صفحة الكاتب : عبد الهادي البابي

يجب أن يكون ملف الأرهاب ...أهم ملفات القمة العربية ..!
عبد الهادي البابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كيف ينظر المواطن العربي إلى التنظيمات الأرهابية التي تعددت في مجتمعنا العربي في السنوات القليلة الماضية والتي شوهّت صور المعتقدات والأديان والمذاهب وشوهت صورة ديننا الإسلامي الحنيف وأعطت أمثلة سيئة جداً من خلال أستهدافها للأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ وأستهدافها المنشآت المدنية المتحضرة في كل بلدان العالم ، وكيف يكون رد فعل المواطن إذا ماعرف بأن هنالك مخططاً كبيراً يراد منه أن يكون الشرق الأوسط هو القاعدة والمنطلق للأرهاب العالمي ..؟


وقبل التوغل في هذا الموضوع الخطير علينا معرفة التعريف العام للأرهاب ، حيث أن هناك تعاريف عديدة وضعت للأرهاب ، فالأمم المتحدة لها تعريف خاص للأرهاب ، والجامعة العربية لها تعريف خاص للأرهاب ، والأنظمة الدكتاتورية وضعت تعريفات خاصة للأرهاب ، وتعاريف أخرى كثيرة ، ولكن مجمل التعاريف عرفتّه بأنه : (كل عمل عدواني يهدد السلم الأجتماعي في أي بلد ) ..


ورغم أن الأرهاب ضرب كل العالم في السنوات الأخيرة ، إلا أن المنطقة العربية قد نالت من الأرهاب الضربات الأوجع والأشد ، كما أنها تعتبر هي المنطقة الخصبة لأنتاج الأرهاب وهي مصدر رئيسي لضخ الأموال لهذه التنظيمات الأرهابية من قبيل المساعدات أو التبرعات الدينية للجهاد ونحوه من العناوين التي أُريد بها تقويم عمل هذه المنظمات الأرهابية ..إن القضاء على هذه المزرعة الأرهابية التي تُصدر الوباء إلى جميع مناطق العالم يتطلب مجموعة من الأجراءات ، أهمها حسن النية بين الدول العربية خصوصاً بلدان الشرق الأوسط ، وأن تتحرك بمجملها لمكافحة الأرهاب ، بالرغم من أن الأنظمة السياسية العربية بوضعها الحالي غير قادرة على تحقيق هذه الأهداف  بدون الأعتماد على العامل الدولي ، لأن العامل الدولي تأكد أخيراً بأن الأرهاب ممكن أن يضرب أي بقعة في العالم متى شاء !!


أذن هناك تنظيمات أرهابية مدعومة بقوة تعمل وفق نظرية الجهاد تريد تقويض السلطات االمدنية وأن تفرض أموراً كبيرة ليس على دول المنطقة فحسب بل على كافة دول العالم  وذلك للهيمنة على تلك الدول  ، وهذه المنظمات موجودة على أرض الواقع ..وهي ليست مستحيلة أن تُعرف وأن تُكتشف وأن تجفف منابعها ، وليس من المستجيل أن نعرف من هي الدول والحكومات التي تدعمها وتمولها ، وليس كذلك - وهو المهم جداً - أن نعرف من هو المستفيد من خلال أستمرار وجود هذه المنظمات في عملها ، وهذه المنظمات الأرهابية ليس لها دور سوى العمل ضد أشاعة ثقافة التسامح ، وضد أشاعة ثقافة السلم الإجتماعي ، وهي تقوم بأستهداف الأبرياء لتحقيق مكاسب معينة لجهات مشبوهة فيها جنبة سياسية مسعورة والأخرى فيها جنبة سياسية عقائدية طائفية مقيتة !! فهذه المنظمات تريد الهيمنة  على السلطة بهذه الطريقة الوحشية ثم بعد ذلك تقوم بتنفيذ أجنداتها السياسية والعقائدية والطائفية البغيضة.!


