حوار مع رئيس كتلة الفضيلة البرلمانية الدكتور"الدكتور عمار طعمة
صبري الناصري

لقاءاً خاصاً مع رئيس كتلة الفضيلة الدكتور عمار طعمة في مكتبه ببغداد حول مجريات الأحداث السياسية والاجتماعات التمهيدية للمؤتمر الوطني ومايمر به المشهد السياسي من تأزم مستمر .
س : ما دور حزب الفضيلة الاسلامي في تقريب وجهات النظر بين الاطراف السياسية حيال الازمة المستمرة ؟
رئيس كتلة الفضيلة : من بدايات تصاعد الازمة السياسية طرح حزب الفضيلة الاسلامي قراءة واعية لاسباب الخلاف السياسي وفهماً دقيقاً لمبررات امتداد مساحة الازمة من الخلاف بين القوى السياسية في بغداد وسريانه للمحافظات وتزايد دعوات حلول يعتقد بجدواها من قبل مطلقيها ولكنها تعقد المشهد وتضاعف تداعياته السياسية والاجتماعية من منظور واقعي .
ولخصّنا أهم أسباب التأزم السياسي بضعف الشعور بالثقة المتبادلة بين الشركاء وسيطرة التوجس والقلق من قبل تلك الاطراف السياسية ازاء بعضها حتى تحولت لعقدة مستحكمة في بعض مراحل العلاقة مابين القوى السياسية.
 فشجعنا على ادامة الحوار المباشر الشفاف المبني على معايير ومبادى واضحة متفق عليها من قبل تلك الاطراف المختلفة وحفزنا على تشكيل لجان ثنائية للحوار بين القوائم النيابية الكبيرة وطرحنا منهج يبتدى بالموضوعات ذات المساحة الاوسع من الاشتراك لحسمها وصياغة حلول ناجزة لها .
وتنفيذ المطالب المتبادلة الممكن انجازها فورا او بشكل سريع مما يمهد لخلق اجواء ايجابية تدعم الحوار وتديمه وتوفر دعائم نجاح للدخول بالتفاوض والنقاش واتمام تفاهمات منتجة لحلول مرضية لجميع المشاكل القائمة .
س : رئيس كتلة الفضيلة حاضر في كل جلسات التحالف الوطني والاجتماعات مع كل الاطراف السياسية كيف يجد الاطراف السياسية وتعاملها مع الازمات ؟ وهل ترون اي نتائج ايجابية خلال اجتماعاتكم التمهيدية للمؤتمر الوطني ؟
رئيس كتلة الفضيلة : لمسنا في الاجتماعات الاخيرة للجنة التحضيرية اجواء ايجابية وحرص من جميع الاطراف السياسية للوصول لحلول للمشاكل السياسية والاتفاق على ان ادامة اللقاءات والحوارات هو السبيل الاجدى لتجاوز الخلافات معتمدة ومنطلقة من مشتركات واسعة وقد قطعت اشواط مهمة على مستوى الاتفاق حول المبادى والمعايير التي تحكم وتضبط اجندة وجدول عمل الاجتماع الوطني وتحديد جرد بمجموع المشاكل والمحاور المفترض تناولها بالنقاش والتوصل لتفاهمات وايجاد حلول منصفة لها.
ونلاحظ كلما استمرت اللقاءات وتصاعدت وتيرة الحراك والحوار السياسي بين الشركاء كلما تبرز بوادر الحلول وتتعمق مشاعر الثقة بين القوى السياسية.
واخر الاجتماعات شهدت تقارباً كبيراً ومهماً في توحيد المبادئ والمحاور التي ستنظم في ورقة جدول اعمال لاجتماع الوطني المرتقب.
س : هل انتم متفاءلون بالنتائج والتوصيات التي سيخرج بها المؤتمر الوطني اذا عقد ؟
رئيس كتلة الفضيلة : نعم نحن متفاءلون بتحقق نتائج وحلول ايجابية للمشاكل السياسية العالقة . ويمكن ان يؤسس لمنهج متفق عليه يشكل خارطة طريق للتعامل مع المشاكل السابقة واي مستجدات تعترض عملية بناء مؤسسات الدولة او علاقة القوى السياسية ببعضها .
س : توسيع صلاحيات مجالس المحافظات كان من مقترحات كتلة الفضيلة كلمنا عن عملكم لتفعيل هذه المقترحات وما هي نتائجها ؟
رئيس كتلة الفضيلة: بعد تصاعد دعوات وتكرار المطالبات لتشكيل اقاليم عمدنا لدراسة دوافع ومبررات تلك المواقف والسعي لمعالجتها بشكل موضوعي وواقعي. وتم تكليفنا برئاسة لجنة فرعية للتحالف الوطني تتكفل بتقديم دراسة متكاملة حول طبيعة الاشكالية في العلاقة ما بين المحافظات والمركز وقدمنا ورقة عمل حول الموضوع تضمنت 12 فقرة او مقترح بعضها قانوني وبعضها سياسي واخر اجتماعي من ضمنها منح صلاحيات مالية وادارية واسعة للمحافظات وايكال صلاحيات بعض الوزارات (الخدمية) بخصوص التعيينات والتخصيصات ونقلها الى الحكومات المحلية. ومن ضمن المقترحات القيام بزيارات رسمية حكومية او سياسية يتم الاستماع المباشر فيها لطبيعة المعوقات والمشاكل التي تعترض عمل الحكومات المحلية والسعي لانجاز ما يمكن انجازه من المطالب فوراً اوبشكل سريع وما يبقى من المطالب يعالج وفق الخطوات او السياقات التشريعية او التنفيذية.
وتكللت هذه المقترحات بتفعيلها في جلسة مجلس الوزراء المنعقد في محافظة البصرة ، وما ينتج منه من منح صلاحيات مالية وادارية للمحافظات،ونعتقد ان هذه المعالجات تسحب المبررات بشكل مقنع وموضوعي عن الدعوات المستعجلة لاقامة الاقاليم في المرحلة الراهنة وتبعث برسائل ايجابية لجماهير تلك المحافظات بوجود الاذان الصاغية والمتجاوبة مع مطالبها والساعية لحل مشاكلها مما يعزز الثقة بالحكومة ويقوي اواصر العلاقة بين المركز والمحافظات.
س : قدمت كتلة الفضيلة مقترحاً الى رئاسة مجلس النواب قدمه النائب المرعبي يتضمن توقيع 61 نائب ماهي اخر مستجدات هذا المقترح .
رئيس كتلة الفضيلة : كما تعلمون ان حرية ممارسة الشعائر الدينية قد كفلها الدستور بشكل عام في المادة 10 منه ، واكدت المادة 43 اولاً : من الدستور على حرية ممارسة الشعائر الدينية بالخصوص ، واجازت المادة (108) من الدستور استحداث هيئات مستقلة اخرى حسب الحاجة .
ومن الواضح شدة الحاجة الى استحداث هيئة او مؤسسة حكومية بصلاحيات توازيها تعنى بتقديم الخدمات وتهيئة مستلزمات اداء الشعائر والزيارات المليونية المباركة بشكل يرفع المعاناة والصعوبات البالغة التي ترافق تلك الممارسات الدينية المقدسة خصوصاً مع افراز تجربة السنوات الماضية جسامة ماعاناه الزوار والوافدين لتأدية الشعائر والزيارات من تردي وغياب لخدمات النقل وترتيب اماكن استراحة السائرين لمئات الكيلو مترات مشياً على الاقدام وهذه الدعوة لانشاء هيئة الزيارات او الشعائر المليونية توجد ما يماثلها من وزارات في الدول الاسلامية تجري فيها مناسك دينية لاعداد اقل من المشاركين في الشعائر وفي مواسم ليس بكثرة وتعدد المناسبات والزيارات في العراق .
وقد تبنى النائب عن كتلة الفضيلة المهندس حسين المرعبي تقديم مقترح قانون لتشكيل هذه الهيئة مشفوعاً بتاييد 61 نائباً والنظام الداخلي لمجلس النواب ينص على اشتراط تقديم مقترحات القوانين اما من اللجان المختصة او من قبل عشرة نواب ، وهذه هي الخطوة الاولى وقدم المقترح لهيئة رئاسة مجلس النواب التي بدورها تحيله الى اللجنة القانونية لدراسة المقترح واعداد تقرير عنه لمجلس النواب وبعد موافقة المجلس عليه يحال للجنة المختصة وهي لجنة الاوقاف والشؤون الدينية لغرض عرضه على جدول اعمال مجلس النواب ويقرأ قراءة اولى ثم ثانية مع مناقشته وبعدها يجري التصويت عليه.
س : نبذ التطرف واشاعة ثقافة الاعتدال بين الاطراف السياسية كانت دعوة المرجعية الرشيدة ما هو دور كتلة الفضيلة في تفعيل هذه الدعوة ؟
رئيس كتلة الفضيلة : ثقافة الاعتدال وتعميق نهج القبول وترسيخ التعايش معه بدلاً من اسلوب الاقصاء هو ما تحتاجه المرحلة بشكل ملح وهذه المفاهيم ترجمناها في مواقفنا السياسية وجهودنا في توجيه الحراك السياسي وادامته ورفع المعوقات التي تؤدي لحصول الانقطاع وغياب التواصل بين الشركاء. ودورنا في تفعيل لجان الحوار الثنائية مع الكتل السياسية الاخرى والمساهمة الفاعلة في النقاشات التي سبقت انعقاد اجتماعات اللجنة التحضيرية في التركيز على المشتركات وابرازها وتجميد نقاط الاختلاف وتاجيلها ادى لتهيئة اجواء مشجعة في استمرار الحوارات واللقاءات بين القوى السياسية المختلفة .
وكنا نركز في تلك اللقاءات والاجتماعات وفي خطابنا السياسي على اظهار المواقف الايجابية لكل طرف ونقلها للاطراف الاخرى لتساهم في تخفيف التوتر وبعث رسائل مشجعة لتبني مواقف ايجابية متبادلة من قبل اطراف الخلاف
وكان لنا دور ونشاط ميداني في بعض المواقع ساهم بشكل كبير في تهدئة الاوضاع ونزع فتيل الاحتقان وصياغة رؤى مشتركة ومقاربات لمواقف متباينة للفرقاء السياسيين كما هو الحال في الاحداث التي اعقبت اعلان مجلس محافظة ديالى مطالبته بتشكيل اقليم ودعواتنا المتكررة لزيارة المسؤولين للمحافظات والوقوف على مشاكلها بشكل مباشر والاستماع لمطالبها والتجاوب معها .
واثمرت هذه الجهود خطوات مشجعة تساعد على تحقيق معالجات اساسية للمشاكل القائمة.
س : هل ترون ترحيباً سياسياً وجماهيرياً بتنفيذ احكام الاعدام بحق الإرهابيين .
رئيس كتلة الفضيلة : كنا قد ذكرنا في مناسبات عديدة ان تنفيذ العقوبات ومنها حكم الاعدام بحق الارهابيين يشكل عامل ردع مؤثر في اضعاف النشاط الارهابي ويجفف تموين الجماعات الارهابية بالعناصر الاجرامية ويعضد ويعزز جهود الاجهزة الامنية في ملاحقة تلك الجماعات الارهابية ويحفز الموسسة الامنية للاندفاع بشكل اكبر لمكافحة الارهاب عندما ترى وتلمس نتائج عملها المحفوفة بالمتاعب والمخاطر تثمر بتحقيق العدالة والانتصار للمظلوم والاقتصاص من الظالم المعتدي.
ونعتقد ان جهود مكافحة الارهاب واستئصال شأفته لاتتم برصد تحركات الارهابيين وتحصيل معلومات عن تنظيماتهم ونشاطاتهم ومن ثم اعتقالهم فقط بل تكتمل وتثمر تلك الجهود بتحقيق العدالة وايقاع القصاص بالقتلة المجرمين.
ولاشك ان الجماهير وكذلك المخلصين من السياسيين يرحب كثيرا بالقصاص من القتلة والارهابين لان ما انتجته ايادي العصابات الارهابية من جرائم بشعة استهدفت جميع العراقيين على اختلاف مشاربهم وتنوع شرائحهم من شيوخ ونساء واطفال وباقي الابرياء لايوقفها ولايمنعها الا الرد والجزاء المناسب لذلك السلوك المفسد العابث بارواح ومقدسات الانسان العراقي.
صبري الناصري
حوار اجرتة نشرة (صدى الفضيلة)

الموضوع السابق ازدهار الحركة العلمية في الصحن الحيدري الشريف

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat