صفحة الكاتب : عبد الهادي البابي

أيها العرب ..لاتعّقوا بغداد ...أنها أمكم ..!
عبد الهادي البابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أبدى الكثير من المواطنين العراقيين أمتعاضهم الكبير وأستيائهم الشديد من زهد بعض الحكام والملوك والرؤساء العرب من القدوم إلى بغداد حيث ستعقد القمة العربية فيها يوم 29/3/2012..!
وقد أزدادت لديهم مشاعر الأستياء بعد تلك الأستعداد الكبيرة والتضحيات الجسيمة التي قدمتها وتقدمها الحكومة العراقية ومعها أبناء الشعب العراقي في سبيل تهيئة الأجواء المناسبة لأستضافة القمة العربية يرونها تذهب أدراج الرياح ، خصوصاً بعد أن تلاحقت الأخبار عبر شاشات الفضائيات عن عدم حضور الكثير من الزعماء والقادة العرب إلى بغداد والأستعاضة عنهم بأرسال وفود ضعيفة لاترقى إلى التمثيل الدبلوماسي العالي الذي يتناسب مع حجم المشاكل التي تكتنف الأمة العربية في هذه الظروف الصعبة من تاريخها  ..!
لماذا يترفع الحكام العرب من الحضور إلى بغداد ، في الوقت الذي يهرعون سراعاً لكل دعوة من دول العالم ليحضروا مؤتمراً بعيداً ، أو يشاركوا في أحتفالية تنصيب أمير أو أميرة هناك..، أو مهرجان فني أو رياضي في مكان آخر ..؟
لماذا كل هذا الظلم بحق بغداد ...؟ بغداد التي كانت مناراً لهم جميعاً ، وكانت درعاً لهم ، وكانت الوطن الذي عرفوا به مجدهم العظيم ..؟
يابغداد العرب ...هل زهد بك أبنائك العرب ..! هل بخلوا عليك بأن يأتوا ويمسحوا بأيديهم على جراحك الغائرةفي جسدك ....هل صارأبنائك ينفرون منك ولايريدون أن تفتحي ذراعيك وتضميهم بقوة إلى حجرك المدمى من جديد ...؟؟
ورغم ذلك ياسيدة المدائن ....هاأنت تتكأين على جراحك وتنهضين من حطام اليأس والفوضى والألم، لتستقبلي أبنائك..وتلقين ببصرك على دروبهم وسككهم الضاربة في عمق الأمة ليستظلوا تحت سقفك الرؤوم ..!
نعم يابغداد .. إن جراحك غائرة وعميقة .. لازالت تنزف من قلب التاريخ حبات مجدك المتناثرة على ربوعك الحزينة ..ولكنك فتحت ذراعيك بكل قوة ..وصرخت بكل شوق الأم الثاكلة :
إليّ ..إليّ ..يابقية أبنائي ..إليّ ..إليّ يابقية أهلي وأحبائي ....فأنا أرنوا إليكم من سنين عجاف ..سنين قد كسرت ظهري ...وطحنت عظامي ..وشتت أهلي وناسي ...!!
واليوم أنهض من بين رماد الحرائق ...وأغسل جراحي من دموع الأمل القادم  ..وألبس ثوب التاريخ ..وأتزين بمجدي الباقي ...لأستقبلكم واحداً بعد آخر ...ولأحتضنكم واحداً بعد الآخر ... فلاتخيبوا ضني ..ولاتقطعوا أملي ..!!
فأنا لازلت أنتظر ....أنتظر ودموعي تتحدر على وجهي ...وأنا أستمع إلى فيروز تشدوا بكلمات مجدي التليد :
بغداد والشعراء والصورُ ......ذهب الزمان وروعه العطرُ
ياألف ليلة يامكللة الأعراس....يغسل وجهك القمر ُ ..
تعالوا ..أنا بانتظاركم ..فقد أعددت لكم ليلتي الثانية بعد الألف ...!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الهادي البابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/03/28



كتابة تعليق لموضوع : أيها العرب ..لاتعّقوا بغداد ...أنها أمكم ..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net