مآلات فوز بايدن على العراق والشرق الاوسط
د . مصطفى الناجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . مصطفى الناجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لست من المؤيدين لمقولة(امريكا لن تغير سياستها بتغير الرئيس) وقد ناقشنا ذلك علميا في مقال سابق . ولفهم انعكاسات نتائج الانتخابات الامريكية على الشرق الاوسط عموما والعراق بشكل خاص ،سيكون وصول بايدن الى البيت الابيض اثرا واضحا في الكثير من الملفات . .
اذا خسر ترامب فسيؤثر ذلك على المرتبطين بمشروعه ..محمد ابن سلمان ،الكاظمي ،المطبعين مع كيان الاحتلال ،خوان غوايدو، وغيرهم.
اما المستفيد الاكبر من سقوط ترامب انتخابيا، فهي تركيا وإيران وسوريا والصين وروسيا وبقدر اقل فرنسا والمانيا ..
ستستعيد اتفاقيات مثل (الاتفاق النووي مع ايران، اليونسكو،المناخ،الاجواء الحرة، الحد من التسلح النووي) وغيرها ،،هذه الاتفاقيات ستستعيد نشاطها حتى وان كان عبر طريق تفاوض جديد لكن بابها سيفتح مرة أخرى .
العراق
ربما سيكون العراق من اولويات الرئيس الجديد في حال فوزه ،لان هذا الملف بالاصل كان في عهدته إبان نيابته للرئيس اوباما ،فهو يعرف اكثر من اي مسؤول امريكي مالذي بجري بالفعل على الاراضي العراقية ..
ولكن من اين سيبدأ ؟
لبايدن علاقات متنوعة ومتدرجة مع الطبقة السياسية المتواجدة في المشهد العراقي وخصوصا للمدة من 2009-2017 ،
وقد زار العراق في كانون اول 2011 لوضع اللمسات الاخيرة لانسحاب القوات الامريكية وفق اتفاقية الاطار الاستراتيجي ..
كما زار العراق في نيسان 2016 للاطلاع على سير العمليات الحربية ضد تنظيم داعش .
وتكونت خلال تلك المدة علاقات مع عدد من الشخصيات السياسية العراقية ،اذ التقى بالسيد البرازاني في اربيل وقال جملته المشهورة (ليست الجبال وحدها صديقتكم ) كما التقى برئيس الوزراء الدكتور العبادي،وعدد من المسؤولين في وقتها ..
ربما سيكون المتضرر الاكبر في العراق من خسارة ترامب هم مجموعة من الاحزاب والحركات والشخصيات وايضا سيكون حراك تشرين وناشطيه على جدول المتضررين.
الحكومة الحالية لن يتوفر لها (حظوة) مع ادارة بايدن ،لانها محسوبة على فريق (ترامب) الذيؤالتقى برئيس وزرائها في ايلول الماضي واطلق من هناك مشروع الشام الجديد ..
كما سيؤدي (بشكل اقل ) وصول بايدن الى ضرر للأحزاب والشخصيات الداعمة للكاظمي ..وباعتقادي ،ان المتضرر الاكبر بالدرجة الاولى هو الحراك الذي قاد احتجاجات تشرين الماضي .
وبالنسبة لكردستان ،سيمنح وصول بايدن جرعة اضافية لاحياء مشروع (دولة كردستان ) او تقسيم العراق الى ثلاث مقاطعات ..
ويمكن القول ان مشروع بايدن يقوم على ثلاث ركائز اساسية :-
- تقويض نفوذ ايران في العراق
- مصالحة وطنية
- انسحاب امريكي
واذا فشلت تلك الخطوات ،فسيتم العمل على تقسيم العراق الى ثلاث فيدراليات مذهبية/قومية .
ايران
بايدن كان احد اضلاع الإدارة الأمريكية عندما انضمت الى الاتفاق النووي الإيراني في عهد اوباما ،وجرى الاعلان عن هذا الاتفاق كمنجز تاريخي لحكومة الديمقراطيين ،ولذلك فالتصور الاولي سيكون باتجاه مفاوضات جديدة مع ايران للوصول إلى صيغة اخرى للاتفاق النووي ،وربما سيكون ذلك عبر تقديم ملفات اخرى للمساومة على عقد اتفاق جديد مقابل تقسيم مناطق النفوذ في الشرق الاوسط مع ايران .
السعودية
ربما ستكون السعودية من أكثر المتضررين في حال وصول بايدن الى السلطة ،لانه اعلن سابقا انه سيحقق العدالة بمعاقبة الامير محمد بن سلمان ولي العهد لقتله خاشقجي ،وكذلك سيجبر السعودية على دفع اموال الى امريكا اكثر مما دفعته في عهد ترامب..ولذلك فالمتوقع هو :انكفاء سعودي الى الداخل ،وتقويض نفوذها في الشرق الاوسط ..وسيؤثر ذلك على الانظمة التي تدور في فلك الرياض كالامارات والبحرين ...وربما سيلهب ذلك حماس،الحوثيين اكثر في التحرك بحرية اكبر .
سوريا
سوريا من الانظمة التي ستستعيد انفاسها ايضا في حال فوز بايدن ،فالرجل ليس لديه ما يتعارض مع نظام الأسد، ولا طموح في سوريا سوى تأمين حدودها مع الكيان الصهيوني.
تركيا
لم تمر العلاقات التركية الامريكية باسوء فصولها مثلما مرت به في تموز 2016 ،الذي يتهم اردوغان الادارة الامريكية بتدبير محولة الانقلاب الفاشلة على نظامه عندما كان اوباما رئيسا وبايدن نائبا له. الا ان العلاقات التركية -الامريكية لم تتحسن بعد وصول ترامب الى السلطة بل أصبحت اكثر تباعدا ،وأكثر تعقيدا ،خصوصا بعد امتداد التدخلات التركية شرقا الى ناغورني كارباخ، وغربا الى ليبيا مرورا بالبحر المتوسط ،وجنوبا في شمال العراق وسوريا وصولا الى قطر ..
الواقع الذي يفرض نفسه ان هناك اختلاف كبير وجوهري بين ترامب وبايدن ومشروعيهما لا يمكن تجاهله.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat