أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ السَّنةُ الثَّامِنَةُ (٧)
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
{إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ}.
إِنَّهُم من أَخطرِ فئاتِ المُجتمع [السَّلبيُّون] فإِذا أَردتَ أَن تنجحَ فاحذرهُم ولا تُصغِ إِليهِم لأَنَّهُم أَعداءُ النَّجاح.
شُغلُهم الشَّاغل الإِستهزاءُ بالمُنتجينَ لتثبيطهِم {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ}.
ولكي تتجنَّبهُم عليكَ ان تتذكَّر دائماً الحقائِق الدَّامِغة التَّالية؛
١/ إِنَّك لا تقدر على إِرضاءِ كُلِّ النَّاسِ في كُلِّ الأَوقاتِ {مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ}.
٢/ إِنَّهم العاجزُونَ الفاشلُونَ الذين يتمنَّونَ لَو أَنَّ كُلَّ النَّاسِ مثلهُم ليبرِّرُوا عجزهُم وفشلهُم، فلماذا تُصغِ إِليهِم؟! ولماذا تهتمَّ لقولهِم ولتخرُّصاتهِم؟!.
واحذر أَن تُجادِلهُم {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.
٣/ في عصرِنا الحاضر فإِنَّهم مُنتشرُونَ في كلِّ وسائلِ التَّواصل الإِجتماعي يُسفِّهُونَ قولَ هذا ويُشوِّشُونَ على رأي ذاكَ ويطعنُونَ بخلفيَّةِ زيدٍ ويُشكِّكُونَ بنوايا عمرُوويُقلِّلُونَ من نجاحاتِ هذا ويتجاوزُونَ على إِنجازاتِ ذاكَ وهكذا! فيُضيِّعُونَ كُلَّ الفُرص المُمكنة التي قد يجدَها الآخرُونَ في مقالٍ ما أَو رأيٍ أَو فِكرةٍ أَو تغريدةٍ أَو بحثٍ.
إِنَّهم جاهلُونَ لا يُحسنُونَ كتابةَ جُملةٍ مُفيدةٍ ومع ذلكَ يتصدُّونَ لكبارِ الكُتَّابِ والباحثينَ لا لشيءٍ إِلَّا مِن أَجلِ تضييعِ الأَفكار والتَّشويشِ على النَّقدِ الذَّاتي دفاعاً عن [زعيمٍ] فاسدٍ و [قائدٍ] فاشلٍ!.
إِنَّهم يُحاولُونَ كسرَ شوكتِكَ وإِضعافِ ثِقتِكَ بنفسِكَ والتَّشكيكِ باليقينِ الذي تتميَّزَ بهِ والبصيرةِ التي تتحلَّى بها والقضاءِ على صبرِكَ وسِعةِ صدرِكَ الذي تواجِههُم بهِ.
ولذلكَ يلزمكَ أَن تحذرَ فإِذا نجحُوا في تحقيقِ أَيٍّ من ذلكَ فستتحوَّل إِلى جسدٍ لهُ خُوار بِلا إِيمانٍ بقضيَّتِكَ وبِلا ثِقةٍ برسالتِكَ وبنفسِكَ.
إِحذر أَن تخسرَ أَرقى خِصلتَينِ من خصالِ النَّجاحِ [الصَّبر واليقين] كما يقُولُ تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}.
إِنَّهم الفِئة المُعطِّلة في المُجتمعِ، يعجزُونَ عن إِشعالِ شمعةٍ فيلعنُونَ الظَّلام فقط، فإِذا فكَّرتَ أَن تُشعِلَ شمعةً قاتلُوكَ فثبَّطُوكَ بكُلِّ الطُّرق أَقلَّها التَّشكيك بإِنجازاتكَ والتَّهوينمِن نجاحاتِكَ والتَّقليلِ من أَهميَّتكَ في المُجتمع.
إِذا أَردتَ أَن تتصدَّى للفاسدينَ والفاشلينَ أَرعبُوكَ وخوَّفُوكَ لتترُك ذلكَ بقولهِم {ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ} هذا بدلاً من أَن يقِفُوا معكَوبجانبِكَ يُساعدُونكَ على أَداءِ واجبِ التصدِّي للمسؤُوليَّة الإِجتماعيَّة ومُكافحةِ الفساد، أَو على الأَقل يدعُونَ لكَ الله بالتَّوفيق والنَّجاح! أَو يُؤَيِّدونَكَ بالكلمةِ الطيِّبةِ، أَو يصمُتُوا مثلاً!.
وإِذا أَردتَ أَن تُبلِّغ الرِّسالة لتُساهم في توعِيَةِ المُجتمع قالُوا لكَ كما قالتِ الأُممِ التي سبقتهُم {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ}.
ولقد ابتُلِيَ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) بهذا النَّوع من الفِئاتِ الإِجتماعيَّةِ التي كانت لا يُعجِبُها العجَب ولا الصِّيام برجبٍ كما يقولُون.
يتحدَّث عنهُم الإِمام (ع) بقولهِ {فَإِنْ أَقُلْ يَقُولُوا حَرَصَ عَلَى الْمُلْكِ وَإِنْ أَسْكُتْ يَقُولُوا جَزِعَ مِنَ الْمَوْتِ هَيْهَاتَ بَعْدَ اللَّتَيَّا وَالَّتِي وَاللَّهِ لَابْنُ أَبِي طَالِبٍ آنَسُ بِالْمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْيِأُمِّهِ بَلِ انْدَمَجْتُ عَلَى مَكْنُونِ عِلْمٍ لَوْ بُحْتُ بِهِ لَاضْطَرَبْتُمْ اضْطِرَابَ الْأَرْشِيَةِ فِي الطَّوِيِّ الْبَعِيدَةِ}.
وإِذا أَردتَ أَن تتخلَّصَ من تأثيرِ هذهِ النَّماذجِ التَّافِهة فما عليكَ إِلَّا أَن تعتمِدَ على ثِقتِكَ بنفسِكَ ويقينِكَ برسالتِكَ وإِيمانِكَ بقُدُراتِكَ وأَدواتِكَ وخُططِكَ، ثمَّ توكَّل على الله فيأَداءِ واجباتِك الإِجتماعيَّة، فترُدَّ عليهِم في الحالةِ الأُولى بما ردَّ بهِ الواثقُونَ بأَنفسهِم {فَزَادَهُمْ إِيمَٰنًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ} وفي الحالةِ الثَّانيةِ بقولِ الواثقِينَ {قَالُواْمَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}.
يقولُ الإِمام عليُّ بن الحُسين السجَّاد (ع) يصِفُ أَدوات النَّجاح {اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَ بَلِّغْ بِإِيمَانِي أَكْمَلَ الإِيمَانِ، وَاجْعَلْ يَقِينِي أَفْضَلَ الْيَقِينِ، وَانْتَهِ بِنِيَّتِي إِلَىأَحْسَنِ النِّيَّاتِ، وَبِعَمَلِي إِلَى أَحْسَنِ الأَعْمَالِ. اللَّهُمَّ وَفِّرْ بِلُطْفِكَ نِيَّتِي، وَصَحِّحْ بِمَا عِنْدَكَ يَقِينِي، وَاسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِكَ مَا فَسَدَ مِنِّي}.
دعهُم وما يستهزِئُونَ وإِلَّا فستكونُ نمُوذجاً جديداً لجُحا وابنهِ والحِمار في قصَّتهِم المشهُورة!.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat