قراءة في سلسلة المشتركات الفقهية الشفاعة والتوسل بالأنبياء والأولياء ح2
صدى الروضتين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صدى الروضتين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المكون الثالث:
التوسل بالنبي (ص) بعد وفاته:
علينا ان نلاحظ دقة التسلسل المنطقي للدخول الى الغرض القصدي، ليتجذر الفهم السليم عبر تفاصيل مسندة تثبت ان عملية التوسل بالنبي (ص) يقين حي بعد وفاته، حيث اورد الطبراني عن ابي امامة بن سهل عن عمه عثمان بن حنيف ان رجلا أهمل حاجته عثمان بن عفان، فنصحوه بالتوسل بالنبي (ص) وعقب ذلك اهتم به الخليفة اهتماما شديدا... وكذلك ذكر (ابن ايب الدنيا) رواية مفادها الشفاء، والقاضي عياض الذي يقول: ان مالكا كان يوصي بخفض الأصوات عند موقع رسول الله (ص) بعد موته، فهو يرى ان حرمته ميتا كحرمته حيا فسألوه انستقبل القبلة وندعو ام نستقبل رسول الله (ص)؟ فقال: لِمَ تصرفوا وجوهكم عنه وهو وسيلتكم ووسيلة آبائكم إلى الله تعالى، فاستقبلوه واستشفعوا به، وأورد في الكثير من المصادر كان يستشفع فيشفع.
المخالفة والاستشهادات:
البحث في سمات الخطاب الاعتراضي لابن تيمية الذي رمى التوسل بالنبي (ص) بالبدعة، يأخذنا الى عمق التضاد من خلال استشهادات موضوعة خالفت اساتذته من أئمة المذاهب الاسلامية المختلفة كأحمد بن حنبل وتوسله بالنبي (ص) بالدعاء وابو علي الخلال: (ما همّني امر فقصدت قبر موسى بن جعفر عليه السلام فتوسلت به إلا سهّل الله لي ما احب) وابن قدامة المقدسي في زيارة قبر النبي (ص): (مستشفع بك الى ربي) والشافعي قال: (النبي ذريعتي وهم إليه وسيلتي).
تكوين البنية التحريفية:
محاولة زحزحة قوة اليقينية وثوابتها بتحريف المعنى القصدي، وتحويل بنية المفهوم من التوسل برسول الله (ص) الى دعائه فشفاعته... اصبحت عند ابن تيمية هي الشفاعة بدعاء النبي (ص) ويعني استحكام التدوين التحريفي ضمن سمات سياسية حوّلت المنهج الى رؤية قسرية، وهو في نفس الوقت تشويه قصدي للمعنى، وقد تخبّط في ثبات التحريف حيث يراه في إحدى التكوينات النصية مجرد دعاء دعاه النبي (ص) ويعود في تكوين آخر ويقول: التوسل بصفات الرسول وهو ليس بذات مقدسة، وفي تكوين ثالث نؤيد ان التوسل بالنبي (ص) لكن الصحابة تركوه ويستشهد بقول عمر: (اللهم إنّا كنا نتوسل اليك بنبينا فتسقينا، وانا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا) وهذا استدلال مشوّه لكوننا لا نأخذ بقول الصحابة ونترك قول النبي (ص).
تكوين البنية الاعتراضية للرد:
يرى السبكي إن انكار ابن تيمية للاستغاثة والتوسل قول لم يقله علم قبله فصار بين اهل الاسلام مُثلة.
التوسل عند اهل البيت عليهم السلام:
ولا بد لمثل هذه الاشتغالات من صياغة دقيقة تأخذنا بحق وحدات الرؤيا لتقرير البنية التكوينية:
اولاً: توسل الانبياء بالنبي (ص) واهل بيته عليهم السلام:
تعميق جذرية النص عبر وعي مسند موثوق هو استشهاد في رواية ابي عبد الله الصادق عليه السلام يبين مغزاه ان آدم عليه السلام نال الغفران بتوسله بحق محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وكذلك كانت نجاة نوح من الغرق، وابراهيم من النار، وموسى من الخوف، ويعقوب من الفراق.
ثانيا: التوسل بالأنبياء والملائكة والكتب السماوية:
توسعا في العمق الاستشهادي وفي شمولية العمق التوسلي، فقد ورد في أدعية السجاد التوسل بالعرش واللوح والميزان والصراط وبالملائكة وصفاتهم.
ثالثا: التوسل بالنبي (ص) والامام علي عليه السلام:
ليست المسألة تكمن في تعددية الاستشهادات وتنويعها بل في قيمة التداخل مع الوعي المقدس لفكر ائمتنا عليهم السلام؛ فمولاي ابو الحسن عليه السلام يوصي بالتوسل الى الله بحق محمد وعلي... وروي بالعديد من المساند والأقاويل وبعدة اوجه.
رابعا: التوسل بأهل البيت عليهم السلام:
عمل النص البحثي ضمن اسلوبية السياق التدريجي كنمط من انماط كثيرة معروفة تقترب رويدا رويدا من البنية القصدية لتفنيد اساسيات الخلاف الوارد، وذلك اثر معالجة جذوره الباهتة، حتى وضعنا النص البحثي امام موضوعة التوسل بأهل البيت عليهم السلام ضمن مكونات استشهادية منها دعاء السجاد عليه السلام في تفريج الهم، ودعاؤه في زيارة امير المؤمنين عليه السلام، ودعاء الإمام الصادق عليه السلام في تفريج العين.
خامسا: التوسل بقبر الحسين عليه السلام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat