صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

الانتفاضة الشعبانية شرارة التغيير في العراق
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في بداية اذار 1991م انطلقت شرارة التغيير في العراق ،للتخلص من نظام الطاغية المقبور صدام وحزب البعث  الدموي ، وقد  بدأت  الثورة  الشعبية الشعبانية الواسعة من  جنوب العراق  ، وامتدت  نار الثورة  وبشكل  سريع بسبب حالة الكبت الشديدة في نفوس ابناء  الشعب  العراقي  ،  من  البصرة جنوبا حتى محافظة الكوت وديالى ، بعد  ان  عبرت  حدود  العاصمة بغداد  واشتعلت نار الثورة ايضا في شمال العراق ، وقد  وصل  نظام صدام بفعل الثورة الشعبانية الى حافة الهاوية ، لولاالتغيير في الموقف  الامريكي  وفي الوقت الضائع ، بسبب  ضغط  السعودية  والمحور  الخليجي  على  امريكا وتحذيرها باوهام سيطرة ايران على العراق في حالة زوال حكم  صدام  في مثل هذه الظروف .
نحن  نعلم  ان سياسة  صدام  كانت رعناء  ، وفاقدة  لحسابات  واحتمالات الخسارة ، كانت حساباته المستندة على العنجهية الفارغة ، لا تفكر  الا  في الربح فقط ،وبسبب هذه السياسة غيرالموضوعية وغيرالواقعية ،وقع صدام في اخطاء قاتلة ، منها الاعتداء على ايران ، وغزو الكويت ، وان كنا نعتقد ان من ورط صدام بالاعتداءعلى ايران هوالمحورالخليجي وبضوء  اخضر  من امريكا حليفة الصهيونية العالمية كما تورط صدام بغزوالكويت وبايحاء من الدوائرالامريكية الصهيونية التي تعمل بشكل سري وخفي  ، حتى تتاح لهم فرصة التدخل في المنطقة ، وقد اعطاهم صدام هذه الفرصة الذهبية .
من المعروف  ان  حزب  البعث هو  صنيعة امريكية صهيونية ، ويدخل ضمن اللعبة الامريكية الصهيونية في المنطقة ، وصدام  هو ضمن  حدود  دائرة  هذه اللعبة ، وقد استغلت المخابرات الامريكية الصهيونية ، مواصفات صدام في حب السلطة ، وروح الدكتاتورية الطاغية ، لتحقيق اهدافها في المنطقة من  خلال تصرفاته الهوجاء فدفعته اولا باتجاه الهجوم على ايران،بالتعاون مع السعودية والمحور الخليجي حلفاء امريكا وثانيا ورطته المخابرات الامريكية الصهيونية من حيث يدري او لا يدري وبطريقتها الخاصة،مستغلة حبه للسيطرة والظهور،بغزو الكويت ،وبذلك خُلقت مبررات التدخل والتواجد الامريكي الواسع في المنطقة  ،  وفي  الخليج   خاصة  فوفر  صدام  بغبائه السياسي وبسبب امراضه النفسية ، وكونه يقع  هو وحزبه الفاشي  ضمن  اللعبة وفر الفرصة الذهبية للامريكان بالتدخل والتواجد في المنطقة وبشكل رسمي ، وبغطاء من الامم المتحدة ، التي هي  ايضا تقع ضمن اللعبة الامريكية  الصهيونية ، فانا لا اعتبر الامم المتحدة اممية ، بل  امريكية  صهيونية  في توجهاتها  وفي تصرفات مسؤوليها  لذلك كان من ضمن الخطة الامريكية  بالاتفاق مع دول الخليج  التي  سهلت  العدوان على العراق،تغيير الحصان  مع  ابقاء العربة على حد تعبير احد السياسيين العراقيين وهو تحليل صحيح لان صدام انتهت مهمته وبدأ بالتمرد على  اسياده،  فالامريكان لم يكن لهم مشكلة مع حزب البعث لانه من  صنعهم  بل مشكلتهم مع صدام  الذي انتهت صلاحيته  لذا  قرروا  تغييره  مع  ابقاء  حزب البعث في الحكم وبوجوه جديدة ، لكن الخوف غير المبررالعربي والخليجي خاصة  من وقوع دفة الحكم بيد  شيعة  العراق توافق مع الخوف الامريكي المؤيد من  الدول  العربية  من  تأثيرات  النفوذ  الايراني على العراق لوسقط صدام ، لهذه  الاسباب  حصل  تغيير في الموقف  الامريكي  في  اللحظات  الاخيرة ، وبأيحاء  من السعودية  والمحور العربي الطائفي  الذين  اندفعوا بكل قوة لمساعدة امريكا في تحرير الكويت  من  قبضة  صدام  اولا  ،  لكنهم  وقفوا معارضين لاسقاطه ، خاصة  بعد  نشوب  الانتفاضة  الشعبانية  التي اعتبرتها الدول العربية الطائفية  ثورة شيعية ، لذا وقفت هذه الدول الى جانب  صدام  لقتل  العراقيين واسقاط الانتفاضة  ، خوفا من مجئ رجال حكم غير محسوبين على الجناح السعودي الطائفي ، فوافقت امريكا على ابقاء صدام  في الحكم وسمحت  له  باستعادة  سيطرته  على الجيش ، فاستخدمه لضرب الانتفاضة  تحت  الرعاية  الامريكية ،  فاخذ  صدام  باعتقال  الناس بالجملة  ، وقتلهم بالرصاص بشكل جماعي او دفنهم احياء  في القبور الجماعية السيئة الصيت واستمر صدام في الانتقام من الشعب العراقي طيلة السنوات التي سبقت  سقوطه  في 2003  اما امريكا وحلفاؤها في المنطقة فقد خططوا لاسقاط نظام الحكم مع ابقاء البعثيين في السلطة ، اذ كان المطلوب فقط 55 اسما من القيادات البعثية ، اما المجرمون  الاخرون فهم غير مطلوبين ، بل سعت  امريكا لادخالهم في السلطة الجديدة وقد مارست في سبيل تحقيق ذلك ضغوطا كبيرة وسلكت طرقا ملتوية لتحقيق هذا الهدف .
 بجرائم صدام الشنيعة اثناء   الانتفاضة الشعبانية وبعدها اسقط صدام اخر ورقة بيده تجاه الشعب العراقي ، بحيث  اصبح  الشعب  يتمنى نهاية صدام وينتظرها بالساعات وليس بالايام ،اذ فقد أي تأييد شعبي له ، وبقي معتمدا فقط على اجهزة الامن والحزب القمعية  ، وبقيت  هذه  الاجهزة  القاتلة  آلة  بيد صدام  يحركها انى يشاء ضد الشعب العراقي ، وفي  ظل  هذه  الاجواء القمعية بقي الشعب ينتظر أي فرصة للتخلص من صدام وحزبه الدموي،وفي الحقيقة ان الحسابات الصهيونية والامريكية وحلفاؤهم من الدول الطائفية العربية ابقوا صدام لهذا الغرض ، اذ ضربوا عصفورين بحجر ، وهو ابادة الشعب العراقي وانهاكه نهائيا اولا ، وثانيا لاسقاط اخر ورقة من يد صدام يمكن ان يراهن عليها وهي ان يؤيده الشعب وينتصر له اذا اقدمت امريكا على اسقاطه  في المستقبل ، لقد وصل الشعب الى حالة اليأس مع صدام وحزبه  ،  بحيث  بقي  الشعب منتظرا لاي فرصة يمكن من خلالها التخلص من صدام وحزبه الدموي  وفعلا وصل الشعب الى هذه المرحلة النفسية الحرجة ، بحث وقف الشعب  متفرجا  اثناء  العدوان الامريكي على العراق ، لان الشعب لا يمكن ان يخرج للدفاع عن حاكم اقام المجازر الجماعية بحقه ، وفعلا قامت امريكا بعدوانها على العراق في نيسان 2003  ، وسقط صدام وبقي الشعب العراقي المفجوع بجرائمه ،  متفرجا  لا يحرك  ساكنا ،  والسبب جرائم صدام وحزب البعث الدموي تجاه الشعب العراقي ، ولو كان  صدام  قد  كسب الشعب العراقي ، لما استطاعت امريكا ومن يقف معها ان تحتل العراق بهذه السهولة وفي النهاية انتصرت ارادة الشعب العراقي  المظلوم  ، اذ  ذهب  صدام  الى  الجحيم  وذهب الاحتلال وتحرر العراق ، بفضل  براعة  وحكمة وشجاعة المفاوض العراقي   والانتصار دوما للشعوب وهذه سنة الله في خلقه .
   A_fatlawy@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/08



كتابة تعليق لموضوع : الانتفاضة الشعبانية شرارة التغيير في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net