صفحة الكاتب : محمد اللامي

ما يسمى "الفتوحات" حرب على الله ورسوله الحقت بالإسلام ضرر بليغ !
محمد اللامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ملاحظة : نحن اصحاب الدليل اينما مال نميل وكل ما نقوله ونكتبه نثبته بالدليل وليس مجرد دعاوى .
.....
لا يوجد في القرآن ولا في سيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ما يدل او يأمر بنشر الاسلام وإدخال الناس فيه عن طريق القتال والحرب والإكراه وانما الموجود عكس ذلك تماما فان الله تعالى أمر بالدعوة الى دينه عن طريق الحكمة والموعظة الحسنة فقال ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) , بل ان من اهم الاسس والمبادئ التي ثبّتها الاسلام هو مبدأ ( لا اكراه في الدين ) واما حروب النبي صلى الله عليه وآله فكلها حروب دفاعية تدفع الخطر عن المدينة المنورة و عن المسلمين ومن يرجع الى تفاصيل تلك الحروب سيجد هذا الامر واضح , حيث تجد دائما ان النبي صلى الله عليه وآله يتحرك نحو العدو بعدما يأتيه الخبر بان الاقوام المعينة تسير نحو المدينة لمهاجمتها او تتجهز للهجوم على المسلمين ونحو ذلك , ولذلك نجد صريح القرآن ينص ويؤكد على المسلين ان يكون قتالهم دفاعي وردا على من يقاتلهم او يشكل خطر عليهم وان لا يعتدوا فقال تعالى (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) البقرة , ولكن خلفاء الجور والسلاطين الذين حكموا المسلمين استخدموا القوة والحرب لتوسيع سلطانهم والحصول على مزيد من الاموال والجواري والغلمان و الرقيق وقاموا عمدا بإلباس غزواتهم وحروبهم التي تشبه " غزوات داعش " ثوب الشرعية فادعوا ان الاسلام انما يتم نشره عن طريق الغزو والقتل والعنف ووضعوا احاديث في ذلك ونسبوها للنبي (ص وآله ) وهذه الاحاديث واضحة البطلان لمخالفتها القرآن الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه وآله العملية , وقد قام خلفاء وسلاطين الجور بوضع تلك الاحاديث ونسبتها للنبي (صلى الله عليه وآله ) لعدة اهداف منها لإعطاء شرعية و زخم معنوي لحروبهم كي تحظى بتأييد و مشاركة من الناس و كذلك اعطاء صلاحية لهم لقتل كل من يعارضهم بتهمة انه يعارض نشر الاسلام , وكذلك من الاسباب التي دفعت اولئك الحكام الى القيام بتلك الغزوات هي محاولتهم اشغال المسلمين بالمعارك الخارجية كي لا ينتبهوا الى ظلم و فساد وانحطاط السلطة الحاكمة وهناك نصوص وادلة ثبتت ذلك . مثال ذلك ما ثبت في التواريخ من ان عثمان بن عفان قام بالحث على الغزو والحرب كوسيلة لإشغال المسلمين عن ظلمه وظلم ولاته واقاربه من بني امية وذلك بعدما بدأت بوادر ثورة شعبية ضد سلطته وخلافته واليك النص :

تاريخ الطبري ج2 ص 643
(فأرسل عثمان إلى معاوية بن أبي سفيان وإلى عبدالله بن سعد بن أبي سرح وإلى سعيد بن العاص وإلى عمرو بن العاص بن وائل السهمي وإلى عبدالله بن عامر فجمعهم ليشاورهم في أمره وما طلب إليه وما بلغه عنهم فلما اجتمعوا عنده قال لهم إن لكل امرئ وزراء ونصحاء وإنكم وزرائي ونصحائي وأهل ثقتي وقد صنع الناس ما قد رأيتم وطلبوا إلي أن أعزل عمالي وأن أرجع عن جميع ما يكرهون إلى ما يحبون فاجتهدوا رأيكم وأشيروا علي فقال له عبدالله بن عامر رأيي لك يا أمير المؤمنين أن تأمرهم بجهاد يشغلهم عنك وأن تجمرهم في المغازي حتى يذلوا لك فلا يكون همة أحدهم إلا نفسه وما هو فيه من دبرة دابته وقمل فروه ...... فرد عثمان عماله على أعمالهم وأمرهم بالتضييق على من قبلهم وأمرهم بتجمير الناس في البعوث)
..............
وكما ترى عزيزي القارئ فانه اتضح ان ما يسمى " الفتوحات " والتي يتغنى بها اتباع اولئك الخلفاء الظالمين ويدعون انها افضل انجازاتهم التاريخية وانجازات خلفائهم ويمنّون بها على باقي المسلمين بل يمون بها على الله ورسوله , اتضح انها ليست سوى خدع وطرق ملتوية و وسائل غير مشروعة للالتفاف على مطالب جماهير المسلمين في وجوب اصلاح الوضع السياسي والمالي والاقتصادي بل وحتى الشرعي المتدهور آنذاك بسبب ظلم الخليفة وولاته هذا من جهة ومن جهة اخرى فان هذه الغزوات ليست شرعية بل هي ضد الشرع الاسلامي بل هي حرب على الاسلام ومفاهيم وقيم الاسلام باسم الاسلام لأن الله لم يأمر بقتل الناس واجبارهم على اعتناق الاسلام بالقوة والاكراه والارهاب كما يفعل الدواعش في هذا الزمان !
.............
ثم الطامة الكبرى انه توجد نصوص تاريخية تثبت ان المرتدين شاركوا في تلك الفتوحات ! , ولا ادري اي دين هذا الذي ينشره المرتدون بالقوة والسيف ؟ , واليك النص عزيزي القارئ :
الكامل في التاريخ لابن الاثير ج1 ص 435
( ارسل سعد بن ابي وقاص بأمر عمر اثني عشر ألفاً منهم وجوه المهاجرين والأنصار وأعلام العرب ممن كان ارتد ومن لم يرتد )
....
ولست ادري وليتني كنت ادري ماذا يفعل المرتدون في جيش ابن ابي وقاص الذي تحرك بأمر عمر نحو الشرق على اساس ينشر الاسلام ؟ اي اسلام هذا الذي يتم نشره على يد المرتدين ؟! , ثم أليس يقولون انه كانت هناك حروب الردة في زمن ابي بكر ؟! , هل كانت ما يسمى حروب الردة مجرد شعار وذريعة لقمع وقتل من عارض خلافة السقيفة كما فعلوا بالصحابي الشهيد المظلوم مالك بن نويرة اليربوعي حيث قتلوه ومثلوا بجثته واغتصبوا زوجته وقام بذلك خالد بن الوليد بأمر ابي بكر وعمر ؟! وكذلك اغتالوا الصحابي الشهيد سعد بن عبادة زعيم الانصار وزعموا ان الجن قتلته ! , وقبل ذلك قتلوا ابنة ووحيدة النبي صلى الله عليه وآله الصديقة الزهراء عليها السلام واحرقوا دارها لما اعلنت رفضها لخلافة ابي بكر ! وكذلك هموا بقتل الامام علي عليه السلام واستضعفوه لما عرفوا ان لديه وصية من النبي صلى الله عليه وآله بوجوب الصبر وعدم التصعيد كي لا تخلوا الارض من حجة , نعم استضعفوه كما استضعف النبي هارون عليه السلام من قبل المرتدين من صحابة النبي موسى عليه السلام , وقال الله تعالى عن ذلك (قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي ... ) الاعراف 150 , ولذلك نجد ان النبي صلى الله عليه وآله شبّه الامام علي عليه السلام بالنبي هارون عليه السلام في اشارة واضحة ان الاستضعاف والمظلومية التي وقعت على النبي هارون تقع كذلك على الامام علي عليه السلام وان الامة ستنحرف بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله كما انحرفت امة النبي موسى ع وارتدت بعد غيبته ! ,
....
وبالنتيجة كل هذا الانحراف عن شرع الله واتخاذ الاسلام وسيلة لنشر سلطان الحكام والحصول على المزيد من الاموال والجواري ادى في نهاية المطاف الى صبغ الاسلام بصبغة الارهاب وانه دين دموي لا يعرف الرحمة فالأحرى ان تعتبر ما تسمى " الفتوحات " وصمة عار في تأريخ الاسلام و انها حرب على الاسلام نفسه نظرا الى ما وقع فيها من جرائم ارهابية من قتل وذبح واغتصاب ولواط ونهب وسلب شوهت دين الاسلام وحولته من دين المحبة والرحمة والانسانية الى دين النقمة وانتهاك حقوق الانسان , وبعد ذلك صارت سلوك اولئك الخلفاء شرع تبناه اسلافهم واستخدموه لقتل كل من يخالفهم بتهمة انه يخالف الاسلام والشرع بل وتبنته منظماتهم الارهابية مثل القاعدة وداعش وغيرها واخذت تعيث في الارض قتلا وارهابا وفسادا باسم الاسلام امعانا في تشويه هذا الدين الحنيف حتى يصدوا العالم عن الدخول فيه ,
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد اللامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/27



كتابة تعليق لموضوع : ما يسمى "الفتوحات" حرب على الله ورسوله الحقت بالإسلام ضرر بليغ !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net