صفحة الكاتب : د . علاء هادي الحطاب

رمضان و (بطل الزيت) 
د . علاء هادي الحطاب

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بات "بطل الزيت" مقياسا واضحا لانخفاض وارتفاع الاسعار في السوق، بل بات معيارا واضحا لسلامة وقدرة الفرد الشرائية فلا حاجة لنا اليوم لدراسات وابحاث نكتشف من خلالها اختلالات السوق الاقتصادية وتأثيرها في المواطن ذي الدخل المحدود، فما إن ارتفع سعر صرف الدولار امام الدينار العراقي اقل من ربع قيمته الكلية حتى ارتفع معه سعر المواد الغذائية والادوية والملابس وكل مستلزمات حياتنا بقيمة وصلت الى ضعف سعره السابق.

ممكن ان نفهم ارتفاع الاسعار امر طبيعي اذا كانت البضائع مستوردة وبالتالي تتأثر بتغيير سعر الصرف، لكن ما لا نفهمه هو ارتفاع بعض اسعار المنتجات المحلية على شحتها بل وبعضها يتم انتاجه من خلال مصانع حكومية تابعة لوزارة الصناعة العراقية كزيوت الطعام والسكر فهي الاخرى ارتفع سعرها ليصبح ضعف سعرها القديم واكثر من ذلك، وهذا الامر يثير الاستغراب اذ تسهم مؤسسات حكومية برفع الاسعار اكثر من المؤسسات
الخاصة.
ارتفاع اسعار المواد الغذائية قبيل كل شهر رمضان يعطي مؤشرا لمستوى جشع تجار المواد الغذائية وباعة المفرد هؤلاء انفسهم الذين يصومون معنا شهر رمضان وذاتهم الذين يذهبون معنا الى المساجد والحسينيات والمراقد والحج والعمرة ويشاركون في المناسبات الدينية بل ويتصدرون مشهدها ومع ذلك ما إن يُقدم شهر الله على عباده حتى تراهم اول من يستغل حاجة الناس ويزيد من ارباحه
المادية.
في الدول المتقدمة لا تنتظر من المواطن فقط ان يتفاعل مع حاجات قومه، بل تفرض الدولة اجراءات عقابية شديدة لمن يتجاوز على حقوق الاخرين ويستغل حاجاتهم ويثري على حسابهم لا سيما من الفقراء وذوي الدخل المحدود ولا تترك الامور الى تقديرات التجار والباعة وتنتظر منهم الشفقة والرحمة، بل يكون لسلطتها الامر الحاسم في توجيه اقتصادية السوق بما يخدم المواطن اولا والتاجر والبائع ثانيا ففي كل الاحوال الربح متحقق لهم فلا يبيعوا بضاعة ما لم يأمنوا ارباحها فكيف اذا كانت البضاعة تمثل حاجة مجتمعية ماسة كحاجة عموم المواطنين الى المواد الغذائية في شهر رمضان.
نحتاج اولا واخيرا الى انفاذ سلطة القانون ومحاسبة من يتاجر بقوت الفقراء وذوي الدخل المحدود وايقاع اقسى العقوبات بحقهم بل وفضحهم عبر وسائل الاعلام كي لا يعيدوا انتاج انفسهم كوجهاء مجتمع او فاعلين خيرين فيه يتصدرون مواكب النشاطات والفعاليات الدينية وعموم انشطة الحياة وايصال رسالة الى كل من يحاول استغلال حاجات الناس ان القانون له بالمرصاد، فمتى ما فضحنا وعاقبنا الفاسد الكبير سيخشى الفاسد الصغير وينتهي فساده.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علاء هادي الحطاب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/23



كتابة تعليق لموضوع : رمضان و (بطل الزيت) 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net