صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

المهامّ المؤجلة
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال تعالى { وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ ۚ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ } الأنعام ١٣٣

هذه الآية المباركة ومعها آيات أخرى توحي بأن ثمّة مهام سماوية كبرى قد كلّف الله تعالى بها الإنسان - كأمة ومجتمع وجيل بشري - لأدائها ، وأن هذه المهامّ لا بدّ لها أن تُؤدى وتنفّذ ، سواء من هذا الجيل أو من غيره ، ولهذا فالإنذار واضح من قبل الآية لكل جيل مُخاطَب ، إن لم يستثمر هذا التشريف والتكليف فإنّ ذلك سيؤدي الى النتائج التالية :

+ ضياع الجيل فرصة ثمينة على نفسه من اداء ما كلفه الله تعالى به من مهمّة تعود عليه بخير الدنيا والآخرة لو جرت على يديه ..

+ يتحمّل الجيل الآثار السلبية - العقابية - من جراء عدم اداء مهامه الموكلة اليه وتأخير إرادة السماء ، سواء كانت الآثار وضعية ام جزاء دنيوي ام آخروي ..

+ ترحيل ونقل هذا التكليف والتشريف الى جيل آخر ، تتاح له نفس الفرصة ويتعرض لنفس القانون ..

فالقضية من قبيل ما يسمّى بتلازم أو تعاقب الأجيال ..

مع ملاحظة أمر هام : وهو أن كل جيل فاشل في اداء المهمة النهائية والكبرى ، سيكون جزءاً من نجاحات جزئية وأهداف مرحلية تعمل بمجموعها على تهيئة اسباب الاهداف الكبرى وتمهّد الطريق التدريجي نحوها ..

هذه الأهداف الجزئية المتحققة سواءً كانت ناتجة من نجاحات اختيارية حازت عليها شخصيات وجماعات صغيرة في كل جيل ، قد وعت مسؤوليتها اتجاه ربها ووجودها وسعت سعيها وأدّت ما عليها وإن لم تستطع أداء ما على جيلها وإنسانها المعاصر .. أو كانت ناتجة بصورة طبيعية وقسرية بفعل السنن التاريخية والاجتماعية الجارية على البشرية .. او كلا الأمرين معاً ..

قال تعالى { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ } النحل ٣٦


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/21



كتابة تعليق لموضوع : المهامّ المؤجلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net