صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

تقلبات الساسة والطقس
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 "يفكر الوطني بالأجيال القادمة أما السياسي فيفكر بالانتخابات القادمة"شكيب أرسلان/ كاتب ومفكر لبناني.

كما هو طقس العراق, الذي تسوده حالة من عدم الاستقرار؛ فما بين برودة الليل, واعتدال الحرارة ضحى, نشعر بوضوح ارتفاع درجات الحرارة ظهرا, لتنخفض أحيانا بشكل مفاجئ, ليقع المواطن بحالة حيرة, في ملبسه وما يمكن تشغيله, من الأجهزة الكهربائية المتأرجحة التيار, ما بين الوطنية والمولد.

منذ أعوام ليست بالقليلة, يتأرجح الموقف السياسي, بتخبط واضح لا استقرار فيه, لتزيد من حالة هيجان أغلب ساسته, قبيل موسم الانتخابات, لتتصاعد حالة من الشعارات الوطنية, والوعود الرنانة التي اعتاد عليها المواطن, وسط صراعات يأتي قسم منها, نهاراً عن طريق البرامج الصباحية, وتزدادُ حرارة ببيانات, أثناء استراحة البرلمان.

 وباء الكورونا الذي إجتاح العالم بأسره, وغطى بضلاله على الوضع الإقتصادي, ليزيد الطين بلة, فالعراق لم تهدأ بهه بعد عاصفة الإحتجاجات؛ وتغيير الحكومات, ليقع تحت منخفض نقص الموارد, وتأخير رواتب المتقاعدين والموظفين, مع أن التصريحات منذ حكومة عادل عبد المهدي, تؤكد على تأمين الرواتب لهذا العام؛ لتتفاجأ تلك الشرائح, أن المالية لا تتمكن من دفع الرواتب, لنقص شديد أو شبه معدوم, إضطرها لطلب الإقتراض, من تأمين الرواتب لنهاية هذا العام! وبدلاً من الاستقرار حتى ذلك الحين, وبعد شهر واحد فقط, تعلن وزارة المالية, عدم مقدرتها لدفع الرواتب! فأين ذهبت الأموال المقترضة؟

صدمة تلو أخرى تصيب المواطن العراقي, فما بين المرض وقلة الوارد, أدخلته في حيرة, إذ كيف سيدفع إيجار سكنه, وكيف يدفع أجور الكهرباء, ومن أين يأتي بقوت عياله؟ أما إن كان رب الأسرى, أو أحد أفرادها مريضاً, فتلك مصيبة كبرى, وخيارٌ بين الموت والحياة, فإما دَينٌ أو تركِ دَين, أدى ببعضهم للإنتحار.

ساستنا الأجلاء ليس لديهم حلول ناجعة, بسبب قرارات أتت عن طريق الاجتهادات, والمجاملة والاتفاقات التي, سُنت لها قوانين خاصة, أدت لهدر المال العام, والتي جعلت المواطن العراقي, يعيش شظف العيش, وانعدام الخدمات الضرورية, ونخص بذلك المحافظات غير المنظمة بإقليم؛ مع أن الموازنة تعتمد النفط, كمورد رئيسي والمستخرج من تلك المحافظات, بينما يستحوذ إقليم كردستان, على 17% من الموازنة, دون أن يدفع من موارده, أي مبلغ لرفد الموازنة.

" لقد غاب عن الأذهان, أن الحق ملازم للواجب، وأن الشعب هو الذي يخلق ميثاقه, ونظامه الإجتماعي والسياسي الجديد, عندما يغير ما في نفسه"/ جزائري من أعلام الفكر الإسلامي, على ما يبدو أن ساسة العراق قد تناسوا, أنهم ما جاءوا للحكم, إلا بأصوات الشعب الذي, عانى طويلا من حقب الحكومات الجائرة.

" لا تحدثني عن سياسي أو رجل أعمال, همهم الوحيد الربح، بل حدثني كيف يزهر الربيع, و كيف يضحك الفقراء و كيف يعمل الكادحين؛ و كيف حال الأوطان"/ تشي جيفارا ثائر ماركسي كوبي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/11/16



كتابة تعليق لموضوع : تقلبات الساسة والطقس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net