صفحة الكاتب : الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي

أيتام آل محمد.. وخلع الكرامة في عاشوراء.. الوحيد الخراساني
الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من أبحاث سماحة الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله.. قبيل أيام عاشوراء..
بسم الله الرحمن الرحيم
الأيام القادمة على حد من العظمة يعجز العقل عن إدراكها، ويقصر البيان عن ذلك.
لم يفهم أحد ما هو يوم عاشوراء، والعمل الذي حصل في ذلك اليوم أي عمل، والأثر المترتب على ذلك العمل أي أثر.
لا يوم(هذا كلام حجة الله): الأيام مشتملة على الحوادث، كيوم نوح وسفينته، وإبراهيم ومقاماته، ويوم موسى ويوم عيسى ويوم الخاتم(ص)، ويوم أمير المؤمنين، ولكن كلام الإمام: لا يوم كيومك يا أبا عبد الله.. وهنا يحار العقل.

ولأنا لم نفهم لم نستفد كما ينبغي.
في هذه الأيام يهب النسيم من كربلاء، مع الربيع الذي يحيي القلوب، في الوقت الذي يتلبس أحد بهذا اللباس (لباس رجال الدين) عليه أن يستفيد من هذه الفرصة ويبذل حقائق المذهب وينشرها في عقول عامة الناس.

كل رواية من روايات أهل البيت مدينة علم، وهي في الواقع بحر لأهل الفقاهة.
لرسول الله (ص) جملة، وفي هذه الرواية سطر، لكن هذا السطر يتضمن كتباً، قال (ص):
أربع تلزم كل ذي حجى من أمتي، قالوا: يا رسول الله: وما هن ؟
قال: استماع العلم: وينبغي أن تُفهم هيئة الاستفعال ومجيؤها على مادة السمع وتعلقها بالعلم فماذا يعني ذلك ؟
لا نصل لشرح فقه الحديث، والاشارة كافية: استماع العلم أولاً.
وثانياً: حفظه: حفظ العلم ماذا يعني ؟
الثالث: والعمل به: لكن كل الكمال في الكلمة الأخيرة.
الرابع: ونشره: نشر ذلك العلم..
لو عمل أهل العلم والحوزة العلمية هل كانت تبقى أرضية للترويج لمخالفي المذهب في هذه الدولة ؟

الويل لنا في يوم الحساب، عندما نُسأل: لبستم هذا الثوب وسلكتم هذا السلك وجلستم على سفرتنا، فهل نشرتم ذخائرنا ؟
حب الراحة والكسل عند طلاب العلم سبب سوء حظنا.

انتهت أيام التفقه، وجاءت أيام الإنذار: كل من يتمكن في هذا الزمان ويقصر ينبغي أن يستعد للجواب غداً.
والحسرة في فوات هذه الذخائر، من أني كنت أتمكن في أيام عاشوراء أن أخرج شخصاً من الضلالة، لماذا لم أفعل ذلك ؟

