صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

الإبيونية فرقة ناجية انقرضت.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


لا يأتي دين جديد ولا يتم تغيير وضع قائم إلا بعد أن تنقرض الفئة الصالحة من الأرض، وهو ما نطلق عليه اصطلاحا الفرقة الناجية من كل دين.

ففي كل دين هناك فرقة تستمر في حمل الرسالة الصحيحة ، تُناضل من اجلها تكافح تقاتل تُعذّب ، تُكفّر ، تُقتل. ولكنها مع ذلك لا تلين ولا تحيد عن الحق حيث تبقى ثابتة قوية راسخة وقد أنبأتنا الديانات السابقة أن هناك فرقة تميزت عن بقية الفرق الأخرى ولكن لما انقرضت هذه الفرقة وبقيت فقط فرق الضلال بعث الرب نبيا جديدا كافح من اجل نشر الرسالة الصحيحة ،

وهكذا ايضا انبثقت فرقة صالحة ناجية من التحريف ناجية من التزييف ، ناجية القهر والظلم ، وهكذا انقرضت هذه الفرقة أيضا لتظهر لنا فرقة أخرى في دين جديد. وعندما كنت أقول ذلك في محاضراتي السابقة في المعاهد او الكنائس تثور ثائرة الاباء المقدسين معترضين على كلامي ، فأقول لهم : اليوم كما نرى هناك فرق يهودية ومسيحية كثيرة (1) وكل فرقة تختلف عن الأخرى في رؤية الدين . فأي من هذه الفرق على الطريق الصحيح)؟ فكانت كل فرقة تقول أنها على الدين الصحيح وما سواها يتم تكفيره ، أي في مفهوم الكنيسة (تحريمه).

والتحريم في الكنيسة أرحم من (التكفير) عند فرق أخرى في ديانة أخرى . لأن التحريم في المسيحية يُخرجك فقط من الدين حيث يتم محو اسمك من الكنيسة. ولكن التحريم في ديانة أخرى معناه اخراجك من الدنيا.

كانت آخر الفرق الناجية في المسيحية هي (الإبيونية). التي تمت مطاردتها لمحوها فأمعنوا فيها تكفيرا وقتلا وذبحا وكان هذا قبل ظهور الإسلام فكانت الابيونية الفرقة الثانية والسبعين هي آخر ما تبقى وقبل مجيء الإسلام بقي منها القليل وهم الذين ذكرهم القرآن بكل خيرــ وسنأتي على ذكر الآية ــ وهذه الفرقة تتميز عن فرقتي الابيونية المزيفتين فهي الوحيدة في المسيحية التي تقوم بختان الاطفال.

فالابيونية هي أول حلف او مذهب جمع آخر بقايا الناجين من فرقة موسى الناجية ، ودمجها بالمسيحية وتميزوا بكونهم (الفقراء) فكان هذا اللقب يُعرفون به. بقيت حتى القرن الإسلامي الأول ولكنها انقرضت ولم يبق منها سوى لمحات في الكتب قام المستشرقون وبعض اليهود بتجميعها والإضافة عليها وحذف ما لا يعجبهم حتى اكتملت بعض الكتب حولهم.(2) وهؤلاء كانوا محارَبين من كل الطوائف والسبب كونهم يُنكرون الوهية المسيح وكان شرط الانضمام اليهم ان يعترف المنتمي بأن اليهودية هي الشريعة الاساسية في التنظيم ، وذلك حسب رغبة يسوع المسيح الذي قال بأنه (لم يُبعث إلا إلى خراف إسرائيل الضالة).اي إنه جمع بين اليهودية والمسيحية ، ومن هنا انبثقت فكرة دمج التوراة والإنجيل في كتاب واحد مع اصرار اليهود على ابعاد الإنجيل وعدم الاعتراف به.علما أن يسوع المسيح لم يقبل كل الفرق اليهودية ، بل اختار فقط ما تبقى من فرقة هارون ويشوع او يوشع، وهذا الأخير هو الذي خرجت عليه صفيراء بنت شعيب.

في اصولهم القديمة كانوا من الاسينيين تم تحولوا الى الابيونية . وكانت مخطوطات كهوف قمران هي التي سلطت الضوء عليهم اكثر وأكثر لورود اسمهم على بعض المخطوطات التي تم العثور عليها.فكانت كتبهم تتميز بكونها ترفض فكرة الصلب ، وتذهب إلى ان يسوع ارتفع وان تلميذه المخلص أعدم مكانه.

ويخلط آباء الكنيسة بين الناصريين والابيونيين ويمزجون بينهم بخبث لأن الناصريين هم شيعة يسوع المسيح الذين كانوا من اتباع شمعون الصفا خليفة عيسى وهم برعاية برنابا القبرصي صاحب اشهر انجيل ذكر فيه نبوة محمد بالاسم . وسبب هذا الخلط للتشويش على عقائد الناصريين الذين يقولون بان عيسى نبي وله وصي واثنا عشر خليفة او حواري. وفي الحقيقة أن الذي كتب عن الابيونية هم الكاثوليك الد اعداء الابيونيين وهم الذي تسببوا في انقراضهم .

وهم جماعة الفاتيكان اليوم. وقد اشاع عنهم الكاثوليك بأن الابيونيين هراطقة ومنافقين . ولكن الاعتقاد السائد عند بعض المفكرين المسلمين بأن الابيونيين هم المقصودين بقول الرب في القرآن : (لتجدن اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين اشركوا ، ولتجدن اقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك أن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون).وقد كتب عنهم المفكر والفيلسوف المغربي محمد عابد الجابري. انظر كتابه : الأبيونيون - نصارى آمنوا بمحمد.

المصادر والتوضيحات:

1- اشار القرآن إلى أن هناك فرقة من اليهود كانت ناجية وهم الذين قال عنهم : (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون).سورة الأعراف آية : 159.

2- من بين جميع المستشرقين الذين اساءوا إلى الأبيونية انفرد كل من بول أدي وتوم بويز بقولهم : أن إيمان الإبيونيين بالتعاليم الأصلية ليسوع، يجعلهم يتشاركون مع المسلمين نظرتهم لناسوتية المسيح.ونتيجة لتقارب النظرة الإبيونية الاسلامية حول شخصية يسوع المسيح خلط البعض بينهما مقتبسا من أقوال المستشرقين زاعما أن الاسلام نسخة عن الإبيونية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/12



كتابة تعليق لموضوع : الإبيونية فرقة ناجية انقرضت.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net