ايران هل أدركت لعبة الانتظار ؟
محمد علي مزهر شعبان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد علي مزهر شعبان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الى مدى يبقى الغي وغلواء من ينظر بغشاوة التجبر، بعين فاقدة لما ستؤول اليه الامور . هكذا يتصرف " نتنياهو" من خلال التصعيد المتعمد والمفتعل، بتعدد ألوانه مرة بحرا واخرى جوا وعلى الارض يحرك بيادق مأجوره . الاغلب الاعم يدرك ان هذا الصهيوني الملغوم بروحية شارون، والمتأصلة فيه رؤى " ميكيافيلي" بمفهوم ان الغاية تبرر الوسيلة . الوسائل أدركناها من خلال جملة الاعتداءات، ولكن دون شك ان نبحث عن الغاية . نتياهو يعيش ازمة انتخابات وهو متهم بعدة قضايا، فهو حتى يدخل الى صندوق الاقتراع منتصرا،عليه ان يرهن شعبه بالازمة الامنية، مهما كانت نتائجها ومن خلال جو الطواريء . هذا الرهان يؤسس للحسبة الانتخابيه وزيادة رصيدها، وتلك سياسة أجواء الازمة، وهي لعبة يعاني منها " نتياهو" من خلال اربعة انتخابات والمناخ المضطرب، لم يفلح فيها بتشكيل حكومته، فعليه ان يصنع ازمة .
الجانب الاخر من ابتغاء وسيلة الحرب... هي اللعبة التي تسارعت في ضرب المصالح الايرانية بعدة اتجاهات من ضرب السفينة "ساويز" الإيرانية، والانفجار الاخير في منشأة تخصيب اليورانيوم في "نطنز" واغتيال " فخري زاده وقتلته" وهو ابو المشروع النووي، الى ما أعلن عنه لعمليات اخرى . كل هذا له هدف جر ايران الى الرد، ولكن هل ترد ايران ؟ سؤال يحتفظ به من يؤمنون ان لكل فعل ردة فعل . وهذا ينطبق على كلاب " العالم ايفان بافلوف" او من يخالفه، كما اتى بها العالم " فخر الدين الرازي" إن السياسية هي فن التنظير أو أن تذبح خصمك دون سكين. اذن.هل تجر ايران الى بافلوف او الرازي ؟
ايران الان في عملية ايحاء اعادة الاتفاق المبرم مع 5+1 وهذا الامر هي في امس الحاجة اليه لرفع العقوبات وتصدير مواردها، ورفع ضائقتها الاقتصادية، وانهيار عملتها . نتياهو يفعًل كل ما لديه لاثارة ما يعطل هذا الاتفاق والرجوع الى المربع الاول، في حالة ردة ايران، وسيكون الامر في هرج ومرج وهذا ما يتيح لنتياهو الرصيد في اغتنام رئاسة الوزراء، وابقاء العداء المستديم لايران، وفسح المجال لضربات اوسع . كل الدلائل تشير ان ايران بعد ان امتلكت الحنكة واستغلت الازمة لصالحها وتحقيقها لما وصلت اليه، حيث بدأت مؤخرا في ضخ غاز اليورانيوم إلى 164 جهاز طرد مركزي متطور في منشأة نطنز، وقفزت اخرى ربما لها الاثر الفاعل حين وقعت مع الصين شراكة استراتيجية، منحتها الوسعة في التصدير والحركة . وما زيارة رئيس وزراء كوريا الجنوبية الا التفاته ربما ستفتح افاقا مع دولة متقدمه . ومن الجدير ان هذه دلائل في ان تعزل ايران فشلت تماما من خلال هذه المقدمات . هذه الاعتداءات القليلة التأثير، وبقدر ما تثير غضب، ولكن للحليم ردة بعد حين . يقول وزير الامن الاسرائيلي" نفتالي بينت " ان استخدام التعابير التحليلية "تصعيد بالتدريج" و"سيطرة على التصعيد"، مكانه في دروس نظرية عن العلاقات الدولية أو عن التاريخ العسكري، وفي الواقع لا يوجد أي شيء اسمه سيطرة على التصعيد .
ومن هنا يطرح سؤال: هل تم في إسرائيل فحص التكلفة والفائدة الذي سيشكل أساس استراتيجية التصعيد؟ نعم ايران ليست قطه "تخرمش" والادق ستفلش حين يحل أوانها .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat