الحسين بن علي (ع) الثائر الشهيد.
رسول مهدي الحلو
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رسول مهدي الحلو
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الحسين هو القائد الرباني الذي لم يتوان من أجل الدنيا ونعيمها ومباهجها في إن يرفض الظلم والباطل بكلمة سمعها التأريخ ولم يسمع بمثلها ونفذت إلى قلوب من ماءِ لتكون صلدا جلمدا،
وطافت على مشاعر مختبئة بين جوانح التقية والتردد من المآل الذي قد لا تأتي بما تشتهيه الآمال،
فحولتها إلى لهيب من سعير لايهمنا إن وقعنا على الموت أو وقع الموت علينا مادمنا محقين.
الحسين هو العزم النبوي الذي رأى إن صقيل السيوف وحوافر الخيل أهون عليه من يعطيهم بيده إعطاء الذليل أو يفر فرار العبيد،
ورأى إن الماء العذب المحي للنفوس يتلألأ بين الأسنة ورؤوس الحراب ويتفتّت كبده ظمأ وأكباد صحبه وأبنائه ونسائه، وأطفال يفحصون بإقدامهم من شدة العطش،
ورضيع عيناه غائرتان يمسه طائف الموت بين آونة وآخرى حتى تلقي به أمه خذوا رضيعكم
يا آل محمد فقد جفت محالب أمه من اللبن،
ويأخذه الحسين إلى الأعداء من أجل شربة ماء فيسقونه حر النبال وتسيل دمائه وروحه بين يديه والده،
ويتجلى إباء الحسين وصبره بأبهى صورة حيث يرمي بدمائه الطاهرة إلى عرش الله خذ حتى ترضى ويحملها الأثير عبر الأجيال المتعاقبة شعلة وقادة في ضمائر الأحرار والمجاهدين إلى آخر الدنيا.
الحسين هو الشبل العلوي الذي لم تفارقه صيحة أبيه في ميادين الحروب،
(والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها)،
فهو يرى الجموع الزاحفة والكتائب المتوالية متوشحة بالنار والحديد وتتقدم بالرايات والغارات حتى اعصوصبت عليه وعلى أهل بيته، وهو لا ناصر له ولامعين ولا ذاب يذب عن حرم الرسول سوى حشاشة أرواحهم ومهج قلوبهم، وتسري إلى مسامعه نفثات أعدائه الشيطانية إلا تنزل على حكم بني عمك؟
فيرد عليهم بصرخة وروحه على راحته ودمائه تغلي عشقًا للشهادة، لقد ركز الدعي بن الدعي بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة،
صرخة لم تتمكن من وأدها دول بجبروتها وطغاة بجورها وحروب بقعقعتها ومازالت تنبض تحت كل راية لرفض الظلم والخنوع وتأبى إلا الخلود في عزائم الأباة لكل ضيمٌ وبغيٌ.
الحسين هو البطل الهاشمي الذي استشرف حال أهل بيته بعد إن أسلم لمشيئة الله تعالى
(شاء الله إن يراني قتيلاً ) هجوم الإجرام على خيم النساء والأطفال لتهوم على وجه الصحراء حفاة مع خوف وعطش وذلة وانكسار وحسك السعدان في طريقهم ينال من أقدامهم الغضة، والخيام تحرق والحرمات تُهتك والسياط تتلوى على رؤوس الأطفال والأيامى.
فلم يجد في ميزانه إن دين الله أهون من أستشرافه، وإن كل سموات البلاء وجبال الكرب وبحار الألم لن تثنيه عن إصالة مبادئه ولاصميم خياره ولا أبية طبعه ولا عزم روحه المتوقدة من أجل الله وفي سبيله وهو يقول:
( والله لا أجيبهم إلى مايريدون حتى ألقى الله ).
وسيبقى الحسين مادامت الليالي والأيام الثائر الشهيد الذي لانظير له في بطولته ولا في مبدأيته ولا في صبره وتحمله ولا في إبأئه وشموخه ولا بما حل به من مصائب وفجائع ولم يسلم جسده المقدس بعد أستشهاده من حقد وخسة وسفالة تربأ عنها أكثر وحوش الغاب ضرواة وقساوة ومعك يا أبا عبد الله لا ننساك والله.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat