قبل كل شيء انا لا اعني أحدا بعينه وانما اعني ظواهر تصلح لكل زمان ومكان فقد ترى شاعرا انيقا جدا وفي يده محابس لامعة وساعة تلمع تبهر المشاهدين وهناك ربطة عنق تمتد كلسان من الرقبة الى ما تحت السرة قليلا ومثلث قماش يظهر من الجيب الاعلى وشعر يلمع بالدهن وعيون مكحلة وكل ما يدل على الترف والذوق وماان يرى مسؤولا حتى تطفر الجينات القردية فيقفز من هنا وهناك راقصا وملتفا ومطلقا اصوات الاحتفال بمن جاء وفي فمه يتلقف الموز مكشرا عن ضحكة قردية رائعة تليق به جوهرا وشكلا .
والغريب ان للقرود اصولا وهي تدافع عن بني جنسها حين يكون الخطر عاما مثل هجوم الاسود عليها فتراها تطلق الاصوات المنذرة والصيحات المحذرة اما في قرود الثقافة فانها لاتوجد مثل هذه الغيرة على جنسها بل هي تستعدي الخصوم وتحثها على اصحابها من التقرد الثقافي وليس في الامر جديد فالتاريخ حافل بآلاف الصور والحكايات والحوادث الغريبة
ومن الطريف هنا ذكر دارون الذي كان يبحث عن الحلقة المفقودة التي تربط الانسان باجداده القرود فلو اطلع على ما حدث ويحدث في الساحة الثقافية لآثر ان يأتي بقرد ثقافي لتكتمل الحلقة المفقودة والتطور والانتخاب لا يقتصر على الملامح البيولوجية وانما يتعداه الى النفوس القردية في التحول والتطور والطفرات السلوكية
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat