صفحة الكاتب : مهند البراك

فلسفة الغيبة للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)
مهند البراك

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لو أردنا تجريد العاطفة تماما من موضوعة الغيبة المهدوية سنكون بحاجة إلى مد أواصر العلاقة مع موضوعة الغيب عموما ضمن مساعٍ علمية رصينة تستوعب الوعد المطلق وليس بالمعنى الصوفي كما يسميه بعض النقاد بل بالبحث الاستدلالي الذي يفهم نوعية العلاقة مع الكون وخالقه العظيم (جلت قدرته)... المكون الأساسي الذي تحتاجه هو التكامل الحضوري أي إنما هي عبر الغياب فما كان خيالا قبل عقود زمانية أصبح اليوم متحققا علميا، فيرى أهل النقد إن وجود مدرك فاعل سيعيد الذات غريبة... 
ربما ثمة شيء أكبر من محتواها ما زال في عوالم الغيب، نجد أن الغرب بما وصل من تقدم علمي وافتتان بالحضارة الدنيوية الماحقة لكل أشكال التفكير الغيبي... صار يشكو من ضياع هويته، وهذه دلالة تحتاج إلى العودة إلى الأس الأول أي إلى المرتكز القرآني، لتجاوز أي تدخل آخر، ونقف أمام كلمات الباري تبارك وتعالى: 
(فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ) وهذه دلالة لوجود محتوى غيبي أكبر من إمكانية المخلوق وقدراته، وهذا المحتوى يمتلك فاعلية الرضا الإلهي الخلاق والمنقذ في الاصطلاح التعبيري... وربما نتساءل... أكانت هذه الكلمات ضمن المحتوى الداخلي للوجود أم خارجه ؟ لنصل إلى يقين أن لا شيء مهما بعد غيابه يخرج عن المحتوى التكويني... لكنه محجوب لعدم إمكانية القابلية الذهنية من استيعاب الهيكل المحجوب... هناك جهل ولد فيه وجهل مسند إليه، وثمة جهل أيا كان في الإنسان يسند له... فنجد أن في تلك الكلمات التي تلقها آدم إيحاء يقينيا إلى وجود المادة والروح، وجميع هذه التكوينات العلمية الحديثة تطبعت على الجانب المادي وتحيزت عن الجانب الروحي تماماً. يرى {لونجينوس) أنه: يكون في الغياب حيوية إلى الحد الذي يبدو حضوراً. والوصول إلى معرفة الأبعاد الكونية هو عجز إدراكي للوصول إلى الروح الكونية. فالكلمات التي تلقاها آدم تنفتح على عوالم أخرى وربما على مجرات أخرى بعيدة عن مجرتنا وتلك الكلمات التي سيبعثها الله حضوراً في شخص الغائب المنتظر عجل اله تعالى فرجه الشريف.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهند البراك
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/23



كتابة تعليق لموضوع : فلسفة الغيبة للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net