مع الرسول محمد في بعثته / أولاً
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عندما نجري مقارنة بين بعثات انبياء الديانات السماوية الثلاث الكبرى ( اليهودية والمسيحية والإسلام ) ، نجد ثمّة اختلافات مهمّة يمكن للباحث والمختص أن يستنتج منها الكثير من الحقائق والمعارف ، وسنشير هنا الى ثلاثة اختلافات واضحة ونترك ما تبقى كمادة دسمة للبحث والاستنتاج :
١. اقترن نزول القرآن الكريم مع البعثة النبوية المباركة - مع بدء اعلان النبوّة - في حين لم نجد بداية نزول الكتب السماوية ( التوراة والانجيل ) قد اقترن مع بداية اعلان نبوّة موسى وعيسى عليهما السلام .
ففي ٢٧ من رجب كان المبعث النبوي الشريف وبداية نزول أول آية من القرآن الكريم - اقرأ بإسم ربك الذي خلق .. - في حين نزلت التوراة على موسى ع في طور سيناء بعد ان اعلن قبل ذلك نبوته في مصر وجرت احداث كثيرة هناك وخرج منها مع قومه - بنو اسرائيل - ولحقهم فرعون وبعد هلاك الأخير وجيشه وذهاب موسى ومن اختارهم الى الميقات .. وهناك نزلت الالواح التي فيها شرائع التوراة وقوانينه كما يقول صاحب تفسير الأمثل في ( ج 5 - ص 214 ) .
وأما نبوّة عيسى ع فكانت قبل الانجيل بكثير ، حيث اعلن نبوّته وهو عليه السلام طفلاً في مهد أمّه : ( فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ، قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ) ، مريم ٢٩ ، ٣٠ وآتاني الكتاب هنا إخبار بما سيقع كما في التفسير .
٢. اختلاف في المبعوث اليهم في اول الأمر ، فبُعث الرسول الاكرم في البدء الى عشيرته الاقربين ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) الشعراء ٢١٤ ، وأما نبي الله موسى ع فأُرسل أول الأمر الى فرعون ( اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ ) طه ٢٤ ، واما عيسى عليه السلام فأُرسل الى بني اسرائيل خاصة ( وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ ) ال عمران ٤٩ ، وهم يومئذ مجتمع موحّد اولاً وينتسب اليهم نسبياً من جهة أمه ثانيا ..
٣. الطريقة التي نزل بها كل كتاب ، فالقرآن الكريم كان يقرأه جبرائيل عليه السلام على النبي محمد ص وآله ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ) الشعراء ١٩٣ ، والتوراة نزلت على شكل الواح مكتوبة ( وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ۚ سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ) الأعراف ١٤٥ ، واما الانجيل فهو - على رأي - : ما دوّنه أصحاب عيسى ع بعده من أقوال ووصايا وافعال .
من هذه المقارنات وغيرها يستطيع ان يخرج الباحث بعدد من الاستنتاجات ، سنحاول ذكر بعضها في منشور اخر ان شاء الله تعالى ..
#المبعث_النبوي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat