صفحة الكاتب : عبد الامير آل حاوي

الحر وكورونا والكهرباء
عبد الامير آل حاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا أعرف لماذا يحلو للمشاكل والمنغصات أن (تلتم) دفعة واحدة وفي نفس الوقت لتدفع بالأنسان الى حافة الجنون أحياناً ... تذمر وضجر وأكتئاب ناجم من الجلوس في المنزل رغم أنوفنا نتيجة الحجر المنزلي الطوعي (على الأقل بالنسبة لي) وألا فالشوارع مكتضة بالناس المتبضعين الذين من هم فعلاً بحاجة للتسوق وآخرين يرون أن التمتع بهذا الأستثناء حق من حقوقهم بالرغم من التوسلات الكثيرة والمتكررة من أحدى مقدمات الأعلانات التلفزيونية (خليك بالبيت) لكن بدون جدوى.

ولطالما أن الفايروس القاتل يتجول بأريحية تامة وبلا (صداد أو رداد) رغم مرور عدة أشهرمن محاولة الوصول الى علاج او لقاح أو وسيلة لتفادي شر هذا الفايروس المتغول المسمى (كورونا) وما نتج عنه من تداعيات على كل الأصعدة فهو يقف وراء المشاحنات والتقاطعات داخل المنازل بسبب (ضيق الخلق) الذي هو نتيجة طبيعية للمكوث في البيت لأيام طويلة .

وليت الأمر توقف عند هذا الحد فدرجات الحرارة بدأت بالأرتفاع المتسارع وصولاً لدرجة النجاح يرافقها أنقطاع الكهرباء (الوطنية) لاكثر من ثلثي ساعات اليوم وفي الواقع لا غرابة في ذلك وخصوصاً ما يتعلق بموضوع الوطنية التي لم يعد لها وجود في واقعنا المحلي ...فالجميع يحاولون تأمين مصالحهم الخاصة بوقت قياسي دون الألتفات الى الرادع الديني والأنساني بالتمييز بين الحلال والحرام فالأمر بات شعاراً قديماً أكل عليه الدهر وشرب فالوقت يمضي سريعاً والمدة محدودة والشعار البديل (أنا ومن بعدي الطوفان) .

فمن أوائل ضحايا هذا السعار وجري الوحوش هي الوطنية التي سرقتها الطيور بمناقيرها مع مئات الأطنان من الحنطة من سايلوات الخزن أو أحترقت أسوةً بالأف الأطنان بحرائق مفتعلة في الحقول.

نيران الحقول أعادت الى ذهني صورة بيت مملوء بالنقود يحترق ومن حوله السراق ينهبون ويجرون سريعاً هكذا صور المشهد قبل أكثر من 60 سنة رئيس الوزراء الأسبق (نوري سعيد) وما أشبه اليوم بالأمس.

وحتى لا نتهم بالسلبية والأنهزامية وربما عدم الوطنية نقول ببساطة شديدة تعالوا نتحاسب على أموال العراق التي درجت ضمن الموازنات المتعاقبة من عام 2003 ولغاية عام 2019 ستذهلنا الأرقام المرعبة التي تشير الى كميات أموال غير مسبوقة من عائدات النفط (اللعين مصدر البلاء) تكفي لبناء الكوكب وقد تمتد يد الأعمار الى كوكب الزهرة القريب رغم كل ذلك ونحن ..........

سأتوقف عن هذه البكائية المملة ودعوني أخبركم بقصة اليوم القصيرة ولكم أن تتصوروا حجم النعيم والرفاه والوطنية التي تلقي بظلالها علينا في هجير الحر الذي داهمنا ...وانا أحاول أن أسرق من ساعات النهار ولو ساعة قبل الافطار وقبل ان أغفو لاحظت أن هواء المبردة حار فهممت لملئها ولعدم وجود صنبور (حنفية) قريبة منها ولا تسألوني لماذا لا توجد حنفية !!! مما يتطلب نقل الماء بواسطة (قروانة) الى المبردة وأثناء قيامي بذلك قالت (الحجية) نحتاج بصل وخبز وزيت فحملت حالي وذهبت الى الشارع العام وعند العودة وجدت (ستوتة) وثلاثة أطفال أكبرهم 12 سنة يحاولون رفع الحاوية بصعوبة لا سيما وأن القمامة تتكدس بسبب تباعد فترات مرور عمال البلدية لأسباب لا يعلمها ألا مديرهم ...قلت لهم من طلب منكم ذلك :أجابوا (الحجية )وقد أعطتنا ألأجر...قلت :حسناً سأعطيكم أجر أضافي على رفع الأوراق الصفراء المتساقطة من السدرة المتسيدة والمهيمنة على واجهة المنزل خصوصاً وأنا متثاقل جداً من القيام بهذا العمل الذي لا يشعر به ألا من كانت في بيته شجرة من هذا النوع ...فوافقوا على ذلك وبعد دقيقة من بدأ العمل أقترب مني أصغرهم وعلى وجهه أمارات الأشمئزاز والأنزعاج وقال (عمو أكو هنا حنفية ماء) فقلت نعم ولكن ما الخبر قال: أريد ان أغسل يدي فقد توسخت بمخلفات الطيور والعصافير...(عباس) ذو الثمان سنوات أن الله يسمع ويرى وسيقتص منهم لحرمانك من اللعب مع أقرانك وقتل الطفولة والبراءة في قلبك الصغير.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

عبد الامير آل حاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/05/23



كتابة تعليق لموضوع : الحر وكورونا والكهرباء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : رجال بني اسد ابطال وين ماكان

 
علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال .

الكتّاب :

صفحة الكاتب : قاسم الغراوي
صفحة الكاتب :
  قاسم الغراوي


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net