صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

من أوراق كربلاء ( ١٦ ) الورقة السادسة عشر : لبيك داعي الله
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يقول الشيخ جعفر التستري - رحمه الله - في الخصائص الحسينية : ان الحسين عليه السلام استنصر الناس سبع مرات واستغاث سبعاً في ساحة الطف .

أقول ، ربما نحتاج في وقتنا هذا الى سبع تلبيات يرضى لها ابو عبد الله عليه السلام في مقابل نداءاته عليه السلام السبعة تلك عسى ان نُفرغ ذمتنا من واجب الاستجابة بعد تيّقن الانشغال بها ( وهيهات من فراغها ) ، فواعية الحسين قد سمعناها على كل حال .

وسأحاول هنا ان اجتهد في ذكر هذه التلبيات السبع المناسبة لتلك النداءات الحسينية المقدسة .. والتوفيق منه تعالى :

الأولى : احياء أمر الحسين عليه السلام واذكاء جمرته في القلوب ، شعائر وزيارات ومواساة ونشر للوعي الحسيني .. الخ ، فلسان حال هذه الشعائر هو هل من ناصر ينصرنا ..!

الثانية : نستجيب للاهداف التي قامت من أجلها عاشوراء ، ومنها الاصلاح في أمّة محمد صلوات الله عليه .. ووفقاً لعوامل الزمان والمكان والإمكان ..

الثالثة : كما انه عليه السلام لبّى نداء الواجب بنفسه ، فقد لبّاه بأهله وصحبه بل لازال عليه السلام يلبّيه بكل انسان غيور من خلال تلك الباب الواسعة التي فتحها للاستجابة والتي تبقى تدوي على مر الايام والسنين ، وبهذا ينبغي ان نوسّع في دائرة تلبيتنا الى كل من نستطيع ان ندخله معنا ،من اهل وصديق ومجتمع نعيش فيه ..

الرابعة : لنتسع باتساع سفينة الحسين ع ، وذلك من خلال الحرص على تلبية عدونا معنا ، فلم يكن اداء الواجب من قبله عليه السلام على حساب الاخر وان كان عدوه وقاتله ، فلقد كان حريصاً على هداية جيش عمر بن سعد باذلاً كل جهده وسعته في ذلك ، فإننا في ساحات التلبية ينبغي ان نحرص على انقلاب العدو قبل قتله او توريطه بقتلنا ، فانقلاب زهير بن القين والحر بن يزيد الرياحي هو نداء الهي لباه الحسين ع فيهم ..

الخامسة : عندما نقوم بتقديم الاهمّ على المهمّ في حياتنا الرسالية فهو نوع دقيق من التلبية يحتاج الى وعي وثقة عالية ، فلقد ترك ابو عبدالله ع نداء الحج ولبّى نداء كربلاء ، وهذه قاعدة عامة للتلبية يضعها لنا عليه السلام تتمثل بترتيب اولوية استجابة التلبيات وان يكون هذا التسلسل خاضعاً لدرجة الاهمية لا للميول النفسية .

السادسة : تلبية نداء التقوى في معترك المحنة ومنتصف اداء الامتحان ، فيستخرج لنا ابو عبدالله ع نداءات خفية جداً يدعونا الى استجابتها وعدم تركها بحجة الاكتفاء بما هو اعظم ، كالصلاة في وقتها وهو في معترك الاسنّة ، والحرص على ارتداء ملابس متواضعة لكي لا يهتك ستره ، ولقد ادّى الواجب بهذه الدقة ابوه ع قبله ، حيث يترك عمرو بن عبد ود بعد ان كان على صدره للحظات لكي يجمع اخلاصه لله مع ضربته ..!!

السابعة : ان نعيش التلبية كحال دائم في جميع مشاعرنا واهتماماتنا ، حركاتنا وسكناتنا ، الا نقرأ في الزيارة ( لَبَّيْكَ داعِي اللهِ - سبعاً - إنْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَني عِنْدَ اسْتَغاثَتِكَ ، وَلِساني عِنْدَ اسْتِنْصارِكَ ، فَقَدْ أجابَكَ قَلْبي ، وَسَمْعي وَبَصَري ، ورَأيي وَهَواي .. ) .. !

السلام عليك يا ابا عبدالله وعلى الارواح التي حلّت بفنائك واناخت برحلك ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/09/09



كتابة تعليق لموضوع : من أوراق كربلاء ( ١٦ ) الورقة السادسة عشر : لبيك داعي الله
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net