نتائج اللقاء الديني بين الدولة واللا دولة
د . احمد الجراح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . احمد الجراح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يمثل البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية بالترتيب السادس والستين بعد المائتين، وبحكم كونه البابا، فهو خليفة بطرس، وأسقف روما، ويشغل عدة مناصب أخرى منها سيّد دولة الفاتيكان.
مرجعية النجف الاشرف العليا متمثلة بالسيد السيستاني تتمتع بالمنصب الديني الأعلى عند الطائفة الشيعية مع الاحتفاظ بخصوصيات الآخرين من المراجع الكبار المتصدين أيضاً، يبقى عنوان المرجعية العليا الذي يمثل أكثر عدد من الأتباع والمقلدين هو المتصدي للقضايا العامة، ويبنى ذلك اتفاقا على أسس ذكرتها المدونات الدينية.
برزت إشكالية القيادة الدينية منذ عصور متأخرة وما علاقتها بالدولة لتأسيس حاكمية مطلقة في الأرض، ونشأت أولى النظريات على هذا الأساس، ولظروف متعددة انتهت بجدلية فصل الدين عن الدولة، وأخذت مداها الواسع بين القبول والرفض، اما فيما يخص الكاثوليك فأستقرت أخيراً بقبول انتخاب رئيس الكنيسة الكاثوليكة التي تمثل الطائفة الاكبر من الواقع المسيحي في العالم وترؤسه دولة الفاتيكان، ومع ظروف العالم الاخيرة ومحاولات الاستقطاب الديني والهيمنة على العالم بممارسات التضعيف للأخر برزت الرؤى بطروحات مختلفة تعمل على تعميق الهوة وخلق الاصطفافات، ومع تسارع المتغيرات العالمية بدأت ملامح اشكالية فرض الهويات الدينية من جديد.
ومع هذا الحدث الموصوف بالتاريخي كشخصية يتمتع بهذا المستوى من النفوذ الروحي والسياسي يزور العراق الذي يشكل محل صراع كبير دولي أقليمي محلي يمتد تأريخه الى سنين، ولست هنا بصدد اثارة التشكيك في نية الزيارة وما يتبعها، فمسألة الحوار مطلقة لقبول الزيارة ورفضها أو دراسة نتائجها، مع ان واقع النقد بات مقبولاً في المجتمعات الغربية وبشكل فاضح، إلا ان مضمونه يرتكز على صراع بين الدين واللادين وما يستتبعه من مصالح أخرى. اما في العراق فالحال مختلف بين ولعل الصراع يرتكز بين الايدلوجيات الدينية نفسها والتي بات تشكل العقدة في حللة الوضع وتأزم مسالة السلم المجتمعي، ليس في العراق وحدة بل في المنطقة عموماً.
اصطفاف المسيحية والإسلام في النجف الاشرف يبعث برسالة التوحيد الى كل المجتمعات الدينية وغير الدينية ورسالة سلم اجتماعي عجزت المنظومات الوضعية عن تأمينه بالإمكانات المختلفة، لذلك بتصوري ان ما سيتم تناوله اليوم هو تعميق الأخوة وتأكيدها لتتم ترجمتها بواقع سينال صداً عالمياً كحدث بارز في تاريخ العلاقات الدينية بمختلف مسمياتها وما ينتج منها كالتاكيد على الامن والاقتصاد ومحاربة كل اشكال التطرف والارهاب.
السيستاني الذي يختزن علماً وتاريخاً مشرفاً بالمواقف والصمود اتجاه عواصف السنين التي مرت يستقبل اليوم البابا فرنسيس الذي عُرف بدعوته للسلام وتمسكه بزيارة العراق رغم ظروفه الأمنية والصحية، لينهل من مدينة النجف الاشرف المعطاء والسلام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat