صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

العراقيون بين التغيير والمقاطعة
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 " التقدم مستحيل دون تغير, وأولئك الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم , لا يستطيعون تغيير أي شيء"/ جورج برنارد تشو_ كاتب آيرلندي شهير.

ألانتخابات في النظام الديمقراطي, على قدر كبير من الأهمية, فلا يمكن إرساء الديمقراطية, دون انتخاب الشعب لمن يمثله, بتثبيت حقوقه وإدارة الدولة, و لا يختلف ذلك بنوع الحكم, سواءً كان برلمانياً أو رئاسياً, وبما أن الشعب العراقي, قد اختار نظام الحكم البرلماني, والذي حدد بأربع سنوات لكل دورة انتخابية؛ فمن الواجب عدم مقاطعة, تلك الممارسة على أن تكون, بالصيغة الصحيحة وطنياً.                                          

مارَسَ الشعب العراقي حقه, في الانتخابات تحت ظروف عصيبة, وصراعات وتدخلات إقليمية ودولية, ونزاعات داخلية طائفية وعرقية, إضافة لدخول المجاميع الإرهابية, ما جعل من الاختيارات الشعبية, متأرجحة بين هذه الجهة أو تلك, دون التفحص والتمحيص, بنوعية البرنامج للقوائم السياسية, فكان هم أغلب الساسة, كيفية تكوين حكومة, ولم يبحثوا عن برنامج حقيقي, لبناء دولة تعيد للمواطن كرامته, وتسعى لتوفير العيش الكريم, مع توفير الخدمات بكل مسمياتها, بعد ما خلفه نظام البعث, من مآسي بسبب سياساته الرعناء, فازداد الوضع سوءً, لغياب التخطيط والإدارة, ما جعل الفشل و تفشي الفساد, يأخذ مأخذه في إحباط المواطن, وتقاعسه شيئاً فشيئاً عن ممارسة عمله,والعزوف عن الانتخابات.                                                                       

كحصيلة للمعاناة التي مَرَ بها العراقيون, لجأ الشباب لممارسة حق التظاهر, المكفولٌ دستورياً, ما جعل المتصيدين في الماء العكر, من ركوب تلك الموجة الجماهيرية, لحرفها عن مسارها وإثارة الفوضى, ما أدى لسقوط مئات الشهداء, في ساحات التظاهر والاعتصام, لتتصاعد المطالب بتغيير الحكومة, ليزداد الأمر سوءاً, فقد دخل العراق, في أزمة تكوين تلك الحكومة, الذي اشترط المحتجون, استقلاليتها وكفاءتها ونزاهتها, و جعلوا أول مهامها, القيام بانتخابات مبكرة, تحت قانون جديد, يحد من سيطرة الساسة الفاسدون, على البرلمان والحكومة.       

بعد صراعٍ مرير ومناكفات سياسية, تم إقرار القانون الجديد, وحدد موعد تلك الانتخابات البكرة الموعودة, مع أزمة مالية عالمية لم يسلم منها العراق, حاله حال كل الدول, بسبب تفشي وباء كورونا, فهل سيقدم المتصدون من الساسة, برامج واقعية بعيداً عن الوعود الكاذبة, وبذل العطايا من أجل, استجداء مقعد برلماني, وهل سيغير المواطن طريقة اختياراته, بعيداً عن العصبية والطائفية والعراقية؟                          

قال إبراهيم فقي خبير التنمية البشرية, ورئيس مجلس إدارة المركز الكندي للتنمية" على الإنسان ألا يوقع نفسه, فريسة للتركيز السلبي على فكرة معينة، ولا يلوم غيره على عدم التغيير بل عليه أن يبدأ بنفسه."     

فهل بات المواطن العراقي, قادراً على تغيير نفسه, وهل أن من وُصِف بالفشل والفساد, قادر على التغيير نحو النجاح والنزاهة؟      


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/01/12



كتابة تعليق لموضوع : العراقيون بين التغيير والمقاطعة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net