صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

من أيّام الشيعة : ٢١ جُمادى الآخرة ( وفاة السيدة أم كلثوم بنت أمير المؤمنين ع )
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

● أسمها زينب الصغرى وكنيتها أم كلثوم ، وهي بنت الإمام أمير المؤمنين (ع) و أمّها فاطمة الزهراء (ع) ، وُلدت ما بين السنة السادسة والعاشرة للهجرة - على اختلاف الأخبار - بالمدينة المنورة ، ورحلت مع أبيها إلى الكوفة ثم رجعت مع أخيها الحسن (ع) إلى المدينة ، ثم حضرت كربلاء مع أخيها الحسين (ع) ، ثم رجعت مرة أخرى إلى المدينة مع أبن أخيها زين العابدين (ع) إلى المدينة ، وبقيت هناك حتى توفّاها الله في سنة 61 هجرية ، ودفنت في البقيع ، وقيل أنها خرجت إلى الشام مع أختها زينب الكبرى وماتت ودفنت هناك . (١)

● ولا بد من التنويه إلى رأيين مطروحين في أوراق التحقيقات التاريخية هما :

۱ـ رأي يقول أنّ لفاطمة الزهراء (ع) بنتاً واحدة لا أكثر ، أسمها " زينب " وهي عقيلة الطالبيين وتكنّى بأُمّ كلثوم .

۲ـ رأي آخر أنّ لفاطمة الزهراء (ع) بنتان لا بنتاً واحدة ، هما : السيدة زينب الكبرى ، وزينب الصغرى ، والصغرى تُكنى بأُمّ كلثوم ، وهذا الرأي هو المشهور عند علمائنا . وهناك إختلاف ايضاً في الكبيرة منهما ، فبعض الأخبار تقول بأن العقيلة هي الأخت الأكبر وبعضها تقول أن أم كلثوم هي الأكبر ..

● خبر زواجها من عمر بن الخطاب : وهذا من الاختلافات الشديدة التي حصلت بين اخبار العامة وأخبار الخاصة ..

- الكافي للكليني ، ج٥ ، (باب) (تزويج أم كلثوم) : علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وحماد عن زرارة عن أبي عبد الله (ع) في تزويج أم كلثوم فقال : " إن ذلك فرج غصبناه" .

- نفس المصدر : محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال : لما خطب إليه قال له أمير المؤمنين : إنها صبية ، قال : فلقى العباس فقال له : مالي أبي بأس؟ قال : وما ذاك ؟ قال :خطبت إلى ابن أخيك فردني أما والله لأعورن زمزم ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها ولأقيمن عليه شاهدين بأنه سرق ولأقطعن يمينه فأتاه العباس فأخبره وسأله أن يجعل الامر إليه فجعله إليه .

- روى عمر بن أُذينة ( له كتاب وعُدّ من أصحاب الإمام الصادق ع ) : قيل لأبي عبد الله (ع) : أن الناس يحتجّون علينا ويقولون : أن أمير المؤمنين (ع) زوّج فلاناً ـ أي عمر ـ أبنته أُم كلثوم ، وكان ـ أي الإمام الصادق ـ متكأً فجلس وقال : " وتقبلون أن علياً أنكح فلاناً ابنته ؟! إن قوماً يزعمون ذلك لا يهتدون إلى سواء السبيل ولا الرشاد ... " (٢) .

- قال الشيخ المفيد ( قد ) في جواب المسائل السروية : إن الخبر الوارد بتزويج أمير المؤمنين (ع) ابنته من عمر لم يثبت ، وطريقته من الزبير بن بكّار ، و لم يكن موثوقاً به في النقل وكان متهماً فيما يذكره من بغضه لأمير المؤمنين (ع) وغير مأمون ، والحديث نفسه مُختلفٌ ، فتارة يروي أن أمير المؤمنين تولّى العقد له على أبنته ، وتارةً يروي عن العباس أنه تولّى ذلك عنه ، وتارةً يروي أنه لم يقع العقد إلا بعد وعيد من عمر وتهديد لبني هاشم ، و تارة يروي أنه كان عن اختيار وإيثار . (٣)

- ثم بعض الرواة يذكر أن عمر أولدها ولداً سمّاه زيداً ، وبعضهم يقول إن لزيد بن عمر عقباً ، ومنهم من يقول إنه وأمه قُتلا ، ومنهم من يقول إن أمه بقيت بعده ، وهذا الاختلاف مما يبطل الحديث . (٤)

- قيل انها تزوجت من عون بن جعفر الطيار ، وبعد وفاته تزوجت من عبدالله بن جعفر الطيار وذلك بعد وفاة أختها العقيلة ع .. وكما ترى ان بعض الأخبار يُنقض ببعض ..

● عاشت مصائب جدها وأبيها وأمها وأخويها الإمامين الحسن والحسين ع ، وبالأخص مصائب كربلاء ، وينقل عنها التأريخ خطباً وكلمات طفحت بها أشجانها في كربلاء وفي معاناة رحلة السبي ، ومما قالته في الكوفة :

يا أهل الكوفة ، سوأة لكم ، ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه ، وانتهبتم أمواله وورثتموه ، وسبيتم نساءه ونكبتموه ! فتبّاً لكم وسحقاً . ويلكم أتدرون أيّ دواهٍ دهتكم ، وأيّ وزر على ظهوركم حملتم ، وأيّ دماء سفكتموها ، وأيّ كريمة أصبتموها ، وأيّ صبيّة سلبتموها ، وأيّ أموال انتهبتموها ؟ قتلتم خير رجالات بعد النبي ، ونزعت الرحمة من قلوبكم ، ألا إنّ حزب الله هم الفائزون ، وحزب الشيطان هم الخاسرون . ثمّ قالت :

قتلتم أخي صبــراً فويلٌ لأُمّكم *** ستُجــــزونَ ناراً حرّها يتوقّدُ

سفكتمْ دمـــــاءً حرَّمَ الله سفكَها *** وحرَّمــــــها القرآنُ ثمّ محمّدُ

ألا فابشــــروا بالنارِ إنّكمُ غداً *** لفي سقـــــرٍ حقّاً يقيناً تُخلّدوا

● ولمّا كانت أم كلثوم من أبناء الزهراء (ع) ، فهي بالتالي من ذرية الرسول صلوات الله عليه ، لأن الله تعالى شاء ان تكون ذريته من ابنته الزهراء ع - وهذا من مختصاته صلوات الله عليه - .. وبهذا فهي - أم كلثوم - تقع في أخصّ دائرة من دوائر قربى الرسول التي أمرنا الله تعالى بمودّتهم ، وفرض لهم علينا حقوقاً وواجبات ، صلوات الله عليهم أجمعين ..
--------------
١. [ يراجع : دائرة المعارف الحسينية ، تاريخ المراقد : 1 / 171 ، لآية الله المُحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي ] .
٢. موسوعة الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) : 9 / 680 ، للعلامة السيد كاظم القزويني ( رحمه الله ) .
٣. لمزيد من المعلومات حول رواة هذا الخبر عند أهل السنة ، و ما جاء فيهم من أنهم غير موثوقين راجع : الاستيعاب ، لأبن عبد البر : 3 / 1367 ، و الإصابة ، لأبن حجر : 3 / 44 ، و أُسد الغابة : 4 / 157 .
٤. لمزيد من التفصيل يراجع : بحار الأنوار 42 / 107 .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/02/01



كتابة تعليق لموضوع : من أيّام الشيعة : ٢١ جُمادى الآخرة ( وفاة السيدة أم كلثوم بنت أمير المؤمنين ع )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net