وفي متن الحديث التالي خصوصية، والمعول على الفهم بعد القراءة لنتجنب الخسران..
متن الحديث: الرواية عن أبي محمد العسكري (ع): قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيُّ (ع): حَضَرَتِ امْرَأَةٌ عِنْدَ الصِّدِّيقَةِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ (ع) فَقَالَتْ: إِنَّ لِي وَالِدَةً‌ ‌ضَعِيفَةً وَ قَدْ لُبِسَ عَلَيْهَا فِي أَمْرِ صَلَاتِهَا شَيْ‌ءٌ وَ قَدْ بَعَثَتْنِي إِلَيْكِ أَسْأَلُك،ِ فَأَجَابَتْهَا فَاطِمَةُ ع عَنْ ذَلِكَ، فَثَنَّتْ فَأَجَابَتْ، ثُمَّ ثَلَّثَتْ إِلَى أَنْ عَشَّرَتْ فَأَجَابَتْ: فوصلت الأسئلة إلى عشرة ممن كانت مستغرقة في الله وفي سبيل الله، مع تلك المشاغل كررت السؤال إلى عشر مرات.
ثُمَّ خَجِلَتْ مِنَ الْكَثْرَةِ فَقَالَتْ: لَا أَشُقُّ عَلَيْكِ يَا ابْنَةَ رَسُولِ اللَّهِ.
قَالَتْ فَاطِمَةُ (ع): هَاتِي وَ سَلِي عَمَّا بَدَا لَكِ، أَ رَأَيْتِ مَنِ اكْتُرِىَ يَوْماً يَصْعَدُ إِلَى سَطْحٍ بَحَمْلٍ ثَقِيلٍ وَ كِرَاهُ مِائَةُ أَلْفِ دِينَارٍ، أيَثْقُلُ عَلَيْهِ ؟
جوابها محير، فبدل أن تعتذر منها المرأة كأنها قالت أن لك المنة ! هل تعاملنا هكذا مع أيتام آل محمد في الأحكام والعقائد ومسائل الدين ؟
فَقَالَتْ: لَا.
فَقَالَتْ: اكْتُرِيتُ: التعبيرات محيرة، أنت أعطيتني أجرة، وأنا اكتريت هذه الأشياء لك، لكن ماذا حصلت قبالها ؟
اكْتُرِيتُ أَنَا لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ بِأَكْثَرَ مِنْ مِلْ‌ءِ مَا بَيْنَ الثَّرَى إِلَى الْعَرْشِ لُؤْلُؤاً: أجري مقابل كل مسألة من مسائلك هو هذا، وقد أعطانيه الله.

من يتخذ هذه الأيام أيام استراحة، ومن يذهب للناس المنقطعين عن إمامهم، ويعلمهم مسائل دينهم، ماذا خسر هؤلاء ؟ وماذا ربح هؤلاء ؟

ما بين الأرض والعرش لؤلؤاً في جواب مسألة من المسائل، بما فيها من مجرات في السماء الأولى الى ان تصل للسماء السابعة: واللوح والقلم والكرسي والعرش ?وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ?، من الأرض للعرش أجر جواب مسألة واحدة، الرواية محيرة فعلاً.

فَأَحْرَى أَنْ لَا يَثْقُلَ عَلَيَّ.
سَمِعْتُ أَبِي (ص): يَقُولُ إِنَّ عُلَمَاءَ شِيعَتِنَا يُحْشَرُونَ فَيُخْلَعُ عَلَيْهِمْ مِنْ خِلَعِ الْكَرَامَاتِ عَلَى قَدْر كَثْرَةِ عُلُومِهِمْ وَ جِدِّهِمْ فِي إِرْشَادِ عِبَادِ اللَّه: هذه خلع من الله تعالى، فما هي خلعه تعالى ؟
إن تلك الخلع بقدر علومهم أولاً، وبقدر نشر هذه العلوم، من علَّمت ؟ أي شبهة دفعت ؟ أي مسألة حللت للجاهل ؟ أي عقيدة أحكمت ؟
الخلع بقدر هذا ?وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ? ?وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ?

