صفحة الكاتب : رفعت نافع الكناني

الأيمو تقررالقاء السلاح والدخول في العملية السياسية !!
رفعت نافع الكناني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تلقينا خبرا عاجلا مفادة ، ان ( تنظيمات الايمو المسلحة ) تجري مفاوضات مع  شخصيات حكومية  تابعة لوزارة المصالحة الوطنية العراقية لغرض القاء سلاحها والانضمام للعملية السياسية ، لانتفاء الحاجة لاستخدام السلاح بسبب خروج القوات الامريكية المحتلة وقرب انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد ، اضافة لسبب ثالث هو الضغط الشعبي والحكومي الذي تعرض لة التنظيم خلال الايام القليلة الماضية وما نتج عن ذلك من خسائر بشرية ومادية كبيرة لايمكن التاكد منها بالوقت الحاضر، وسنوافيكم بها لاحقا .

اوردت هذة المقدمة الايحائية بسبب ان حكومتنا الرشيدة تحترم من يرفع السلاح في وجهها ، وتطرق كل السبل في سبيل الالتقاء بالجماعات المسلحة لكسب ودها واغراءها بمناصب حكومية ودرجات وظيفية !!!... ولغرض القاء الضوء على خطرالأيمو المزعوم الذي اصبح الشغل الشاغل للدوائر الامنية التابعة للحكومة العراقية ولوسائل الاعلام العالمية والمحلية على حد السواء . قبل الخوض في التفاصيل لابد ان يعرف القارئ الكريم  معلومات عن هذا المفردة التي  فجرت ازمة في بلد يأن من ازمات لاحصر لها ، وجرى تضخيم هذة الظاهرة اكبر من حجمها عشرات المرات ، واحدثت رعبا وخوفا مشروعا للكثير من الناس والشارع العراقي .

الايمو ( EMO ) اختصار لكلمة ايموشنال ( Emotionl  )  وتعني العاطفي او الحساس ، وهي نوع من انواع موسيقى الرول ( Rock  Music ) التي انتشرت في الولايات المتحدة وبريطانيا في بداية الستينيات من القرن الماضي . ملكها في الولايات المتحدة الفيس برسلي  وفي انكلترا كانت بدايتها مع فرقة البيتلز في ليفربول . يعتمد هذا النوع من الموسيقى على الايقاع الصوتي الحاد والسريع والصوت  الهادر ، فهي تعبرعن الانفعالات البشرية كالغضب والاكتئاب والعزلة وما تضمرة نفوس الشباب المراهقين من رغبات التحرر الجامحة .

اذن شباب الايمو اناس عاديون لايشكلون خطرا على الاخرين بقدر ما يشكلون ايذاءا لانفسهم دون غيرهم ، ولا نملك معلومات من ان شباب الايمو قد فجروا او قتلوا او خطفوا .. والمعلومات تؤكد انهم  لايدينون بديانة خاصة بعد ان طرق سمعنا انهم عبدة الشيطان . فالوقائع تقول حتى في الدول الغربية التي تكثر فيها هذة الصرعات ، انهم يدينون بدياناتهم التي ينتمون اليها كالمسيحية او الاسلام او اليهودية او اية ديانة اخرى ، والعامل المشترك الوحيد الذي يجمعهم هو ان هذة المجموعات  تمتلك احساس مرهف وشديد والبعض منهم يمتلك احساس بالعزلة والغربة ، اضافة لما يلبسونة من ملابس تحاكي الموضة والصرعات السريعة وما يتحلون بة من اساور واكسسوارات وقصات شعر تميزهم عن غيرهم .

يقال ان البعض تعرض لعمليات قتل بشعة وآخرون وصلت لهم اشارات تهديد ووعيد ... لاتلبسوا الجينز، لاتلبسوا القمصان الملونة ، لا توضبوا تسريحات شعركم الجميل ، لاتصبحوا شباب دائم الحيوية والجمال ، ممنوع  ارتداء الملابس الضيقة والسوداء .... وتعددت الممنوعات والشروط الواجب عليهم  اتباعها بعد ان فرغوا من تهديد ووعيد المرأة والتقيد بما تلبس وما تتجمل بة . المجتمع العراقي مجتمع متنوع  ومتطوريمتلك ارث حضاري منبع الثقافات والازياء والصرعات ،  يحب الجمال والحيوية والتجديد ويلبس ويساير الموضة بعقلانية وتعقل . وكل ظاهرة تأخذ حيزا من الوقت وتمضي ، وقد لمسناها في الستينات والسبعينات عندما كنا في الثانوية والجامعة ، وهذة سنة الحياة والتطور، ومحاكاة الجديد مهما كانت هويتة .

المهم في الموضوع ، هذة القضية اراد البعض منها ان يفرض سلطانة على الشارع ، ويحدث نوعا من انعدام الامن والاستقرار والطمأنينة ، ويرهب الاخرين ويفرض شروطة على الناس فيما يأكلون ويلبسون !! ويظهر الدولة واجهزتها الامنية بأنها عاجزة وخاوية ، وان يسيرالناس وفق ما تهوى هذة الجماعات وما تريدة . الناس قلقة ، والمخاوف مشروعة على اولادهم من التمادي غير المبررلهذا العنف الجسدي والمعنوي  واشاعة ثقافة الرعب والترهيب. واجب الدولة حماية الناس وحرياتهم الشخصية التي كفلها الدستور، وان تتعاون الدولة والعائلة لتفهم مشاكل الشباب بروح ايجابية بعيدا عن اسلوب القسر  والقوة ، والبحث في الحلول المتاحة لحفظ الشباب من الانزلاق نحو ثقافة العنف  . 

تنتشر هذة الصرعات بين المراهقين ذكورا واناثا ، وغالبا ما تكون فترة المراهقة حرجة ، وتسبب في بعض الاحيان مشاكل وارهاصات كبيرة ترسم شخصية المراهق مستقبلا .. اذن على الاباء تقع المسؤولية الاولى في التربية  والتعامل المرن وباساليب هادفة لغرض اجتياز هذة المرحلة وتقليص فترة المراهقة لغرض الوصول لمرحلة النضج . وعلى الدولة واجب توفير الرعاية والحماية لشبابنا وخاصة في هذة المرحلة القلقة ، وايجاد السبل الكفيلة لتثقيفهم ورفع درجة وعيهم وايجاد اماكن الترفية وملئ الفراغ  ونشر ثقافة المحبة ، وتهيئة المسارح والملاعب واماكن العرض السينمائي ورحلات السفر والتنزة وايجاد العمل للعاطلين ورعاية الاسر في التخفيف من اعباء المعيشة من سكن ملائم وخدمات  ...  يكفينا ما نحن علية ،  عبوات لاصقة ، سيارات مفخخة ، خطف واغتيال ، مسدسات كاتمة ، بلوكة بالرأس ، تعددت الاسماء والنتيجة واحدة وهي موت اعزاء وابرياء . 


            رفعت نافع الكناني
refaat_alkinani@yahoo.com






 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رفعت نافع الكناني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/16



كتابة تعليق لموضوع : الأيمو تقررالقاء السلاح والدخول في العملية السياسية !!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net