صفحة الكاتب : علياء موسى البغدادي

البطل المغوار والخروف المذبوح ..!!
علياء موسى البغدادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم.

بسم الله الرحمن الرحيم
 (( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً.)) [الإسراء 70)
احترم الإسلام الذات الإنسانية وكرمها .وحمها ومنحها حقوقها . وكفل للإنسان أن يعيش آمنا، لا يعتدي عليه أحد، ومنعه من أن يعتدي على الآخرين اعطى الانسان الحرية في التصرف   في شؤون نفسه , منحه الحرية  التي تضمن له الكرامة والعيش الكريم , ولكنه حدد ذلك بأوامره ونواهيه. هدفه الاول صلاح الفرد والمجتمع وسمو الاخلاق الحميدة ونشر العدالة الانسانية لتكوين مجتمع نظيف وطاهر . انعم علية بالعقل والدين و أستخلفه  في الارض من اجل صلاحها وتقدمها إن الإنسان في نظر الإسلام كائن مسؤول عن مصيره، بل ليس مسؤولاً عن مصيره فقط وإنما هو مسؤول عن أداء رسالة الله في العالم، وهو حمل الأمانة في الكون والطبيعة. مع كل ما سبق من تكريم للأنسان من قبل الله سبحانه وتعالى فقد اتفقت مصادر الشريعة الاسلامية على حرمة دم الانسان بصورة عامة والمسلم بصورة خاصة , قال تعالى :   (((( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )) [ النساء : 93) .انه ذنب عظيم كبير جدا  ومن الكبائر  حيث قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : ((أكبر الكبائر : الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور ))ان اي عمل يخالف القيم الانسانية والمبادئ العادلة وحقوق الانسان يرفضه الاسلام ويحاربه ,ويدعو الى مقاومته ونبذه  باي شكل من الاشكال وعلى مختلف المسميات الاسلام كان و ما يزال وسيبقى من اجل الانسان والانسانية , والخير هو التطبيق الحي لشرائع الدين .والحب والسلام والتاخي هو شعار الاسلام .وحت ى عندما شرع الله الجهاد في سبيله  سبحانه وتعالى كان الهدف هو (الذات الانسانية والحفاظ على كرامة الانسان  وحقوقه ) لان الاسلام هو دين السلام والعدل.إن الجهاد في معنى القتال هو أحد المسالك التي سنها النبي محمد -صلى الله عليه واله وسلم- بوحي من الله تعالى من أجل أن يعم السلام وينتشر الخير ويدفع تسلط الطواغيت والظلمة والكافرين، إنقاذاً للمظلومين، وتحقيق لحرية الناس وحقهم في العيش في امن وسلام، وقد أمر الله تعالى نبيه الكريم بجهاد الكفار والمنافقين بوقله: (يا أيّها النبي جاهد الكفّار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنهم وبئس المصير)، وقوله تعالى: (فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهُم لعلهم ينتهون)(التوبة: 12)، كما أمرنا أن نعد العدة من أجل ردع الظالمين وإرهابهم حتى لا يروّعوا الآمنين، فقال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدوّ الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم).[ الأنفال: 60].
لكن ان يسفك دم اي انسان من اجل التعصب الذاتي والانتماء الشخصي دون ذنب او جرم وباي المسميات كانت , فقد حرمها الله سبحانه وتعالى ,حيث قال النبي محمد صلى الله علية واله وسلم (َلنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَاماً) رواه البخاري (6469) .ان من الواجب على كل مسلم أن يسعى أن يلقى الله تعالى وليس في صحيفته سفك دم لمسلم او اي انسان بغير حق . خاصة وان الله سبحانه وتعالى جعل حفظ النفس البشرية من الضروريات الخمسة في الإسلام )حفظ النفس(، وقرر الإسلام لكل جارحة في جسم الإنسان دية أو قصاصا، وأعد الاعتداء على النفس من الكبائر فقال "اجتنبوا السبع الموبقات" ونفخ فيها روحا )ونفخت فيه من روحي( لكل ذلك صانها الله تعالى فقرر الإسلام حرمتها وحرّم المس بها  دون حق .
فهل يمكن تبرير قتل المدنيين الابرياء بحجة ما او تسميه ما ؟؟ !!!  وهل يوجد شيئ  يعوض او يساوي دمعة على خد طفل فقد اهله. وهل يمكن ان يتصدر اي عنوان هذه الجريمة  ليبررها ؟!!. ان الله سبحانه وتعالى تهون عليه  زوال الدنيا من ان يقتل مؤمن بغير حق . قال رسول الله صلى الله علية واله وسلم :((لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار))( الألباني في صحيح الترغيب 2/629)
ان كان هناك اي عنوان هو المشرع لهم في قتل الانفس البريئة !! فهو تشريع  غير صحيح لأي عنوان  .لان اي عمل أنساني  قائم على اساس النهضة الشعبية العارمة اهدافه انسانية اخلاقية  تقاوم الخطاء وتعالجه وتصب في صلاح الفرد والمجتمع  ويجب ان تكون فيها أعلى معايير التحكّم بالذات والنزعات الشخصية والطائفية  .ليست مهنة او حرفه هي صرخة مدوية بوجه الظلم تستلهم القيم والاخلاق الانسانية في التعامل معها .تقوم على اساس الوحدة وليس التفرقة  بعيدة عن العنف والجريمة لتحقق العنوان .هي اندفاع شعبي عفوي  لا تحتاج لأي اعتراف من اي جهة لأنها شعبية .سلاحها للنجاح (الدين . والعلم . والمعرفة . والوحدة . ومحاربة الجهل .ونشرع القيم الانسانية  . والسلام  . والمحبة . والتسامح   )  صفحات هي حياة تتمتع بالوان جميله, مشرقه نحو الحياة  فرسانها اناس  اعتمدت عليهم الإنسانية في فتح آفاقٍ جديدةٍ  نحو المستقبل المشرف والمتحضر.
وليس هولاء الذين فرحو بقتل الابرياء  والنفس التي حرم الله قتلها   ليعيشوا لحظة الفخر بأنفسهم  ( أبطال مغاوير ) ثم يبكون قتلاهم  ويلومن الاخرين والعلم   عليهم  (كخروف مذبوح),  حيث حللها البعض على انهم  بذلك يمارسون نوع من انواع انفصام الشخصية( Personality split). والنزعات الانسانية المختلفة . ان لنا في رسول الله صلى الله علية واله وسلم اسوه حسنة  من حيث الجانب الانساني الرحيم , رحمة النبي -صلى الله عليه واله  وسلم- بُعد مهم في شخصيته، وفي دعوته، ومن صميم شخصيته رسولاً ونبياً ومبلغاً عن ربه وهادياً للناس. وحينما نقرأ قوله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) ونقف أمام الآية ندرك سعة رحمة هذا النبي الكريم، وكيف كان صلى الله عليه وسلم يفيض رحمة في خلقه وسلوكه وأدبه وشمائله. وإنه لتناسب وتآلف في أرقى مستوياته بين الرسالة والرسول في هذه الرحمة، حتى لا يُتصور أن يحمل عبء بلاغ هذه الرحمة إلى العالمين إلا رسول رحيم ذو رحمة عامة شاملة فياضة طبع عليها ذوقه ووجدانه، وصيغ بها قلبه وفطرته..(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) [التوبة: 128]. فهو مثل أعلى للرحمة الإلهية لذلك وصفه الله تعالى بأنه رؤوف رحيم.  إن التاريخ الإنساني على وجه الأرض لم يعرف عظيما من العظماء ولا زعيما من الزعماء ولا مصلحا من المصلحين استوعب في صفاته الذاتية والعقلية والنفسية والخلقية والدينية والروحية والاجتماعية والإدارية والعسكرية والتربوية ما استوعبه  شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وما اختصه الله به من الكمالات التي تشرق في كل جانب من جوانبها وتضيء في كل لمحة من لمحاتها، حتى استحق أن يصفه الله عزوجل بالنور في مثل قوله تعالى (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين)(المائدة 15) هو الرسول هو النبي هو المعلم هو المصلح هو البشير هو الهادي هو القائد البطل هو نبي الرحمة (صلى الله علية واله وسلم )
المربية والباحثة
 (علياء موسى البغدادي )


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علياء موسى البغدادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/05



كتابة تعليق لموضوع : البطل المغوار والخروف المذبوح ..!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net