صفحة الكاتب : ظاهر صالح الخرسان

ألا تنصروا محمدا… فقد نصره
ظاهر صالح الخرسان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يُعتَبر الجانِب الدَّلالي والرَّمزي للقبور جانباً مُهمَاً في الذّاكِرة البَشريَّة وتُعتَبَر إحدَى شَواهِد مَسيرَة التَّاريخ الذي تَتضِح مَعالمُه مُوازاةً بوجُود هذِه الشَّواخِص وكُلّنا يَعلَم وجِزءُ من إيماننا العَقائدي أنّ هُناكَ سَطوةً روحيّة وتَأثير نَفسِي وإجتمَاعي وهذه السّطوة تُشرِق في النّفس متى ما كان هُناك حَيزا وقابليّة للفَرد ان يسْتقبِل تِلك الوَمضَة الرُّوحيّة بَل تتَعدّى الى كلامهم عليهم السلام وتأثيرهُ في النّفوس ((لو علموا محاسن كلامنا لأتّبعُونا )) 
    بالإضافة الى إنّه تَلعبُ الأماكِن دَوراً هاماً في مُخيَّلة المُجتَمع بل لها دَور مُباشِر في تَحديدِ المَلامِح المُجتَمعِية وتحديد السلوك والانطباعات و صيرورة الإحساس بالانتماء وصقل الشعور بالولاء من جهة أخرى وخاصة تلك الاماكن التي لها حضور قيمي وذات طابع رمزي ولها حضور تاريخي فضلا عن حضورها الديني المهيمن على الذات البشرية وليس في ضمير فرد او مذهب وانما في شعور امة او مجتمعات كاملة إن أماكن الذاكرة تتمثل  بحسب ما يراه المؤرخ الفرنسي بيير نورا 
    ((بأمكنة جغرافية وبنايات وتماثيل وأعمال فنية وأيضا   شخصيات تاريخية وأيام تذكارية ونصوص فلسفية وعلمية وأنشطة رمزية وغيرها)) لها بعدين هامين : 
    الأول البعد المادي: بحيث لا تقتصر طبيعتها على مجرد كونها قابلة للمس الحسي وتشغل حيزامكانيا يستدعي تأملا   باطنيا   وتذوقا   جماليا  فحسب وإنما تمتلك حضورا   قيميا   مؤثرا   ، تسهم من جهة أولى في شحذ وعي الأفراد حيال كونهم يمتون بصلة لما ترمز إليه تلك الشواخص من تقارب وتجاذب وتعزّز من جهة ثانية روابط الألفة بين الجماعات كونها تنتمي إلى أرومة حضارية وثقافية مشتركة و تمارس ضغطا   نفسيا ايجابيا في محصلته    وضبطا   اجتماعيا  
    الثاني البعد الرمزي : حيث يحمل بين طياته ضروب من المعنى وأنماط من الدلالات التي طالما كانت المحفز الرئيسي للمجتمعات الدينية أو تستدرجه لاستلهام سردياته الطوائفية واستيحاء أصوله وان الذاكرة التاريخية للمجتمع الحجازي أضحت تعاني خطر التصدع والاندثار بقدر ما كانت هواجس القلق حيال تفشي مظاهر الإشباع والتخمة فضلا عن ايديولجية التشدد الذي يطيح بكل رمزية تاريخية 
    التفاتة السيد الصدر بهذا الحدث وما فعلته فرنسا اليوم تجاه المسلمين ومقدساتهم او رمزيتهم ومثلهم الاعلى بلا خلاف حَوّل بوصلة الحدث بما فيها من خطوات عملية للاستنكار الى عدة امور نفهم منها : 
    #الامر_الاول : تحريك مشاعر المسلمين اتجاه نبيهم لما للقبور والاماكن التاريخية من ارتباط نفسي وتاريخي للجماعات المُنتمية له 
    #الامر_الثاني : تَسليط الضَوء على الدولة السعودية بإعتبارها المسؤولة جغرافيا عن الحرم النبوي لتتخذ خطوة عملية تجاه الحدث . 
    #الامر_الثالث: اعادة مفهوم الترابط الروحي بين المسلمين فيما بينهم بمشترك عظيم وهو مقام النبي صلى الله عليه واله من جانب 
    واعادة الصلة الروحية بين المسلمين ونبيهم من خلال الاحساس والشعور بالقرب منه بعد مئات السنين من الجفوة ومن السقطة العقائدية التي تربّت عَليها اجيال المسلمين ان محمدا قد مات ، او قولهم الشهير 
    ((ما محمّد ؟ إنّ عصاي هذه خيرٌ من محمد ))  
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

ظاهر صالح الخرسان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/10/30



كتابة تعليق لموضوع : ألا تنصروا محمدا… فقد نصره
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : رجال بني اسد ابطال وين ماكان

 
علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال .

الكتّاب :

صفحة الكاتب : عماد الجليحاوي
صفحة الكاتب :
  عماد الجليحاوي


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net