صفحة الكاتب : الشيخ محمد السوداني

ومضات من سيرة الشهيد باقر النمر
الشيخ محمد السوداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما نريد ان نتكلم عن الشهيد السعيد نمر باقر النمر فعلينا ان نقف على هذه الشخصية وقفة جليلة تتخللها الاحترام والتعظيم فأما الاحترام فأن الله ورسوله ارشدنا ان نحترم ونخشى العلماء قال تعالى ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) 28 سورة فاطر فقد كان احد العلماء العاملين والبارزين بل والمضحين من اجل دينه ومذهبه ووطنه وهذا يريده الله منا فخرج الشهيد باقر النمر مجسدا لتلك الخصائص الفريدة بزمانه معلنا صرخة الاصلاح مدويتا من على منبر الجمعة وامام والملاء لا تأخذه في الله لومة لائم

 

واما التعظيم فان ما قام به الشهيد السعيد ( رحمه الله ) في التضحية ويذل الفالي والنفيس لهو من اعظم الفرائض عند الله تعالى فهو يذكرنا بشهيد العراق السيد محمد باقر الصدر ( قدس يره ) و السيد الشهيد محمد صادق الصدر الذي ليس الاكفان ورفع الغبار عن صلاة الجمعة فأحيا هذه السنة المباركة .

 

 

 

قال تعالى( الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ) ٢٠ سورة التوبة فالله يصف التضحية للشهيد اعظم درجة وقد مضى شهيدنا النمر مع ركب الشهداء مع العلماء فشرف الله له هذه المنزلة العظيمة

 

واليوم يشرفني ان اقف واكتب بحق هذا العبد الصالح بعض الخصائص التي امتاز بها وتعرفنا عليها من خلال متابعة ومشاهدة هذا الشخصية التي كانت تطل علينا بمواعظه الجهادية وشجاعته البطولية التي تعتبر مواقف فريد من نوعها .

 

 

 

شجاعته

 

ان الشجاعة لها صورتان فمرة الانسان يحب ان يكون شجاعا فيتدرب بين الحين والاخر او يقلد شخص ما حتى يكن ما كان به الاخرون وعندئذ يعبر عنه ان فلان صار شجاعا.

واخرى ان الشخص منذ نشأته وتكوينه يحمل هذه الصفة فهو شجاع ، وبطبيعة الحال الثانية أفضل من الأولى وما رأيناه في الشهيد السعيد باقر النمر انه كان شجاعا بذاته فكان يخرج علينا بخطبة المدوية جمعة بعد جمعة ويصرخ بكلمة الحق ويقول امام جمهوره مسمعا أعدائه( أننا لماذا نخاف ولماذا نظلم أوليس الله تعالى خلقنا لأجل الحرية لاجل تحقيق الانسانية فلماذا تسلب منا الحقوق ونحن أحق بها ولماذا يظلم اهلنا ونحن اولى بالبلد ) والذي يتأمل في هذه الكلمات يعرف جيدا ان كلام الشهيد السعيد حق مشروع لكل فرد من ابناء هذا البلد ، الا ان المطالبة والخروج يحتاج الى قوة قلبية وشجاعة ايمانية وانا اعتقد ان الشهيد النمر اخذ هذة الشجاعة من مولاه سيد الشهداء الامام الحسين ( عليه سلام ) قوة وعزيمة وشجاعة .

 

 

وقال سيد الشهداء مذكرا الأمة ان جده رسول الله صلى الله عليه واله قال ( من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله يعمل فيها بالاثم والعدوان ولم يغير عليه بقولا ولا فعلا كان حقا على الله ان يدخله مدخله )

 

وارى أن هذه القاعدة النبوية التي أسسها المصطفى محمد (ص) تهز مشاعر العلماء في زمن الطغاة فأن تطبيقها ليس بالهين أو الأمر البسيط وبالنتيجة ارى ان هذا القاعدة كانت نصب عين الشهيد باقر النمر معلنا ومجددا ومذكرا بحديث النبي لكي يكون علة وسببا لخروجه ونهضته وسيخلد التاريخ كيف ان الشهيد النمر قتل بقطع رأسه بالسيف وأمام العالم الاجمع.

 

 

دعوة اصلاح

 

وكان مما امتاز به شهيدنا العزيز انه كان رجل الاصلاح داعيا الى الحوار والحرية واحترام الاخرين لو تأملنا قليلا في دعواته واصلاحاته وخطاباته الارشادية للناس فيها نفخات وكلمات الائمة المعصومين (عليهم السلام ) ومما قاله رحمه الله (ان سلاح الكلمة اقوى من سلاح الرصاص فنحن بين خيارين : أما ان نقاوم أزير الرصاص بأزير الرصاص وبالتالي ستغلب والخيار الاخر ان السلطة تواجهنا بزئير كلمتنا وهي اضعف منا في ذلك ولايمكن ان تتحميل زئير كلمتنا لو واجهتنا بزئير الكلمة سننتصر ) اذن نلمس من كلماته القيمة انه يفصل القول في دعوته الاصلاحية مبينا الخيارات من هذا الحراك موضحا ان الاصلاح له دعوتان الاولى صوت الكلمة والحوار وهذا منهجه القران قال تعالى ( ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحنة وجادلهم بالتي هي احسن ) لهذا رأينا من الشهيد النمر رحمه الله كان يكثر من خطاباته ومواعظه وحركاته الاصلاحية يريد بذلك ان لاتسقط قطرة دم وهذا هو منهج سيد الشهداء فقبل يوم عاشوراء اكثر الامام الحسين ( عليه السلام ) بخطباته وكلماته مذكر القوم لعلهم يهتدون .

 

 

وأما الخيار الثاني الذي صدع به شهيدنا النمر أن زئير الرصاص لاينفع ولكنكم اذا اردتم ان تطلقوا علينا فنحن نرده بما مكننا الله ليرى العالم اننا ندعوكم الى الهداية والاصلاح وأنتم تدعوننا الى القتل والتعذيب.

 

 

ولذا قال شهيدنا النمر رحمه الله ( انا على يقين ان في قتلي وموتي حراك في كل مدينة في العالم ) لماذا قال هذا الكلام لانه كان يطالب بالاصلمحمد السوداني:

اح الجذري التام في اطار المجتمع وذلك عندما كان يذكر بالحرية عبر الكلمة وكان يفكر قبل ان يتخذ الخطوات المؤدية وكيفية المطالبة بالحقوق وبالطرق المشروعة شرعا وقانونا .

 

كان يضع كل كلمة في موضعها المناسب من حيث الزمان والمكان وكانت خطاباته الاصلاحية تدعوا إلى الحق والعدل والمحبة والسلام لجميع اطياف الشعب ، وكان يدعوا الناس ان يكونوا كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضوا تداعت إليه سائر الأعضاء وكان يقول ان قوتنا في وحدتنا .

 

فكل هذه الكلمات والمواعظ جعلت من الناس اذان واعية تسمع وتعشق هذا الرجل الكبير والذي استطاع أن يستميل قلوب المؤمنين .

 

واخيرا ودع أهله وشعبه ومحبيه مؤمنا صابرا محتسبا فأنا لله وإنا إليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين وسلام على شيهدنا الغالي يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا

٢٦ / ١٢ / ٢٠١٨


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ محمد السوداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/12/01



كتابة تعليق لموضوع : ومضات من سيرة الشهيد باقر النمر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net