صفحة الكاتب : عصام عباس الشمري

العزيزية.. نشأتها واهميتها وسبب تسميتها وطبيعة سكانها
عصام عباس الشمري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

العزيزية مدينة تاسست منذ زمن بعيد يقال انها سميت على اسم الخليفة العثماني السلطان عبد العزيز الذي كان حاكما عسكريا على العراق وحسب المصادر التاريخية ان العزيزية انشئت في زمن فتح الله بك احد امراء العمادية يوم كان قائمقام فيها سنة 1282 هـ 1865م ونظرا لاهميتها من الناحية الجغرافية المهمة في المنطقة تقربها من العاصمة بغداد وموقعها على نهر دجلة اليسرى وعلى الطريق العام بين بغداد والكوت وجوها اللطيف المعتدل هذه الأسباب وغيرها جعلتها أن تكون مدينة انشئت اول امرها كمركز قضاء منذ ذلك التاريخ وتاكيدا على ذلك ما ذكرته سالنامة بغداد سنة 1294هـ 1877م وكان قضاء العزيزية مرتبطاً بمتصرفية بغداد وتلحق  به ناحية سلمان باك القريبة من العاصمة بغداد. ونحن نرى ان العزيزية آنذاك مدينة أنشئت قبل ذلك الوقت ولها اسم ربما يكون غير اسمها الحالي ولكن الاستعمار العثماني حاول أن يغير معالم العراق الحضارية واستطاع أن يتلاعب بالأسماء والرموز العربية والمدن العراقية. 
وكذا استطاع أن يتلاعب بمقدرات بلادنا العظيم ويمسح هويته الوطنية ومعالمه وحضارته وعاداته وتقاليده بكل قوة!! ومن المؤسف حقاً أن تسمى مدينتنا بأسم أجنبي محتل حكم العراق بقوة السيف فترة طويلة من الزمن. هذه حقيقة يجب أن تقال وعلينا أن نقول الحق إن كنا منصفين للوطن ومع الشعب العراقي الأبي علماً أن هؤلاء المتعصبين (كما نراهم) ضيعوا اسم هذه المدينة التي بقيت شامخة بأصالتها ومجدها تتحدى دسائس كل المعتدين من ذلك الوقت وإلى الآن. فالعزيزية اسمها آنذاك ربما يكون والله العالم قد كان بأسم أحد عشائر شمر العربية وأحد شيوخها القدماء أو اسم لغير هذا وذاك وللسبب أعلاه تغير اسم المدينة كما فعله المجرم هدام بتغيير أسماء ومعالم أكبر المدن العراقية وأصغرها. وإن لم أحصل على مصدر يثبت ما نقول ولكنها قد تكون حقيقة وضعت على طاولة البحث والتنقيب أحاول جهد الإمكان معرفتها والوصول إليها ومما يؤسف له أن هذه المدينة لم تحتفظ بأسمها الصحيح نظراً لتسلط الحكومة العثمانية على مقاليد السلطة في العراق وتتابعت الأحداث المأساوية في العراق بعد سقوطهم وذلك عندما تغيرت الأمور وجاءت حكومة وانقرضت آخرى... 
وبعد تلك الفترة وحسب الترتيبات الإدارية جعلت العزيزية ناحية بعد أن كانت قضاء وسميت فيما بعد ناحية العزيزة وكانت مرتبطة بقضاء الصويرة ولواء الكوت بعد أن فصلت عنها ناحية سلمان باك 1927م وألحقت بلواء بغداد وفي عهد النظام الدموي السابق أعيدت إلى ما كانت عليه سابقاً وتحولت إلى قضاء تابع إلى لواء الكوت. والحقت بها ناحية الحفرية وناحية الخلفاء المعروفة قصبة (الدبوني)
وأني أرى أن تاريخ العزيزية لم يكن بأيدي أمينة، ولم يكتب بأيدي غير منحازة وهناك من كتب عن العزيزية وهو لا يعرف عنها وعن تاريخها شيئا بل لم يذكرها بشيء من الإنصاف والله المستعان على ما يصفون هداهم الله وللأسف الشديد أنهم نسوا أن أهم نقطة يجب أن يتصف بها الباحث هي الأمانة العلمية والتاريخية وعليه أن يتجرد عن ميوله القومي واتجاهه السياسي والعنصري وغرضه الشخصي وأن يكون منصفاً لا تأخذه في الله.
غالبية السكان:
غالبية سكان العزيزية من عشيرة (شمر) العربية ولذا تسمى (ديرة شمر) ومنها المجابلة والنفافشة والدلابجة والداور والهذيل والبنوة والدعية والصدعان ومنهم الهوميل والجليب والشهاب شيخهم شاطي البريج.. كما سكنها الكثير من أبناء العشائر والآخرين في المنطقة ومنها (زبيد، قريش، القراغول، العبيد، السعيد، المياح، عتبة...) وغيرهم كثير أغلبهم عربية أصيلة نزح قسم منها من السعودية واليمن إلى العراق في سنين متفاوتة ومن الزمن شكلوا بذلك وحدة المجتمع في أغلب مناطق العراق عامة والعزيزية خاصة وهم من أتباع أهل البيت (ع). وغير هذا وذاك سكنتها عوائل كثيرة من المدن والقصبات المجاورة لها على اختلاف قومياتهم وأغلب تلك العوائل وأكثرها من قزانية (ناحية ميسلون حالياَ) نزحت إليها بحدود سنة 1940م وما بعدها لا من بدرة وجصان.. تكاثر عددهم يوماً بعد يوم تلك العوائل كونت علاقات اجتماعية ومصاهرة مع أغلب القبائل الأصلية في العزيزة بحيث شكلوا بهذه الصلات والعلاقات وحدة أخوية متينة مبنية على المحبة والاحترام المتبادل والتقارب فيما بينهم بغض النظر عن القومية والمذهبية بحيث لا توجد فوارق أو تمييز عنصري أو طائفي أو قومي والحمد لله.
يقدر عدد نفوس سكان العزيزية الآن بـ (110) ألف نسمة تقريباً منهم من سكن المدينة  ومنهم من سكن الريف فهي والحق يقال تعد من المدن الباسلة التي قدمت الشهداء الأبرار الذين استشهدوا من أجل المبادئ الإسلامية.
بمتاز أغلب سكان المدينة وعشائرها بصفات وأخلاق جيدة ولكن نظام صدام الدموي المجرم استطاع بقوة اسلوبه الوحشي  الظالم أن يجرف البعض ممن أعماهم الطمع والمنصب وهم أذنابه السابقون إلى مستنقعه القذر وبالرغم من كل ما فعلوه إلا أن العزيزية ظلت متمسكة بعاداتها وتقاليدها الدينية والاجتماعية وبعد سقوط النظام هرب هؤلاء القتلة خوفاً على حياتهم من نقمة الناس عليهم وراحوا إلى غير رجعة (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)... والعاقبة للمتقين.
أبناء العزيزية اليوم بكل مذاهبهم وقومياتهم وعشائرهم ينظرون إلى مستقبل العراق الجديد في تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في أن يعيش أبناؤه بحرية وأمان بعيداً عن المهاترات والاعتداءات التي مارسها النظام الدموي المقبور وفي ظل الأوضاع التي أعقبت سقوط الدكتاتورية الفردية في العراق الجريح بادر أبناء العزيزية بفتح مكاتب دينية وهيئات حسينية ومواكب ومؤسسات ثقافية ومنها جمعية الشعراء وقراء أهل البيت (ع)..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عصام عباس الشمري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/07



كتابة تعليق لموضوع : العزيزية.. نشأتها واهميتها وسبب تسميتها وطبيعة سكانها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net