آفاق قرآنية حقيقة المد (5)
علي الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
واللين صفة لحروف المد، ومعناه الرخاوة وجريان الحرف على اللسان بسهولة وليونة، لضعف الاعتماد على المخرج. فالألف المدّية، هي الألف اللينة الساكنة، مقابل اليابسة المتحركة، والتي لا تلائمها سوى الفتحة. أما الواو والياء المدّيتان، فكما يمكن أن يكونا في الطبيعي، واو ساكنة قبلها مضموم وياء ساكنة قبلها مكسور، كما في: يقـُول وقِيل.. يمكن أن تلائمها الفتحة حينما تتقدّمها في المقطع الثلاثي، نحو: صَيف، يَوم، قـُرَيش، جَنتـَين، السَوء... الخ
وتلك خـُصوصية أخرى للحَرفين، وهي المعنى الصحيح لِلـّين، وإن لم يكن ثلاثياً، فلا مَحَلّ لِلـّين فيه، نحو: يَرَواْ، سَعَواْ، اتـّقـَواْ، بل لا بُدّ أن يكون ثلاثياً، أي في الأحرف الثلاثة المتطرفة. كما لا يُمَدُّ إذا كان بعده متحركاً، كما في: عَلـَيهـِم، لـَدَيهـِم، إليهِم.. إلخ.
في مدّ الِلـّين تنتقل الفتحة إلى الواو والياء بإنسيابيّة، وتتلاءَم مَعهُما بسهولة، وتلتحم معهما في المد بليونة؛ لِخصوصيّة مَخـْرجيّة فيهما، حيث تنفرج الشفتان مع الياء، وتستديران مع الواو، بدون كـُلفة على اللسان، فهما عبارة عن أوعية صوتية جاهزة، لانتقال الفتحة إليهما، بزمن دقيق وفي غاية الضّيق، على أن لا تـُشبَع الفتحة ثم يُنتقل إلى حرف اللـّين وكأن لكلِّ منهما وعاء، ففي إشباع الفتحة ثم إشباعهما يَحصل تـَعاسُر وتـَضاد واستغراب في السّمع ونشازٌ في الأداء، وذلك غير مشروع في التلاوة القرآنية، وهذا ما لاحظناه في الفتحة مع الألف حين تمّ الإنتقال منها إلى الألف بذلك الزمن الضّيق وإتـّحادها به. ومَدُّ اللـّين جَوازي يحصل حال الوَقف دون الوَصل، ويَلحقُ بالعارض الذي يَقـَعُ في المقطع الثلاثي (أوله متحرك وثانيه ساكن وثالثه ساكن بسبب الوقف) وقد اتـّفق القـُرّاء على قـَصْرهِ وَصْلاً، إلا وَرشاً عن طريق الأزرق فإنَّ له التوسّط والمد وَصْلاً وَوَقفاً، ولعلّ هذا ما جَعَلَ بعض المصريين يَمُدونه في الوَصل...
علي الخفاجي
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat