صفحة الكاتب : صدى الروضتين

الحجامة... سنة نبوية مباركة
صدى الروضتين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الكثير من المظاهر التي اشتهرت بها كربلاء، لما تمتلكه من عمق تاريخي، ترتبط بعوالم مقدسة، لها ارث تاريخي، ومباركة نبوية، اعتبرتها جزءا من السنة النبوية، وصارت موروثا تحفل به كربلاء، كمهنة اعتاش منها أهلها، وخدمة موفقة، قدمت للناس خيرها، الذي احتفت به الأجيال. ومن هذه المهن الخيرة هي مهنة الحجامة المشهورة في أيامها، فهي موروث مبارك، حلق بأسماء كبيرة، اكتسبت عناوينها من محبة الناس وألفتهم، ومنهم الحاج محمد علي بن الحاج حسين الحلاق، فسألناه عن البداية... 

الحاج محمد علي: ورثت المهنة من والدي، الذي ورثها من جدي، وهو في عمر الصبا، فقد كانت أدوات الحجامة بدائية، فالمحاجم على عدة أنواع، منها ما كان عبارة عن قرن ثور، ينظف ويثقب، ويستخدم للحجامة بطريقة المص، ومنها ما كان عبارة عن كأس نحاسي، ينتهي بأنبوب نحن صنعناه. وأيضا كان يستخدم بطريقة المص... وكانت هنالك الكؤوس الزجاجية، التي كنا نضع فيها قطعة قطن مغمسة (بالسبيرتو) ليفرغ الكأس من الهواء بهذه الطريقة، وكانت أجرة الحجامة في حينها لا تتجاوز الخمسين فلسا أو اقل... 
صدى الروضتين: نسمع من بعض الشيوخ، إن هناك عادات وتقاليد تسبق عملية الحجامة، ويعني إن هناك مراسيم خاصة، كما عرفنا أن هناك عدة أنواع من الحجامة تختلف عن بعضها، من حيث تسمية ومناطق الحجم ؟
الحاج محمد علي:ـ جرت العادة على بعض الأمور المتوارثة من جيل لجيل، والتي تمثل الاستعداد النفسي ما قبل الحجامة، وكان أهالي كربلاء مثلا يأكلون الخس، ويحضرون بملابس خاصة، كما كانت الحجامة لا تمثل فئة عمرية خاصة أو جنس بشري دون سواه، فكانت الحجامة للرجال والنساء، وكذلك للأطفال، حيث كنا نحجم لهم جباههم، وغالبا ما كانت الحجامة تتم في البيوت والملاحظ اليوم عودة هذه الظاهرة، اثر تأكيد الطب الحديث بفائدتها ومنافعها، وساهم التطور العلمي العام بتطوير أدوات الحجامة. 
وتستحب الحجامة في السنة مرة أو مرتين، وقد أكد الرسول الكريم (ص) عليها بقوله: (إن الحجامة شفاء من كل داء) فحصر بذلك الأوجاع والأمراض، بالداء الذين يكون الشفاء منه بالحجامة. وقد أطلق النبي الكريم عددا من التسميات على الحجامة، وعلى أماكن خاصة. فالحجامة في منطقة أعلى الرأس سماها بالمنقذة، وما بين الكتفين اسماها بالمغيثة، وفي منطقة الحوض أسفل الظهر اسماها المدركة، ومن خلال هذه التسميات ندرك أهمية الحجامة. 
صدى الروضتين: اعتقد إننا نستطيع من خلال خبرتكم الطويلة في هذا المجال، معرفة بعض الحالات المرضية، التي شفيت بفعل الحجامة ؟ 
 الحاج محمد علي:ـ ثمة أمراض كثيرة تم معالجتها، مثل الضغط  والسكر والصداع المستمر، وقد تحسنت حالات كثيرا بفضل الحجامة، وعلى مدى عملي الطويل في هذه المهنة، لم أشاهد من تأثر بها تأثرا سلبيا، أما عن كمية الدم المسحوب، فحين يتغير لون الدم، نعرف إن ما سحبناه يكفي استنادا على مقولة الإمام الرضا (ع) الذي أشار فيه: (إن تغير لون الدم يعني نهاية الحجامة). 
أما في عملي، فأنا استخدم درجة عالية من التعقيم، فأعقم كل شيء لأن هذا العمل أمانة في عنقي، وإحياء لسنة رسول الله (ص). 
صدى الروضتين: سمعنا عن تأليفك لكتاب خاص في الحجامة ؟  
 الحاج محمد علي:- بعد دراستي لهذه المهنة، ألفت كتابا بعنوان (السلامة في الحجامة) تحدثت فيه عن فوائد الحجامة، وعن الأحاديث الواردة فيها، عن عدد من الأئمة، وعن مستحباتها والمكروهات فيها، وضمنته (24) فصلا، في كل فصل تحدثت فيه، عن عدد من الأمور... راجين أن نترك بصمتنا في هذا المجال سائلين المولى عز وجل الموفقية والسداد.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صدى الروضتين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/28



كتابة تعليق لموضوع : الحجامة... سنة نبوية مباركة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net