صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

قراءة و إستذكار
علي حسين الخباز

 الدراسات التنظيرية تسعى دائماً لإيجاد طرق توصيلية مرتكزة على مفهوم معنى عام خارج عوالم النص ليستخدم كمرجع خبري أو فعل حدثي وهناك معنى خاص يسمى بالمعنى النصي أي الجملي وهناك معنى آخر تأويلي يتبلور عند فعل القراءة أو التلقي فيصبح لدينا( كاتب – نص- قارئ ) لكن هذا التنظير خاص بالعمل الفردي مثل عمل الشاعر وعمل الرسام والنحات والمصور ، ولو تأملنا مثلاً في العمل المسرحي سنجد مجموعة من الرؤى تجتمع ليتبلور العمل المبدع ( رؤية كاتب + رؤية مخرج + رؤية ممثل ) ورؤية الديكوريست والإنارة والتصميم والإكسسوارات والأزياء كلها تجتمع لتؤدي المعنى الإجمالي الجمعي للمتلقي . ولذلك يصبح عمل الجريدة عملا جماعيا يبدأ من عدة أعمدة بنوعياتها وهناك ( حلم يراودنا أن تخرج الجريدة بثمانين مادة )– أي ثمانين رؤية – إضافة إلى رؤى المصمّم وجمالية إدائه اضافة إلى مساحات التنضيد – التصوير – والطباعة – الورق وهناك حقيقة لا بد أن نسلط عليها الأضواء – وهي مثلما هناك تباينات الرؤى المتنوعة لكل كاتب ولكل محور فهناك أيضا تنوع في القراءات وامام هذا التنوع سنجد قانونا عالميا قديما وحديثا في جميع كياناته أنه لا يمكن لأحد ان يزعم أنه قد ألمّ الماما ًمطلقاً بالمعنى الذي أراده جميع هؤلاء الكتاب وأن يطالبهم بمعنى أعم ّوالمصوّر والمنضّد حتى الفراغات وبياض الجريدة أحيانا له معنى ، نعم هناك أدراك جزئي لأجزاء مهمة في النص ، وأما المحور الذي لا بد أن نركز عليه هو أن للعمل الجماعي ( الجريدة ) محتوى ومهام وهوية ومرتكزات وعي وأشياء جوهرية تنضوي تحت مفهوم المعنى العام ومثل ما يحتاج المسرح إلى قاعة عرض وخشبة مسرح وإلى تمويل وخطة انبثاق فالجريدة أيضا لها مثل هذه الاحتياجات ولكي تكون القراءة فاعلة ومثمرة لا بد ان نذهب إلى الواقع العام للاعلام العراقي بكل محتوياته ثقافة فكر وفن انشطر إلى صنفين – رغم هذا الانشطار التقت المرتكزات جميعها عند نقطة واحدة هي التهميش- فأما أن تحضر أنت ولا ضير أن تهمش أمة ًوتاريخا ًوديناً ومذهبا ًوأشياءً أنسانية آخرى كي تعيشَ وأما أن تغيب تماما لتحضر فيك قيم أمة وأيمان معتقد وزهو انكسار هو أجمل من كل ربح ولهذا انكشف الموقف بعد سقوط النظام الطاغوتي تماما عن أعلاميين أمتلكوا القصور وأحدث موديلات السيارات ولبسوا الحرير ولهم علاقات منفتحة على معظم رموز الأعلام العربي والعالمي أحيانا ولهم امكانيات واسعة في التلوين الاعتقادي لأنهم بلا معتقد ويجيدون التمنطق والتملق والنفاق وأحدث موديلات الكتابة فالنظام المنهار أتاح لهم الفرص الكثيرة ، في الطرف الآخر سنجد عدد كبير من الاعلاميين والأدباء والمثقفين الفقراء أغلبهم يعمل في مهن صعبة كي يعيشوا وبيوتهم مستأجرة ولا يمتلكون سيارات ولا أرصدة ولا ما يليق بهم كأدباء وهم دون علاقات ستجدهم منطوين على أنفسهم وربما ستجد أيضا ً أن تجاربهم محدودة لكنهم نظاف شرفاء نزاهتهم تغنيهم عن كل هندام ، إذن المطلوب هو دور المسؤول الجديد الذي جاء ساعيا ً للتغيير عليه أن يمتلك صحوة الانتقاء وأن يمتلك الصبر كي يستعيد هذا الأديب الإعلامي أنفاسه ويحصّن نفسه بتجارب ٍحُرم منها طوال تجربته وهذا يعني إن أي مسؤول تقع عليه مهمة أدراك ماهية الإعلام أن يفهم متطلباته ومرتكزاته في مجال الحرية التي يحتاجها للتعبير وأن يميّز بين المحتوى الثقافي والمهام الإعلامية لكن للاسف إنكشف الموقف عن إن أغلب المؤسسات الإعلامية أعادت الينا الغواة بحجة الخبرات أو إستعانت برؤى ضيقة تحددها الإنتماءات السياسية والعشائرية والعائلية فهزُل الإعلام لكون التجربة البعثية لاتجيد سوى منطق التهميش والكتاّب الجُدد مدعومون ببركات الأقارب ليس لهم الكفاءة للتوازن فظهر العجز واضحا ًلايمتلك من الحياة ما يؤهله ليعيش فالأديب الإعلامي يحتاج الى من يصنع له الفرصة التي يستطيع أن يرتكز عليها ليكوّن وجوده ، يرى أهل النقد الأ كاديمي ان البوح السردي ضروري لا للكشف عن الذات بل للكشف عن الموضوع فالأديب والاعلامي العراقي كان بعيدا عن الأضواء الإعلامية لا يمتلك خبرة مهنية يكتب للصحف فقط هكذا كانت تعمل صحفنا تجمع الأوراق للنشر بعد تبويبها ومهمة المطبعة التصحيح والتنفيذ والإخراج والطباعة و ربما أحتاج إلى شيء من التوضيح وأعني أننا دخلنا الجريدة دون هذه الخبرات وإنما كان المرتكز الوحيد هو ثقافتنا البسيطة المتنوعة وثمة شهادة لأحد المخرجين الرائعين هو الإستاذ جاسم الفياض أن معظم ما يكتب في صدى الروضتين يمتلك رؤى مسرحية ناضجة ، والمعنى الأخر المكتسب من قصيدة النثر كونها رفضت الوزن والقافية وابتكرت الجرس الموسيقي الداخلي لإيقاع الجمل والاعتماد على المرتكز الإيحائي الدلالي ومساحات تمثيل – الضغط الذاتي – إيجاز- صورة –معنى– تحرك هيئة الشكل ، فكان الرهان الحرفي دخول مثل هذه المحاور المهمة إلى العمود الصحفي سيكوّن عمقا ًلسطوة المعنى وتعدد رؤى القراءة بما يسمى تعددية التأويل إضافة إلى وجود الرؤى الانطباعية المدونة واتخاذ المنهج التحليلي التفكيكي وبتضافر الجهود شيّدنا ( المشغل النقدي ) في جريدة صدى الروضتين وأنجزنا الكثير من الدراسات ، بدأت الخطوة الأولى بالتحاق من ساهم بتنظيم فوضاي وحاول جاهدا تشذيب بعض هذياناتي وكان دليلي في الكثير من الأمور وتعاهدنا أن نرفض أي تدوين يخلو من جهد وإبتعدنا كليا عن مخاطر الانترنت والنقل المباشر الذي للأسف سقطت في مطبّه أغلب الصحف العراقية حتى أنك لوجدت خطأ في موضوع ستجده في جميع الصحف ، النقطة المهمة في معرفة ( الغاية ) والمسعى القصدي من إنشاء صدى الروضتين كان أمامنا قصدين متباينين تماما المفهوم الأول يرى أن جريدة صدى الروضتين لها مهام خاصة ولا بد لها من إحتواء أمور العتبة المقدسة غير معنية بما سواها والمفهوم الثاني يرى أنه لا بد من الخروج إلى العالم لتمثيل المذهب بأشمله واحتواء قضايا الشارع – الناس –السياسة- الفكر – حمل هموم المعاش اليومي والاتصال الفكري مع العالم ، بينما خطورة مهام التدوين الإعلامي الذي لايتحمل الخطأ أبدا مهما كان صغيرا لكونه سيوثق للشارع وتكمن صعوبة هذا البناء الاعلامي الناجح بكثرة الانطباعات واختلاف الامزجة ومثل ما هناك أزمة كتابة خلاقة هناك أزمة قراءة خلاقة والتدوين الاعلامي يحتاج إلى الكثير من الحرية ولا يمكن احتواؤه بمنهجيات الإداريات هناك صعوبة العمل في سرايا الإعلام الديني الذي يطالبنا بالصدق والنزاهة وعدم المراوغة ونحن نواجه هجمات اعلامية شرسة من الفرق والعصابات الطاغوتية المنحرفة تحتاج إلى جهد أبداعي مواجه وتحتاج إلى لغة ممتعة لا هي بالمباشرة الميتة ولا هي بالمجردة المعسرة لذا فنحن بحاجة إلى بعث روح التاريخ والبحث بنبض حياتي ممتع وإحتواءٍ عام وتبيان موقف المرجعية المباركة وإلى رسم ملامح المستقبل ونحتاج إلى بلورة فكر ديني سياسي ثقافي اجتماعي ونحتاج الى ردّ الشبهات ونطمح أن نرسم منذ الخطوة الأولى للجريدة عراقيتها وطنيتها إنسانيتها رؤاها وتستقطب الآخر مهما كان حجمه وحجم إدراكه وحجم مخلفاته نحتاج إلى احتواء الأمزجة كل هذه الأمور لا بد من انجازها بكادر محدود وبعض يراعات كتـّابنا متبايني المستويات
يرى أهل النقد الأكاديمي ان الفن الإعلامي الثقافي يتشكل من بنى تقودها التوجهات التي تحمل قيم الحياة ومفاهيم الإنسانية تكون ركيزة لمنطلق بحثي تحليلي له القدرة على تحقيق الوثبة الحقيقية ولهذا كان لسماحة السيد أحمد الصافي ( دام عزه ) الذي رعى الجريدة كي تزدهر ويعلو صوتها في زمن اُختُرِق الإعلام العراقي الوطني واُستُهدِفَ ليُهمش ثانية وكان لنا بفضل هذه الرعاية حب الناس ومؤآزرتهم التي من المؤكد أنها ستعزّز مسيرة الجريدة ولا نمتلك للجميع إلا الدعاء...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/07/07



كتابة تعليق لموضوع : قراءة و إستذكار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net