين لأننا نؤمن أن الحكم في الأرض أما يأتي من الله أو أن يكون منطلق من الشعب وفق المنطق أما أن تأتي جهة ظالمة وتتسلط على الشعب وثوراته فهذا أمر مرفوض وغير مسموح في أي بلد من البلدان يجب أن يحكم الشعب نفسه بنفسه ضمن موازين دينية عدلية في الواقع الشعوب لا تحتاج إلى العلم والمعرفة بقدر ما تحتاج إلى العدالة والمساواة حيث أنها مفقودة في كل مجتمعاتنا ومؤسساتنا وعند الصغير والكبير وهذا هو الدور المهم الذي سينطلق يوماً ما مع الدولة العالمية للإمام المنتظر".
العاملي الذي يعمل معتمداً لدى المحاكم الإسلامية في المانيا  اعتبر المؤتمر ناجح في كل الأصعدة والجوانب وهو الانطلاقة الأولى والجرعة الأولى التي يمكن أن ننطلق من خلالها الأمة لمؤتمرات متعددة وفي بلدان مختلفة كما يجب أن يتكاملا من خلال التبادل الفكري والعلمي وادعوا إلى إنشاء مركز تخصصي يجمع الحوزة والجامعة ولا تقتصر فقط على المؤتمرات والندوات.
الشيخ جميل الربيعي وصف الحوزة مؤسسة الحوزة بالمؤسسة العلمية الحركية ومن واجبها أن تنفتح على الأمة ككل وتتدخل في كل الشؤون الاجتماعية والسياسية ومن حقها إذا نظرنا إلى الإسلام على انه عقيدة ونظام كامل للجميع وأما إذا نظرنا إليه كعلاقة بين الخالق والمخلوق فعلى الحوزة أن تنزوي في محاريب الصلاة والمساجد.
معللاً تدخلها في كل القضايا  قائلاً "الواقع أن الحوزة ليس كذلك فهي تمثل قوة فكرية وسياسية في العالم لذلك من واجب المسؤولين وأساتذة الجامعات وطلاب العلم الأكاديميين أن ينفتحوا على الحوزة وان لا ينظروا نظرة سلبية للحوزة من خلال بعض المعممين السلبيين فالحوزة هي القائد في ثورة العشرين وهي صاحبة التنظير الاقتصادي فهي أول من نظر للفكر الاقتصادي وأول من أسس النظام السياسي لذلك عودة الجامعة إلى الحوزة كمرجع كبير أنا لا اتفق مع الأطروحات التي تقول أن الحوزة نظرية بل هي نظرية تريد أن تطبق بشكل عملي وهذا ما حدث في الأزمات لذلك التجربة التي حدثت في العراق ورغم المعوقات أن شاء الله سيحدث نقلة كبيرة لتغيير هذا الواقع".
هذا وتضمن برنامج المؤتمر بالإضافة إلى  كلمات للمثلي مراجع الدين والمشاركين فيه ثلاث جلسات بحثية لمناقشة البحوث التي قدمت ومن بينها بحث عن دور الحوزة والجامعة في تعزيز وحدة الأمة للشيخ جعفر البناوي من المملكة العربية السعودية وبحث عن الخطاب الإعلامي الرشيد وتعاون الحوزة والجامعة للأستاذ الدكتور عباس الطائي من جامعة النهرين كلية العلوم السياسية كذلك بحث للدكتورة إيمان سالم الخفاجي من قسم الثقافة والإعلام في العتبة الكاظمية تناول مسؤولية الحوزة والجامعة في مساندة المرأة لأداء دورها في عملية التغيير .
ختام المؤتمر قراءة بيانه الختامي وتوزيع الدروع والهدايا على المشاركين والمساهمين في المؤتمر. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد محمود شنان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/24



كتابة تعليق لموضوع : بمشاركة عدد من علماء دين وأكاديميين عرب ومسلمين وممثلي مراجع الدين النجف الاشرف تحتضن المؤتمر الدولي الثالث بين الحوزة والجامعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net