صفحة الكاتب : نبيل طامي محسن

قمتنا العربية وطباخ الريس
نبيل طامي محسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تعيش الحكومة العراقية حالة من الأستنفار الأمني استعدادا للقمة العربية المزمع عقدها في بغداد في 29/ 3 / 2012  وتوالت الآراء بين داع الى ان يُعلن في يوم القمة حضر للتجوال ، أو تعطيل للدوام في دوائر الدولة ، وهنا انقسم ايضا اصحاب الرأي والفصل في البلاد بين من يطالب بان تكون العطلة الرسمية يومان وبين من يطالب بأن تكون يوما وحدا ، وبين من يدعو الى ان تشمل جميع محافظات البلاد ، ومن يدعو الى ان تشمل العاصمة الحبيبة بغداد فقط  . والأمر لم يقف عند هذا الحد فقد اعلنت المصادر الأمنية عن انها تنوي تحديد المنافذ التي تدخل من خلالها عباد الله الى العاصمة بغداد جوا وبرا ، فسماء العراق ستغلق بوجه الطائرات القادمة الى معظم المطارات باستثناء مطار النجف ومطار أربيل ، وطبعا مطار بغداد ، ولا أدري لماذا اربيل والنجف دون باقي المطارات الأخرى !؟ . اما في البر فقد أعلنت القوت الأمنية انها ستغلق جميع منافذ الدخول الى بغداد خلال القمة باستثناء منفذين سيتم تحديدهما لاحقا . هذا بالأضافة الى العديد من الاجراءات الأمنية التي سيتم اتخاذها لحماية السادة الرؤساء والملوك ونواب الرؤساء والأمراء والوزراء الذين ستتشرف دار السلام بحضورهم الكريم والميمون !! والغريب في الأمر ما اعلنه مسؤولون في الحكومة بأن السادة الرؤساء والأمراء والملوك سيمكثون في بغداد بضع ساعات وهو ما يبين ان الحضور سيكون شكليا ومحاولة لأثبات ان بغداد تستطيع ان تحتضن مؤتمرا كمؤتمر القمة العربية ، وان القوات الامنية قادرة على توفير الحماية للضيوف ، وليت قادتنا الأمنيين فكروا بخطة لحماية الشعب ، كما هم يفكرون الآن بالخطط الكفيلة بحماية ضيوف القمة ، وكما هم كانوا منهمكين بتوفير الخطط التي تحمي مسؤولوا البلاد .
وتلك الاجراءات التي اعلنتها القيادات السياسية والأمنية لتوفير الحماية للسادة الضيوف ذكرتني بفلم مصري يحمل عنوان (طباخ الريس) ، ويناقش هذا الفلم قضية انعزال الرئيس عن مشاكل الشعب وعما يعانيه من فقر وغلاء بسبب الحاشية التي أوجدت حاجزا بين الرئيس والشعب ، وحينما يحاول الرئيس ان ينزل الى الشارع لمعرفة أحوال الشعب ، يفكر المحيطون به من زبانية ومن نفعيين بايجاد وسيلة تحول بين الشعب والرئيس بحجة حمايته من الأخطار التي قد تحيط به عند نزوله بين الناس فتنشر وكالات الأنباء المحيطة بالرئيس خبرا مفاده ان البلاد ستشهد كسوفا وكل من يخرج الى الشارع سيصاب بالعمى ، وحددت تلك الوكالات يوم كسوف الشمس في اليوم الذي قرر فيه الرئيس النزول الى الشارع ، وانا لا أريد ان استرسل في سرد موضوع الفلم الذي شاهده العديد وعرف ما يحمل من فكرة  ، ولكنني اريد ان اركز على اليوم الذي خرج فيه الرئيس الى الشارع والتقى في احد المقاهي برجل اعمى وساله لماذا خرجت الى الشارع دونا عن العالم الاخرى ، فقال له ياسيادة الرئيس انا اعمى فما الذي سيصيبني أكثر مما أنا فيه ... وانا من خلال هذا الفلم ادعو القيادات الأمنية الى الأستفادة من فكرة الكسوف في الحيلولة دون خروج اكثر عدد من البغداديين الى الشارع حتى تحفظون قادة الدول العربية من اي مكروه ، وحينها سيخرج الى الشارع العميان فقط ، ربما ستعانون من شيء مهم هو ان الذي لايبصرون في بلدنا هم كثيرون للأسف ، ولكن عسى ولعل ان تنفع هذه الفكرة وعسى ان تكون علاجا ناجعا لحماية السادة الضيوف من اي مكروه يحيط بهم .
 nabyltamy@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نبيل طامي محسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/16



كتابة تعليق لموضوع : قمتنا العربية وطباخ الريس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net