صفحة الكاتب : سيف اكثم المظفر

تأصل الفكر.. وثقافة التوازن
سيف اكثم المظفر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تتجذر الثقافات وتنبع من اصول مختلفة، تارة تبنى بالتأني والصقل والتراكم.. وأخرى بالقوة والحزم والتأصيل.. فصناعة الحديد تختلف كليا، عن صناعة القطن.
التعرض للضغط والضرب والتقريع والشد والطرق، ليس كمن ينثر في الهواء ويحتضن الحرير وينسج بايادي رقيقة، فرق التكوين يصنع أصل الفوارق و اختلاف الامزجة، ينتج ثقافات متغايرة، وطبيعة مختلفة لا يمكن تذويبها وتعشيقها مهما ، تعرضت وشوهت وخلطت بشتى الاعذار والاهداف والمطالب.
تعيش منطقة الشرق الأوسط ضمن قالب مؤطر أوجد بدراسة عميقة، وصناعة محترفة، منذ وعد بلفور وصولا لبايدن.. تسيطر تلك الايادي على مقدرات الشعوب، تملك الطاقات والقوة والامكانات وكل شي، حتى الرأي اصبح يطبخ في مطابخ ويقدم كطبق جاهز للجميع.
في الملاكمة هناك قاعدة، يتدرب عليها الملاكم.. وهي بأنه يجب أن  لا يقف في طريق لكمة، بل يأخذها اليه ويسير معها حتى تغير مسارها.
نحن اليوم في صراع أشد مما يحصل في حلبة ملاكمة، امام خصوم عمالقة، محترفين ويملكون الادوات، ومن السهولة ان يسددوا ضربات قاضية تنهي الخصم، تحت ذرائع شتى، فمن الغباء ان نكون طرف في هذه الحلبة حتى وان كان عدونا هو من يلاكم. 
الأفضل هو ان نكون حكم ضمن هذه الحلبة، ونحاول مناصرة الأصدقاء ضمن قواعد اللعبة، دون الدخول ضمن حبالها.. هذا يتيح لنا معرفة عدونا، وتسجيل نقاط ضعفه، ومراقبة وتسجيل حركاته، وتقوية انفسنا وتنظيم امورنا، وتدريبها حتى نصبح ضمن نطاق القدرة والقوة التي نصل بها مستوى المنافسة، 
اليوم نعيش ظرفا يستوجب ان نسلك طريق التهدئة، والتعايش السلمي والاعتدال، ونبذ الخلاف والتحلي بالصبر والمنطق والرؤية المتوازنة، التي تعي حجم الخسائر ومستوى الربح، مع كل خطوة.. ضمن مبادئ تحفظ الكرامة والحياة، وتغلق الثغرات أمام الاعداء.
تقدم الشيعة على الصعيد العالمي، وتصدرهم واجهة الإسلام المعتدل، ونقل صورة مبهرة عن رقي الفكر ورزانة المواقف، تمثل بزيارة بابا الفاتيكان الى سماحة السيد السيستاني دام ظله، وما نقله عنه من صفات انبهر بها.. عكس ما كان ينقل عن الشيعة ومذهبهم والاسلام بشكل عام.
هذه الانتقالة الكبرى للوضع الشيعي في العالم، تتطلب منهم العمل على ترسيخ تلك المبادئ المعتدلة، ونبذ لغة التطرف والقتل، اظهار البعد الانساني والقييمي في كل تحرك قادم، كون المرحلة الجديدة هي بلا شك، ستكون للشيعة المعتدلين، ولغة التوازن والانسانية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف اكثم المظفر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/29



كتابة تعليق لموضوع : تأصل الفكر.. وثقافة التوازن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net