والكلمة الأخيرة هي المهمة هنا (والحديث مفصل لا وقت لتمامه):
ِ حَتَّى يُخْلَعُ عَلَى الْوَاحِدِ مِنْهُمْ أَلْفُ أَلْفِ خِلْعَة مِنْ نُورٍ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادِي رَبِّنَا عَزَّ وَ جَلَّ: أَيُّهَا الْكَافِلُونَ لِأَيْتَامِ آلِ مُحَمَّدٍ ع، النَّاعِشُونَ لَهُمْ عِنْدَ انْقِطَاعِهِمْ عَنْ آبَائِهِمُ الَّذِينَ هُمْ أَئِمَّتُهُمْ، هَؤُلَاءِ تَلَامِذَتُكُمْ وَ الْأَيْتَامُ الَّذِينَ كَفَلْتُمُوهُمْ وَ نَعَشْتُمُوهُمْ فَاخْلَعُوا عَلَيْهِمْ خِلَعَ الْعُلُومِ فِي الدُّنْيَا، فَيُخْلَعُونَ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ أُولَئِكَ الْأَيْتَامِ عَلَى قَدْرِ مَا أَخَذُوا عَنْهُمْ مِنَ الْعُلُوم،ِ حَتَّى إِنَّ فِيهِمْ- يَعْنِي فِي الْأَيْتَامِ- لَمَنْ يُخْلَعُ عَلَيْهِ مِائَةُ أَلْفِ خِلْعَة.... إلى أن يقول:
وَ قَالَتْ فَاطِمَةُ ع: يَا أَمَةَ اللَّهِ- إِنَّ سِلْكاً مِنْ تِلْكِ الْخِلَعِ- لَأَفْضَلُ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ أَلْفَ أَلْفِ مَرَّةٍ.. (التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه السلام ص340-341)

إلى أين يصل هذا الحساب ؟
ماءة ألف خلعة وكل خيط من كل خلعة ألف ألف ضعف ما طلعت عليه الشمس!! هذا أجر من يذهب في عاشوراء هذه إلى المناطق المحرومة ويعين أيتام آل العصمة.

ماذا فعلوا عليهم السلام لحفظ هذا الدين ؟ وماذا فعلنا نحن ؟
من هو الإمام الرابع ؟
في يوم القيامة وفي العرصات ينادي المنادي: أين زين العابدين ؟ وقد سبق الأنبياء.
نتيجة الخلقة عبادة الله، وشخص واحد هو زين العابدين من الأولين والآخرين.
من أوصله عمله مع الله إلى هذا، وقع ولده في البئر وكان مصلياً وتصاعد الصوت من الأهل لكنه لم يتحرك حتى أنهى صلاته مع تعقيباته فجاء إلى البئر وأخرج الطفل، قالوا: يا ابن رسول الله لم لم تقطع صلاتك ؟
كان جوابه: كنت بين يدي جبار إذا أعرضت عنه أعرض عني!
كل العالم لا يساوي شيئاً أمام هذه الكلمة!
مثل هذا وقعت عينه على يتيم أبي الفضل العباس، عبيد الله بن العباس بن علي، وما إن وقع نظره على الطفل حتى ارتفع صوته وأنينه، وكان قوله أنه لم يمر يوم أشد على النبي (ص) من يوم أحد، لأنه فقد فيه عمه حمزة سيد الشهداء، واليوم الثاني في غزوة مؤتة عندما فقد جعفر بن أبي طالب، وبعد هاتين الكلمتين قال هذه الجملة: لا يوم كيوم قتل الحسين.

ثم نظر إلى وجه ذلك اليتيم وقال: (في أي وقت أتذكر هذه الجملة أتحير): إن لعمي العباس عند الله منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة.
ما هي هذه المنزلة ؟ جميع الشهداء يغبطونه على ذلك المقام!
حمزة سيد الشهداء يغبط العباس بن علي على منزلته!
جعفر الطيار الذي يطير مع الملائكة في الجنة يغبط مقام العباس عند الله!
ماذا فعل حتى وصل إلى هنا ؟
العقل يتحير، والأمر ليس قابلاً للكلام.
وصل إلى الفرات، وكان أكثر عطشاً من الجميع، جلس قربه، مد يده إلى الماء وأخره.
أصل المسألة ههنا.. كان النبي راضياً، وعلي راضياً، وسيد الشهداء يطلب ذلك من الله، كان يعرف كل شيء...
لكنه ذكر الحسين.. وكان قوله:
يا نفس من بعد الحسين هوني * وبعده لا كنت أو تكوني
ملأ القربة وخرج من الشريعة، وكمنوا له، ماذا حصل ؟ الأمر غير قابل للكلام.
أقول هذا المقدار الذي تُعلم به منزلته: قطعوا يده اليمنى، ولما وقع بصره على عينه المقطوعة قال:
والله إن قطعتم يميني * إني أحامي أبداً عن ديني
وعن إمام صادق اليقين * نجل النبي المصطفى الأمين
هكذا أجاب عن قطع يده اليمنى، وما مر وقت حتى سقطت يده اليسرى أيضاً، ولما وقع بصره عليها قال:
قد قطعوا ببغيهم يساري * فأصلهم يا رب حر النار
والمهم هنا: فَقَدَ يداه، وبقيت قربة الماء، كل أمله في أن يوصل الماء إلى الخيم، ثم رأى أن الماء سال على الأرض.

فلنفكر: تبدد أمله بهذا الشكل، وجاء السهم إلى عينه.. لو اصطدم شيء بعيننا ماذا نفعل ؟ فكيف لو كان سهماً ؟
حافظ على نفسه أيضاً.. ثم ضربوه بعامود على رأسه.. وعند وقوعه على الأرض.. من يقع يضع يديه على الأرض أولاً.. كيف وقع ؟
قال جملة لم يقلها في كل عمره: في كل عمره كان يقول: يا سيدي، يا مولاي، أما ذلك اليوم قال: يا أخي أدرك أخاك.

جاء من كان حفظ العالم به، وقطب دائرة الإمكان، وقف جانب ذلك البدن وقال جملة، وينبغي أن تفهم حقيقة الأمور من هذه الجملة.
مَن شاهَدَ قبل ذلك قتلَ علي الأكبر، وأحضر جنازته للمخيم، لكنه لم يقل حينها مثل هذه الجملة أبداً.
وقف بجانب بدنه وقال: الآن انكسر ظهري. لم يقل آلمني، قال انكسر.
وانقطع رجاي.

ثم جاء إلى الخيم، لم لم يحضر بدنه ؟
أحضر كل الأبدان لكن هذا البدن بقي. لماذا ؟ لا يمكنني أن أقول.
إذا رفع عضواً سقط الآخر الى الأرض.
ركض الأطفال جميعاً ؟ ماذا حصل ؟
لم يتكلم بأي كلمة، ذهب رأساً إلى خيمة أخيه وأسقط عمود الخيمة.
سلام الله: هذا من لسان صادق أهل البيت.
سلام الله وسلام أنبيائه (والمرسلين والملائكة المقربين) عليك أيها العبد الصالح، حشرك الله مع النبيين والصديقين.
ثم قال جملة: ورفع ذكرك في عليين.
أين هي (عليين) ؟ هناك رفع الله اسم أبا الفضل العباس.

مثل هذا كان جندياً في سبيل دين الله وبهذا الشكل!
وهذه أيام عاشوراء: اسعوا لتعريف الناس بعظمة المصيبة، المصيبة ثقيلة جداً، وقد أمر النبي (ص) بذلك.

لقد أعطاه الله قارورة، وعندما قطع رأس الحسين (ع) كان النبي (ص) جالساً هناك ومعه القارورة، فأخذ ذلك الدم، (وهذا بيان حجة الله) وأخذ تلك القارورة إلى السماء، وكلما وصل إلى سماء كانت ترتجف، حتى وصل إلى الكرسي، فارتجت الكرسي، ثم إلى العرش فوضع قارورة الدم في طاق العرش فهو يرتجّ إلى يوم القيامة.

السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين وعلى أصحاب الحسين.

كان هذا بحثاً من أبحاث سماحة الشيخ الوحيد الخراساني حفظه الله.. قبيل أيام عاشوراء لعام 1435 للهجرة، وكان ختام كلامه أشبه بمجلس عزاء حسيني، عظم الله لنا وله ولكم جميعاً أجرنا بمصاب سيد الشهداء..
الاثنين 22ذي الحجة 1434 هـ الموافق 28-10-2013م


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/09/03



كتابة تعليق لموضوع : أيتام آل محمد.. وخلع الكرامة في عاشوراء.. الوحيد الخراساني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net