صفحة الكاتب : عدي المختار

ماجد البلداوي ..ياخير من شرف مهنة المتاعب ..وداعاً
عدي المختار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عرفته منذ ان قررت ان امضي في مهنة المتاعب ( الصحافة ) في التسعينيات , كان اسما لامعا وقلما يخشاه اي مسؤول خلال حقبة قيادة البعث للعراق انذاك, كان شجاعا بمايكفي ,ومعلما بمايجود , ومتفردا بمايعطي , هو شاعر فذ وصحفي محترف , كنا صغارا واسمه كبيراً جداً .

ذات مرة جمعني به لقاء في مكان ما, كنت اتصوره لا يعرفني لكن فوجئت انه اطلع على كل اعمالي المسرحية انذاك وايضا كان معجبا بما كنت اكتبه من مواضيع في صحيفة ميسان الاسبوعية قبيل عام 2003 , اختفى بعد زوال حكم البعث واختفيت معه حتى عادت الامور لنصابها فلتقيته في مقهى صغير قال لي ( انا معجب بقلمك لكن انصحك بامرين , الصحفي لا يكون صحفي محترفا مالم يمتلك ناصية المقال الصحفي وفن التحقيق الصحفي الاحترافي),ومن ثم زودني بالكتب والمراجع واخر ماشهده قطاع الصحافة من تحديث, ومنذ ذلك الحين كان الرقيب على ماكنت اكتب , يهاتفني بعد اي موضوع او نجاح احققه فيبارك لي ويشد من ازري ويدعوني للاستمرار معللا العقبات وصناعها بالحسد من كل ماهو متحرك .

اتذكر حينما حاورته في حوار الاحتفاء به الذي اقامة له المجلس الشعبي لدعم الثقافة في ميسان عام 2012 كانت فرحته كبيرة لانه الاحتفاء الاول الذي يقام له ويكرم فيه عن مجمل منجزه ,كانت الفرحة تجتاح عيونه طيلة الجلسة لاننا في مدينة للاسف طاردة لمبدعيها , حينها همس في اذني قائلا( اظنها الاولى والاخيرة التي يتم الاحتفاء بي) بقيت هذه الكلمات عالقة في مخيلتي طويلا وتذكرتها اليوم وهو يودع عالمنا الموشوم بالقسوة فبكيت , بكيت على استاذ ومعلم محترف هو اجدر من يقال له بانك شرفت مهنة المتاعب , ذلك لانه صحفي حقيقي لم يكن في يوم من الايام صحفيا بالاسم بل كان حقيقيا حد الابداع .

كان رائدا بكل شيء , صال وجال في مجالات الشعر والصحافة عراقيا وعربيا وكتب في كل المجالات الصحفية بتفرد واحترافية , فيكفي ان تقرا السطور الاولى لاي موضوع دون ان يحمل اسمه تعرف حروفه هكذا كان متفرا بالاسلوب ومتجددا بالعطاء الصحفي .

اليوم الصحافة العراقية تودع ابرز اعمدتها المبدعين واكثرهم احترافية واثر , وايضا ميسان تودع قلما لن تنجب مثله ابداً , ولا املك له اليوم غير الدعاء بالرحمة وهو يفارقنا ودموعنا تشيعه لمثواه الاخير , تشيع صفحة من صفحات التاريخ الابداعي بحق , تشيع رجلا عاش ومات وفي يده قلم يكتب به للحياة والناس , وداعا ابا وسام ايها المبدع المعلم .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدي المختار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/09/27



كتابة تعليق لموضوع : ماجد البلداوي ..ياخير من شرف مهنة المتاعب ..وداعاً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net