صفحة الكاتب : البهلول علاوي

كربلائيات 
البهلول علاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 رأيت عليه علامات الفرح وهو يتحدث عن كربلاء... 
يوم احتلت بريطانيا العراق، وقف الشعب كله ضد هذا الاحتلال البغيض، وشاء لهذه المدينة العظيمة كربلاء، ان تكون من المراكز الاساسية للشعور الوطني، والحركة القومية في العراق، بسبب وجود قادة الثورة فيها والعلماء الافاضل والمرجعية الدينية التي كان لفتاوى علمائها الحضور البهي الذي أجبر السلطة المحتلة، لاصدار استبيان رأي الناس بنوع الحكم الذي يريدونه، بعدما جنـّد الاستعمار البريطاني اعوانه، لضمان الرأي الذي يخدمها، وهو تنصيب (برسي كوكس) حاكما على العراق. واصدر حينها الشيخ محمد تقي الحائري بيانا مضمونه: (ليس لأحد من المسلمين ان ينتخب ويختار غير المسلم للامارة والسلطنة على المسلمين). فأتخذ الشعب هذه الفتوى شعارا لرفض الاحتلال والخضوع للمستعمرين، لذا وصفت بأنها الرصاصة الاولى التي أججت نار الثورة. 
وطالب الحائري الشعب أن يطالب بحقوقه الشرعية كاملة في العيش بإرادة مستقلة حرة كريمة، وان لم يستجيبوا له، فجواز المطالبة وبالطرق المسلحة بحقوق العراقيين- وكان لهذه الفتوى اكبر الاثر في الاوساط الشعبية في نفوس القبائل خاصة. فاصبحت الجماهير مستعدة للثورة التحررية ضد الغزاة المستعمرين، وكانت تلك الفتاوى تحفـِّز الالتزام الوطني والنظام، وبث روح المحبة ورفض أي اخلال بالامن او التخالف والتشاجر فهذا يضر بالمقاصد، ويضيِّع الحقوق. فاوصت تلك الفتاوى بالمحافظة على جميع الملل والنحل والبلاد والمحافظة على القانون والاعراض والاموال. وارسل الحائري وغيره من العلماء وقادة الثورة رسائل الى سفير الولايات المتحدة الامريكية ردا على اعلان الرئيس الامريكي (ولسن) لقانون الانتداب، وكتب العلماء رسائل الى (ولسن) نفسه. ومن ثم الاتصال بأمراء العرب، وكثرت الخطب حتى أصبح الصحنان المباركان في كربلاء منبرا يحث على التحرير، ومن ثم رفع اول علم عربي عراقي على سارية الصحن المبارك. 
(بشراك يا كربلا قومي أنظري العلما على ربوعك خفاقا ومبتسما) 
كنت أظن ان المحاورة انتهت، واردت ان أقرأ سورة الفاتحة واذهب، واذا به يقول: ولا تنسى ان كربلاء وقفت موقفا مشرفا اثناء ثورة مايس 1941م ورأى علماؤها في هذه الثورة امتدادا لثورة العشرين. وقد جعل السيد عبد الحسين الطبطبائي الدفاع عن البلاد والمحافظة على استقلالها من اهم الواجبات، لان العراق هو قاعدة الدين وعاصمة العرب والمسلمين، وكان علماء كربلاء يخاطبون الشعب العراقي، مثيرين فيه روحا جهادية رافضة للوجود الاجنبي منطلقة الى الاستقلال والحرية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


البهلول علاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/06



كتابة تعليق لموضوع : كربلائيات 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net