صفحة الكاتب : سجاد الحسيني

الاقتصاد ... سلاح الإستعمار الأقوى ارقام واحصائيات ونماذج للدول المستعمرة وآثارها الاقتصادية على البلدان المحتلة
سجاد الحسيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

نخطا حين نقيس قوة الدول المتقدمة والمستعمرة بقوة سلاحها العسكري جويا كان او بحريا او بريا فقط بل يجب ان نظيف لهذه القوة سلاح اخر وهو "الاقتصاد" خصوصا اذا قارنا الاستعمار بالخبث والدهاء المذموم

بما ان الاقتصاد مرتبط بشكل أساسي بحياة الناس ويمس عيشهم واستقرارهم من الطبيعي يكون مهم اكثر من اي شيء اخر بالنسبة للفرد حتى  قيل في الحديث المروي عن الحاكم العادل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في رواية وعن الصحابي الثائر ابي ذر الغفاري رضوان الله عليه في رواية أخرى (( عجبت لمن لا يجد قوت يومه ولايخرج شاهرا سيفه))

لو ناخذ نماذج وصور للدول المستعمرة وسيستها تجاه البلدان المحتلة فقط في حدود الوطن العربي منذ "اول دولة" عربية احتلها الاوربيون وهي المغرب عام ١٤١٥ م الى احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها عام ٢٠٠٣ م

حيث يذكر التاريخ الحديث صراحة احد اهم دوافع هذا الاحتلال هو "الاقتصاد" اذ تسعى الدول من خلال الاحتلال الى فتح اسواق جديدة والهيمنة على الطرق التجارية والتسلط على الموارد الطبيعية في البلدان التي تستعمر كالنفط والفوسفات والحديد وغيرها

نبدأ بفرنسا اذ يعود تاريخ الهيمنة الفرنسية على إفريقيا إلى القرن السابع عشر، حيث بدأت باريس احتلال مناطق القارة واستغلال سكانها المحليين منذ 1624، عبر إنشاء أول مراكزها التجارية في السنغال. رغم قدم تاريخ استعمار فرنسا لدول شمال افريقيا لكن لانتفاجا ان علمنا ان

 هناك 14 دولة أفريقية ملزمة من فرنسا، من خلال اتفاق استعماري، على وضع 85% من احتياطاتها الأجنبية في البنك المركزي الفرنسي تحت سيطرة الوزير الفرنسي للرقابة المالية. حتى الآن، توجو و13 دولة أخرى ملزمة بدفع ديون فترة الاستعمار الفرنسي لفرنسا. القادة الأفارقة الذين يرفضون يقتلون أو يكونوا ضحايا انقلاب عسكري. وأولئك الذين يطيعون الأوامر يكافؤون ويدعمون من فرنسا، وينعمون بحياة رغدة، بينما يغرق شعبهم في بؤس وفقر مدقع.

ومن هنا يتضح جليا ان الاسباب التي تذكرها فرنسا للاحتلال غير صحيحة على الاطلاق كما في حادثة المروحة التي ادت الى احتلال الجزائر حيث ذكر المستشار النمساوي "مترنيخ" هل يعقل أن تحرك فرنسا بمثل هذا الجيش الجرار وأن تصرف هذا المبلغ (150 مليون فرنك) ..... من أجل ضربة مروحة ؟!

اما "تونس" وليبيا التي كانت دول مستقرة نوعا ما قبل الاحتلال الإيطالي لها اذ امست تونس وليبيا دول محاطة بخطر الديون بعد اغراقها بالديون عن طريق التسهيلات المصرفية بالنسبة للقروض التي تمنح من بنوك ايطاليا وأوربا بشكل عام  وبعد عدة سنوات من هذه السياسية تفاقمت نسب الفوائد المتراكمة نتيجة تلك الديون حتى عجزت عن السداد وهنا اصبحت الدولة خاضعة لسيايات الاحتلال بكل ماتعنيه كلمة الخضوع من معنى..

اما فلسطين المحتلة فإن التكلفة الاقتصادية للاحتلال والممارسات الإسرائيلية لها نتائج مقلقة. فقط في العام 2010، كلّف استخدام إسرائيل غير القانوني للموارد الطبيعية الفلسطينية الاقتصاد الفلسطيني حوالي 1.83 مليار دولار أي ما نسبته 22 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لذلك العام. وعلى نحو مماثل، بلغت تكلفة القيود على المياه حوال 1.903 مليار دولار أي ما يعادل 23.4 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي،، وبلغت تكلفة الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة نحو 1.908 مليار دولار أي 23.5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2010. وبالمجمل فقد بلغت التكلفة الاقتصادية للاحتلال الإسرائيلي في العام 2010 وحده حوالي 6.896 مليار دولار أي ما يقارب 90 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لذلك العام.

بعد هذا الاستعراض التاريخي للحقائق  لنكون على بينة من امرنا ونحن نعيش في العراق ازمة اقتصادية كبيرة  وصلت إلى حد عجز الدولة عن سداد رواتب الموظفين ولايوجد حل لدى وزارة المالية سوى الاقتراض لتغطية العجز الحاصل في الموازنة العامة للبلد

في وقت تهدر فيه مليارات الدولارات بدم وقلب بارد امام مسمع وانظار الجميع بسبب الفساد المالي المستشري بمفاصل الدولة منذ ٢٠٠٣ إلى وقتنا هذا

فالعراق لايختلف كثيرا عن الدول العربية المحتلة اذ عاش هو الاخر في فترة التسعينات حصار اقتصادي قاس انهكته ماديا ومعنويا ونفسيا حتى وصل به الحال الى ( النفط مقابل الغذاء والدواء)

 العراق الذي سبق له وان جرب مغامرة الاحتلال البرطاني الذي بدأ منذ ١٩١٤ حتى ١٩٢١ م فلا استغراب من ان يتبع الاحتلال مابعد ٢٠٠٣ من حيث ندري او لاندري سياسية الحرب الاقتصادية من اجل الاخضاع حتى خرج مصطلح اراه واقعيا بنسبة كبيرة وهو " اما التجويع او التطبيع" وهذه الجملة على قصرها لكنها تحتوي من الكلام الكثير الكثير .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سجاد الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/11/03



كتابة تعليق لموضوع : الاقتصاد ... سلاح الإستعمار الأقوى ارقام واحصائيات ونماذج للدول المستعمرة وآثارها الاقتصادية على البلدان المحتلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net