صفحة الكاتب : صباح محسن كاظم

حتمية التغيير وجدلية تطوير المناهج التعليمية
صباح محسن كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يبدو إن التقدم العلمي والتكنلوجي والحضاري يتزامن مع التطور الدؤوب في اعداد وتنقية وتطوير مناهج التعليم بشكل مستمر، لكن من المؤسف حقا.. أن تتراوح مناهجنا بين الجمود والانغلاق والانكفاء بعيدا عما يجري من حولنا، رغم رياح العولمة الهابة في تغيير الموضة، والاكلات، وطريقة قص الشعر... لكن في أهم مفصل من مفاصل الحياة، وهو المناهج التعليمية تجدنا نغرق في وحل التخلف العلمي، ربما إذا بحثنا وفتشنا عن مكامن العلل نجد للنظم الشمولية الفاشستية أحد أهم عوامل التخلف والانحطاط والنكوص الحضاري... ثقافة العسكرة سببت هزيمتنا الحضارية، لأنها ربطت التلميذ والنشئ بالرمز فهو الملهم، وهو المعلم والذي يفكر بديلا عن الاخرين... فألحقت الخسائر الفادحة في بنية التفكير العقلائي والسوي، وبالتالي سحبته الى مناطق التبعية والذل والتخلف... إن ثورة علمية بطرق المناهج وإعدادها كفيل بإعادة التوازن في حياتنا العلمية، والثقافية، والفكرية، فمناهج التأريخ تكتب لصالح الحاكم وتوجهاته، وتشوه الحقائق بل تقلبها كما في مناهجنا التأريخية سواء في التأريخ الاسلامي أو في تناول البعث المقبور لثورة 14 تموز ومفجِّرها، ومناهج الجغرافية مخالفة تماما لما موجود في أرض الواقع، وضعت برغم الدكتاتور في قضم المدن والنواحي والتخطيطات المدنية والعمرانية، وكذلك الحدود الدولية، ومناهج اللغة والادب تطبل للقائد الضرورة بقصائد سمجة تافهة، ومناهج التربية الفنية أستغلت لصالح الاناشيد التي تمجِّد الصنم ورسم المعارك الحربية التي خاضها المهزوم دوما،  تفاجئ معظم المدرسين والمعلمين من خلال دورة -  رايز - بعد زوال نظام الرعب والمثارم البشرية وأحواض الاسيد، لتطوير القابليات التعليمية، والمهارات التعليمية، وطرق المناهج الحديثة، فوجدنا بونا واسعا يفصلنا بين مناهجنا الكلاسيكية والمناهج الحداثوية في التعامل، ويعد من الاسباب المهمة في رقي الطالب، فمثلث العملية التعليمية ومحورها (1- الطالب 2- المنهج 3- المعلم)، بالطبع عوامل التنشئة الاجتماعية، وعلماء النفس والاجتماع يضيفون البيئة، والمحيط، والجانب الوراثي في عملية السلوك والذكاء وسرعة التعلم، إن تطوير المناهج التعليمية ينتج تطوير المهارات الاساسية التي تكسب المتعلم دافعا نحو تسريع التقبل من خلال جاذبية المنهج بالعكس تماما، من جفاف المنهج وجموده، المنهج الحديث هو ان يشترك التلميذ في حوارية من خلال مجموعات عمل داخل الصف تقوم بالتفكير والتحليل والاستنتاج لحل الاسئلة العلمية والحوارية، أي هناك تداخل العملية التربوية بين المنهج والطالب والاستاذ، هنا يجعل ذائقة نقدية وتحليلية لدى الطالب ويطور مهاراته الفردية، الاستخدام الامثل للوسائل التكنلوجية المعاصرة بشكل دائم وعملي كالانترنت، والحاسوب، في عملية التعلم لتوسيع ذهنية الطالب.. وأخيرا ينبغي تطوير مادة التربية الفنية، لا كما زمن الدكتاتورية فقط يستخدم الدرس لرسم الطائرات والدبابات وقطع السلاح التي تبقى في ذهنية الطالب، بل رسم فراشات الربيع في الحقول أو جماليات الطبيعة في الشلالات أو التغني بالموسيقى العذبة لتدريب الروح وانشادها للجمال، وتطوير المسرح المدرسي من اجل تنمية الخطابة والتمثيل ومعرفة قيم ومثل ومبادئ الجمال، كذلك النشاط الرياضي يعد مرادفا للعملية التربوية الصحيحة، فليس درس الرياضة وضع اعتباطا او تزجية للوقت، بل تنمية القابليات البدنية والرياضية، عكس ما يتصور الكثير بأن درسي الفنية والرياضة فائضان عن الحاجة، فثمة حاجة ماسة الى تفعيلهما من خلال منهج دراسي موضوع بعناية فائقة، يتناسب مع كل مرحلة عمرية يمر بها الطالب من رياض الاطفال الى المعاهد والجامعات، ولايغفل مناهج التعليم تعليم الطلبة المهارات الاساسية في تطوير القابليات الحرفية الصناعية او الطبية او الزراعية، فواضع المنهج يأخذ بالحسبان كل إتجاهات وتشعبات الحياة.. ان مسافة الف ميل تبدأ من خطوة واحدة، فعلى وزارة التربية والمعنيين البدء بهذه الخطوات لعل الثمرة تنضج سريعا...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صباح محسن كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/11



كتابة تعليق لموضوع : حتمية التغيير وجدلية تطوير المناهج التعليمية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net