صفحة الكاتب : محمد تقي الذاكري

علي والحسين، مشروعية المعارضة السياسية
محمد تقي الذاكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم يختلف اثنان، من جميع المذاهب الاسلامية في:

1- أن عليا عليه السلام هو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله كما هو صريح القرآن الحكيم في آية المباهلة مع نصارى نجران.

2 – أن عليا عليه السلام خليفة مفترض الطاعة، سواء قالوا انه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله، كما عند الشيعة الامامية، أو أنه خليفة المسلمين، كما عن الآخرين.

3 – أن الحسين عليه السلام سبط رسول الله صلى الله عليه وآله.

4 – وفي صفين لم يمنع الإمام علي عليه السلام المعارضة من شرب الماء، لكن عندما استولى جيش معاوية على الماء منع أصحاب علي عليه السلام من المشرعة.

5 – وفي كربلاء، الحسين عليه السلام سقى جيش العدو (الف مقاتل) بقيادة الحر الرياحي، ورشف الخيل، بينما منع جيش ابن زياد وعمر بن سعد أصحاب الحسين عليه السلام من شربة ماء حتى قضوا عليهم عطاشا، حتى الطفل الصغير..

 

الا أنهم ( الفريقين) اختلفوا في التعامل مع المعارضة السياسية للسلطة.

فعلي عليه السلام ، في دولته،  أجاز للمعارضة السياسية والثقافية والدينية و.. العمل ضد الحكم ولم يتعرض لها، بشرط عدم حمل السلاح و...

فالاشعث بن قيس ( نموذج واحد من المئات) بنى مئذنة مقابل مسجد الكوفة، وكان يصعد اليها في وقت خطبة علي عليه السلام يوم الجمعة ويعارض الإمام ويسبه أحيانا و...

والخوارج كانوا يشتمونه عليه السلام ويتهجمون عليه بما للكلمة من معنى، حتى أنهم قالوا بكفره كما يظهر للمتتبع في نهج البلاغة تحت عنوان: كافر ما أفقهه... وعندما أراد أصحاب الإمام التعرض للقائل، قال لهم عليه السلام: مه، سب بسب أو عفو عن ذنب، واني قد عفوت عنه.

حتى أنه لم يتعرض لقاتله، مع علمه بالخيانة العظمى، لأنه لم يشهر السلاح بعد.

وكانت المعارضة السياسية والدينية تعمل بحرية كاملة من دون أية تعرض أو مواجهة من قبل الحكم العلوي.

وبعد القضاء على المعارضة المسلحة وإتمام الحرب، رجع الكل الى عمله وحياته ولم يتعرض الامام عليه السلام لهم، بل ولم يمنع عنهم العطاء وقال: اخواننا بغوا علينا..

وهذا مالم يحصل حتى في عالمنا اليوم، وعند كل الأنظمة من دون استثناء، فجميع الدول حتى المتقدمة فكريا تبحث عن المعارضة المسلحة وتقدمهم للمحكمة العسكرية وتحكم عليهم بالمؤبد، أو القتل.

الا أنه وفي زمن معاوية وخلفه المشؤوم يزيد، منعوا تسمية الأولاد بأسم علي، بل وقطعوا العطاء وقضوا عليهم حتى القتل والتشريد و... حتى حصل ما حصل في كربلاء من قتل 73 نفر من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وأتباعه رضوان الله عليهم مالهم في الأرض شبيهون... وسبي ذراري رسول الله وأهل بيته عليهم السلام وسوقهم كالعبيد والإماء من بلد الى بلد... بذريعة خروجهم عن الإسلام...

والحسين عليه السلام جاء بناء على طلب وجهاء الأمة الذين كتبوا له 12 ألف رسالة و أنه لم يشهر السلاح في وجه السلطة.

نعم وكل اناء بالذي فيه ينضح...

وهكذا يتكرر التاريخ..

واليوم، الحكومات الاسلامية (اسما) تطارد المعارضة السياسية وتلفق عليهم شتى التهم، بل وتعتقل أقرباءهم (الأقرب فالأقرب) مع أنهم، كلهم يقرؤون القرآن وأن لاتزر وازرة وزر أخرى، وبصوت جميل وفي المحافل القرآنية.

وأكثر من ذلك، تشتري هذه الأنظمة أجهزة التنصت من أعدى عدوها لمطاردة أبناء جلدتها، واذا لزم الأمر تقتل المعارض في بلد المهجر، كائنا من كان.

وانا لله وانا اليه راجعون.

 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد تقي الذاكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/08/29



كتابة تعليق لموضوع : علي والحسين، مشروعية المعارضة السياسية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net