صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

من أوراق كربلاء الورقة الثالثة عشر : الموت الوارث
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وراثة الامام الحسين ع للانبياء والاوصياء وكما نصّت عليها زيارة وارث الواردة عن صادق العترة عليهم السلام كانت بعد قتله وموته صلوات الله عليه ، وهذه مفارقة غريبة ، فالمتعارف ان الميّت يورَث لا يرِث ، بينما هذه المعادلة قد اخذت منحى آخر مع الحسين عليه السلام .
نعم لم يرث عليه الحسين ذهباً ولا فضة ، وانما اخذ منهم وظائفهم وكُلّف بمهامهم ووقعت على عاتقه آمالهم وأهدافهم وأحلامهم عليهم صلوات الله جميعا ..
ولا تقتصر وراثة الحسين ع على ما نصّ عليه منطوق الزيارة الواردة من اسماء وصفات ، بل نفهم منها أنه ورث صلوات الله عليه خط جميع النبوات والرسالات الالهية على هذه الارض واختزلها واصبحت كلها مُلكاً للقضية الحسينية وتحت تصرفها ولا تستطيع المرور الا من خلالها ، حتى رسالة جدّه صلوات الله عليه الذي قال بحق ولده ( حسين مني وانا من حسين ) ..
كربلاء بعد قتل الحسين باتت عقيدةً في دعوة كل نبي وحكماً نافذاً في شريعة كل رسالة ، وهي في ضمير كلّ حرّ فكراً وعقيدة ومنهجا ، البشرية مدعوّة الى التفاعل معها بكل ابعاد التفاعل العقلي والروحي والوجداني ..
اهداف كربلاء كانت حُلم الانبياء ، ومظلوميتها عبارة عن صورة عكست كل ما مرّوا به من عناء ، باتت عاشوراء القنطرة التي منها يتم العبور الى دولة الخلافة الالهية الحقة ، والماء الذي يُتوضأ به الى العبادة التي ما خلقَ الله الخلق الا من أجلها ..
لا نعلم موتاً وارثاً كموت الحسين في كربلاء ، ولا شهادةً بوزنها وثقلها ، ضربة أبيه امير المؤمنين ع في يوم الخندق كانت تعدل عبادة الثقلين ، وشهادته عليه السلام في الطف كانت خلاصة المواجهة بين الحق والباطل منذ هبوط أبينا آدم عن جنّته .
وراثة القضية الحسينية لقضايا خطّ الرسالات دلالة على حياة هذه القضية المباركة على حساب جميع تلك القضايا ، وهذا من مستويات فهم حياة الشهداء التي نصت عليه الآية المباركة ( ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء .. ) ، لكل شهادة حياة ووراثة ، ولكن يختلف مستوى الوراثة وسعتها بإتساع مستوى الشهادة وحياتها ..
وا حسيناه .. وا إماماه .. وا سيداه .. وا شهيداه

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/09/02



كتابة تعليق لموضوع : من أوراق كربلاء الورقة الثالثة عشر : الموت الوارث
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net