صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

بسبب الهجري والميلادي نخلق ازمة
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العراق هو البلد الوحيد الذي يعاني من التضارب في المناسبات بين الهجري والميلادي بين الحزن والفرح ، والقدر ام بمشيئة الشيعة جعلهم يختلفون جذريا في مناسباتهم مع بقية المذاهب والاديان فلا توجد مناسبة حزينة عند المسيح وحتى السنة بينما عند اتباع اهل البيت كم هائل من المناسبات الحزينة وان كان بعضها او حتى اكثرها لا تستحق هذا الاهتمام بها .

الصراحة مطلوبة ونحن نعيش هذا الظرف العصيب في العراق والكل يتربص بنا لخلق الازمات الطائفية ، من حق الشيعة ان تحزن في مناسباتها وفي نفس الوقت من حق الاخرين الاحتفال بمناسباتهم ، مراعاة المشاعر امر ذاتي لا ياتي بالاجبار بل بالاختيار، وهذا التضارب بين الهجري والميلادي لا ينتهي اطلاقا ولابد من ثقافة سليمة تحفظ للجميع خصوصيتهم ، وافضل حل ان يعيش كل مواطن مناسباته وفق حرية تضمن عدم التجاوز او جرح مشاعر الاخرين .

عندما يتبادل التهاني او الاحزان فيما بينهم اي المسلم مع المسيحي فهذا وان كان امرا حسنا الا انه يثير الاستفهامات لاننا سابقا لم نالف هذا الشيء بل كنا بافضل حال والجميع يمارس احتفالاته وفق المسموح به .

نعم الشيعة قبل سقوط الطاغية كانوا محجور عليهم بعدم احياء شعائرهم والان اطلقت الحرية لذلك، ولكن للاسف هنالك ثغرات في كيفية الاحتفال وهذا الشان يتحدث به الشيعة هم انفسهم فهنالك افراط في تحريك المشاعر دون تحريك العقول ، هذه الشخصيات التي نفرح لفرحها ونحزن لحزنها بسبب ما لها من مكانة مميزة في العلم والدين والجهاد، وهنا ياتي دور الاحتفال المميز في تجسيد هذه الصفات التي يتمتعون بها ، وعندما يكون الاحتفال بنشر الوعي فانه سوف لا يتعارض مع اي مناسبة اخرى لاية طائفة او مذهب اخر .

هنالك ممن لا يهتم لخصوصية دينه كرد فعل على ما يعاني من ازمات بسبب حكومة يقال عنها اسلامية او بالاحرى شيعية فيكون رد الفعل هو عدم الاهتمام بمشاعر الشيعة ، هذا مرفوض فالحكومة شيء والمناسبة شيء اخر، وهنالك متزمت متشدد يجني على من يريد ان يحتفل بمناسبته فينعته بصفات قاسية وهذا لا يجوز اطلاقا، وهنالك من يستخدم الحق العام لاحياء شعائره مثلا مؤسسة حكومية تحي مناسبة حزينة او سعيدة لا تعتبر عطلة رسمية او حتى رفع يافطات او صور خاصة ، وهنالك سيارات حكومية ترفع صور ما وهذا لا يصح اطلاقا ، فالمال العام ملك عام اي ملك للشيعي والسني والمسيحي والكردي والتركماني وغيرهم .

ان لم نعيش ثقافة الحرية باصولها فان التضارب بين الهجري والميلادي سوف لا ينتهي هذا ناهيكم عن متطلبات الحياة الاخرى التي تتاثر بالمناسبات منها التعليم والامتحانات النهائية وتوقف بعض الدوائر الخدمية عن العمل وقطع الطرق وما شابه ذلك .

المكانة التي نقدسها لمقدساتنا تستحق اهتمام واحياء لجعل الاخرين ينظرون اليهم والينا بتقديس واحترام عقلي ذاتي دون اللجوء الى المجاملات التي قد تصل حد التملق او الاجبار .

وقصص التاريخ تحكي عن اجر من يخفي حزنه ليفرح غيره ، وفي الوقت ذاته ايضا لمن يخفي فرحه ليواسي جاره الحزين اما المجاهرة علنا فيها فهذه ليست مواساة .

حقيقة كم من حالة نفسية ومشاعر مضطربة نعيشها عندما يصادف مثلا عاشور مع اعياد راس السنة فلابد لنا ان نتحلى بثقافة تضمن لنا اخويتنا ولكن ليس على حساب خصوصيتنا الدينية ، واسال الله ان يجنبني من يسيء الظن بنا .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/01/02



كتابة تعليق لموضوع : بسبب الهجري والميلادي نخلق ازمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net