وعندما تصدر فتاوى كثيرة في بعض الفضائيات وفي بعض المؤسسات الدينية الكبيرة وهي تدعم هذا النمط وهذا النوع من العمل فتوائياً ويرى المواطن الساذج البسيط أن السلطة والمال والفتوى والمؤسسة الدينية تؤيد هذا الفعل وتعتبره فعلاً صحيحاً ومقبولاً عند الله ومقبولاً عند المجتمع حتماً تكون هذه عوامل تشجيعية للأنسان البسيط أن ينتمي لهذه التنظيمات الأرهابية ، ولكننا نقول أنه  بالنتيجة سيرتد هذا الفعل على تلك المؤسسات التي صنعته ودعمته وأعطته الشرعية الدينية ..وسوف تكتوي بناره وتعاني من دماره وتذوق ماذاقه أبناء المنطقة التي عشعش فيها الأرهاب سنوات ثقيلة لاتعد من سنين البشر !!!


وحول مسألة أدراج ملف الأرهاب على جدول أعمال القمة العربية المقبلة في بغداد فأن هذ الملف يعتبر من أهم الملفات التي تنشغل بها المنطقة ، وهو من الملفات المهمة والساخنة وإذا ما عولج هذا الملف في هذه القمة فأنه سوف تحل وتعالج جميع الملفات الأخرى تباعاً ،لأن الأقتصاد مرتبط بالأرهاب والسياسة مرتبطة بالأرهاب ،والعلاقات الثنائية تضرت بالأرهاب ،  وهو يجعل من هذا الملف الملف المهم جداً في هذه المرحلة التي يمر بها العراق وتمر بها جميع دول المنطقة ، ففي سوريا هناك الأوضاع خطيرة جداً ، وقد لاحضنا أن الثورة المصرية بعد أنتصارها سلمياً أبقت على جميع الأجهزة الأمنية على حالها لحفظ النظام ،   وكان التغيير فيها تدريجياً  ..ولكن في سوريا الحال يختلف لأن القوى التي تريد أسقاط النظام تريد أسقاطه نهائياً مع جميع الأجهزة الحكومية من الجيش والشرطة وقوات حفظ النظام وغيرها ..وهذا معناه حصول كارثة كبرى ، حيث ستعم الفوضى في كل مكان ، وتنفتح أبواب جهنم من سوريا إلى بقية دول المنطقة ، وستصبح سوريا مرتع للقاعدة والتنظيمات الأرهابية الأخرى ، وعندما يكون هذا الخط بين العراق وسوريا - الذي هو أصلاً يعاني من الهشاشة - في مستوى خارج السيطرة فسيضرب الوضع الأمني في عموم المنطقة دون أستثناء .. فيجب على العراق الذي يحتضن القمة العربية بعد أيام قليلة ومعه الدول العربية على التعاون من أجل القضاء على الأرهاب بعد أن باتت مصادر الأرهاب معروفة وأهدافة أضحت مكشوفة ومصادر تمويله مفضوحة للجميع..


أننا نقول اليوم بثقة تامة أن الأرهاب في العراق قد كُتبت شهادة وفاته ، ودفنت أرادته الشريرة ، وطويت صفحته السوداء عندما أنقلب المجتمع العراقي عليه  ، وعندما تأكد الأرهابيون بأن الساحة العراقية أصبحت أرضاً غير خصبة لزرع بذورهم الشيطانية، ولهذا نجد أن الأرهاب راح يبحث عن ساحات أخرى في الدول العربية ليبذر فيها زرعه الشيطاني من جديد ..وهذا مالاحت بوادره في الكثير من الدول العربية في الآونة الأخيرة ..


أننا على ثقة تامة بأن الأرهاب سيرتد على من صنعه ، وسينقلب السحر على الساحر ولايحيق المكر السيء إلا بأهله ..وستنتصر الدماء البريئة التي سُفكت والأعراض التي أنُتهكت بعد أن سقطت الأقنعة السوداء التي أخفت الوجه القبيح للأرهاب كل تلك الفترة المظلمة  .. 



قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الهادي البابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/26



كتابة تعليق لموضوع : يجب أن يكون ملف الأرهاب ...أهم ملفات القمة العربية ..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net