صفحة الكاتب : حسن الحاج عگلة

جُرحُ المَآذِنْ
حسن الحاج عگلة

أَرِحْ يا دهرُ مِنْ حَربٍ وهَادِنْ
فإنّي مُصْبِحٌ مُمْسٍ  وظاعِنْ

حَمَلْتُ بِروحِيَ الأَوجاعَ طفلاً
وشَيَّدتُّ الأَسى فيها مَدائِنْ

وما عَمَّرْتُ في لَهوٍ شباباً
ولا للّعْبِ وقتَ الجِدِّ راكِنْ

وهذا الرأسُ مُشتَعِلٌ بِشَيْبٍ
وهذا العظمُ بالأَسقامِ واهِنْ

شفيفٌ لونُ فَرْحِيْ لا أَراهُ
ولونُ الحُزنِ في العينينِ داكِنْ

تَعِبْتُ مُكابِراً  أَرجو  لِيَومٍ
لِراحَةِ مُتْعَبٍ بالأُفْقِ بائِنْ

أَيا دهري وَرَاهِنِّي بِكُلٍّ
وحاذِرْ  أَنْ على صبري تُراهِنْ

وما ذاكَ اعتِدادَ النّفسِ لكنْ
طِباعُ النّاسِ  في الدنيا مَعادِنْ

ولكنْ هَدَّ طَوْدَ الصّبرِ  سيفٌ
قُبَيْلَ الفجرِ في رأسِ المَآذِنْ

هَوى جهلاً وحقداً وانتقاماً
على الكَرّارِ تَحْمِلُهُ الضَغائنْ

فَأَوسَعَ جُرْحَ دِينِ اللهِ حتى
تَضَعْضَعَ كُلُّ ما في الكَونِ ساكِنْ

وكوفَةُ " حيدرٍ " صارت ظلاماً
وهل نورٌ  بقَتلِ الشمسِ كائِنْ

وليسَ الشَّمسُ مَنْ قُتِلَتْ فَحَسْبٌ
ولكنْ قُتِّلَتْ كُلُّ المَحاسِنْ

فَمَنْ حَفِظَ الشّريعةَ وافْتَداها
وحَدُّ حُسامِهِ للحَقِّ صائِنْ

فقد مَلَؤواا لهُ بالغَيظِ صَدراً
ومنهمْ لم يجدْ  إلّا  التَشَاحنْ

"أَبا حَسَنٍ" وفي رمضانَ ضاعَتْ
أَرامِلُ عَيشُها بِذَرَاكَ آمِنْ

لِفاقِدِ والدٍ ما حانَ يُتْمٌ
فَلَمّا غِبتَ صارَ اليُتْمُ حائِنْ

عليكَ ينوحُ مِنْ فَقْدٍ هواءٌ
وأَزمِنَةٌ تَنوحُكَ والأَماكِنْ

ومُعوِلةٌ سماءُ اللهِ حُزناً
نَعَتْ وعُيونُها حُمْرٌ هَواتِنْ

وذو الفقّارِ يبكي مَنْ يداهُ
عليها النصرُ في كُلِّ المَواطِنْ

أَضَفْتَ لِزَيْنَبٍ رُزءًا جديداً
كما أَبدَيتَ ما في القلبِ كامِنْ

شهيدَ البَيتِ والمولودَ فيهِ
لِنَهجِ العدلِ مَنْ سَنَّ السّنائِنْ

أَبُثُّكَ والّذي حولي شَكاوى
لها الأَضلاعُ مُذ غِبْتَ الحَواضِنْ

فإذ نشكو  فما  نشكو جُزافاً
ولا نُلقي الكلامَ على العَواهِنْ

بُغِضْنا ليسَ مِنْ ذنبٍ جَنَيْنا
سوى أَنّا بِحُبِّكَ لم نُداهِنْ

وأَعظَمُ ما يُؤلِّمُنا ويُؤذي
ونَعلَمُ أَنَّ ذاكَ الأَمرَ شائِنْ

بَنو آبائِنا مَنْ جارَ فينا
وللأَعداءِ فِعْلُهُمُ يُعاوِنْ

أَمِنّاهُمْ فما كانوا ثُقاةً
وأَوثَقُهُمْ لدى الإغراءِ خائِنْ

أَغِثْنا سيِّدي إِنّا غَدَونا
لِأَعداءٍ وأَصحابٍ رهائِنْ

أَيا جُرحاً ولم يقطعْ نزيفاً
فصيحَ الفوزِ دَوّى ليسَ لاحِنْ

قسيمَاً بينَ جِنّاتٍ  ونارٍ
ورافعَ غُبْنِنا يومَ التَّغابُنْ

حسن الحاج عگلة ثجيل
الثلاثاء ليلة التاسع عشر
من شهر رمضان المبارك
12/5/2020


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسن الحاج عگلة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/02



كتابة تعليق لموضوع : جُرحُ المَآذِنْ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net