ماذا تعلمنا من الامام الكاظم عليه السلام
صفيه الجيزاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صفيه الجيزاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في كل عام مثل هذا اليوم تمر علينا ذكرى اليمة وموجعة الا وهي ذكرى استشهاد الامام السابع من أئمة الهدى موسى بن جعفر عليه السلام، عرف امامنا بعبادته وزهده وكرمه وقد روي عنه انه كان افقه اهل زمانه،( روي عن الخطيب البغدادي انه قال :كان موسى عليه السلام يدعى العبد الصالح من شدة عبادته وأجتهاده“١).
وروي ان هارون العباسي انفذ الى موسى الكاظم عليه السلام جارية حصيفة لها جمال ووضاءة لتخدمه في السجن، ويبدو انه كان يرمي الى ان يميل اليها عليه السلام فيحط من قدره امام الناس "٢ الا ان هذه الجارية بعد ما رأت إمامنا ما هو عليه من العبادة والخشوع والمناجاة لربه و محبوبه، وقعت ساجدة لربها لاترفع راسها، فأخبر هارون بحالها فقال لها ما شأنك؟ قالت :رأيت العبد الصالح هكذا، وقيل انها بقيت على هذا الحال حتى موتها
وكذلك قصة امامنا الكاظم وتسببه بتوبة بشر الحافي حيث مر عليه السلام ببابه فسمع اصداء الآت واصوات الغناء تعلو من داره، فخرجت جارية من الدار فسألها الامام صاحب هذه الدار حر ام عبد؟ فقالت :حر فرد عليها الامام :حقا ما قلت فلو كان عبدا لخشي من سيده! فلما رجعت سألها بشر عن علة تأخرتها فأخبرته ما قاله الامام فأنطلق حافيا حتى ادرك الامام فأعتذر وبكى وندم وأعلن توبته على يديه عليه السلام..
ويأتي السؤال هنا ماذا تعلمنا نحن من امامنا موسى بن جعفر عليه السلام؟!!
ففي مثل هذه الايام الاليمة من كل عام الكل يشد الرحال ويتوجه لزيارة المولى موسى بن جعفر عليه السلام، الاطفال والنساء والرجال، الشباب والكهول.. فكم واحد منا اعلن توبته في مثل هذا اليوم وعاهد امامه ان لا يرجع لمعصية كان يرتكبها وندم عليها كما فعل بشر الحافي.. كم من امرأة او فتاة وهي تتجه صوب امامها عاهدته ان تحافظ على حجابها، ان تصون دينها وتخشع لربها وتسجد له شكرا على نعمته كما فعلت جارية هارون، كم وكم....
فما فائدة اني اعلم بأن الامام عليه السلام كان يكظم غيضه ولا افعل انا كذلك؟ او اعلم بأنه كان زاهدا، عابدا وفقيها وانا لا اكون كذلك؟
فلابد ان نجعل هذه السيرة المباركةلحياة الامام عليه السلام منهجا ودرسا لنا كي نسير بالطريق الصحيح الذي يريده الامام منا، فما هو فرقنا اذن عن السندي بن شاهك؟ لان سوء اعمالنا وذنوبنا توجع قلب الامام وتؤذيه كما كان السندي يفعل. فلابد لكل واحد منا ان يعلم انه بحضرة الامام المعصوم الذي قتل من اجل الدين والعقيدة حاله حال آبائه واجداده عليهم السلام الذين استشهدوا من اجل اعلاء كلمة الحق وأحياء الدين واصلاح الامة.
وما وصية الامام الكاظم عليه السلام لهشام بن الحكم الا درسا متكاملا لنا.. يقول الامام عليه السلام:يا هشام اصبر على طاعةالله واصبر عن معاصي الله فأنما الدنيا ساعة فما مضى منها فليس تجد له سرورا ولا حزنا ومالم يأت منها فليس تعرفه فأصبر على تلك الساعة التي انت فيها فكأنك قد أغتبطت. يا هشام مثل الدنيا مثل ماء البحر كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتى يقتله...... يا هشام لاخير في العيش الا لرجلين لمستمع واع وعالم ناطق) "٣.
و امامنا المظلوم رغم ظلمة السجون وقيود السلاسل الا انه حول هذه الظلمة الى نور ساطع بتهجده في الليل وكسر القيود بقيامه وركوعه وسجوده الطويل... فالاحرى بنا ان نقتدي بأمامنا ونحرر انفسنا من قيود الدنيا الفانية
...............................
1-منتهى الامال ج2
2-نفس المصدر
3-اصول الكافي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat