صفحة الكاتب : ستار البخاتي الموسوي

لمن القدس
ستار البخاتي الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تلك احدى الطرائف العالقة بذهني يوم ان سُقت جنديا الى معسكرات تدريب جيش القدس التي اطلقها صدام حسين ولم نتعرف خلال الستون يوماً التي قضينها في اروقة التدريب العسكري في فوج حمل اسم الشهيد الطفل محمد الدرة الذي قتل في اليوم الثاني من انتفاضة الاقصى من عام ٢٠٠٠، وهي تلك الحادثة التي هزت العالم الإسلامي حينها التي سجل لقطاتها المصور والمراسل الفرنسي شارل إندرلان ، وهي احتماء الطفل ذي الاثنى عشر عاما باحضان ابيه ونحيبهما وصراخهما المتعالي لم يوقف الاطلاق المتبادل بين القوات الإسرائيلية وقوات الامن الفلسطينية ، التي راح ضحيتها محمد الدرة ، كنا نتسائل في بادئ الامر من يكون محمد الدرة اثناء فترات الاستراحة التي نقضيها تحت اشعة الشمس و لهيب الصيف الحارق وفي الارض السباخ ، وينتهي الامر بلغة العيون بين زملائنا هل صدام جاد في الاخذ بتأر الشهيد محمد الدرة ؟ ،لم يكن هناك شيئا اسمة القدس او قضية الدرة ،وانما هناك شعارات لقائد الضرورة وسياقات عسكرية اعتاد عليها كل من يدخل معسكرات التدريب، ناهيك عن تجوال ازلام البعث ومنحهم الرتب العسكرية في صفوف الذين قاموا بالاشراف على تدريبنا واغلبهم كان همه الوحيد المنصب ولم يتعرف لا من قريب ولامن بعيد من هي القدس فكيف تريد منه ان يُعلّم الاخرين من تكن القدس ،والشيء بالشيء يذكر كان هناك ضابطا برتبة نقيب يدرب الفصيل الذي فيه صديقي وانا من ضمن تشكيلاته وبعيد سقوط النظام الصدامي حصل صديقي هو الاخر على رتبة ضابط في قوى الأمن الداخلي ومن محاسن الصدف كما يقال ضابط جيش القدس شرطيا عند صديقي الضابط ،الى هنا انتهى شطراً من حديثنا، نتحول الى الشطر الثاني لاتمام الحديث حصلت هناك طرفة ظل العديد من اصدقائنا الذين كانوا ممن حصل لهم الشرف الكبير في الالتحاق بجيش القدس ، كانت العملية تتم مباشرة من قبل السادة الرفاق من اعضاء حزب البعث المنحل ، الذي كانت تتفشي بيهنم الرشوة والوساطات والمحسوبيات ، ويتم اجبار الناس الفقراء والبسطاء اكثر من مرة ، اذ كان هناك حداداً فقيرا في مدينتنا وفي كل مرة يأتي الدور علية ليلتحق بجيش القدس ، من قبل البعثيين الذين يدرجون اسمه ضمن القوائم إلاّ ان الرجل شارك اكثر من مرة وتلك المرة الثالثة التي يتم استبداله باسم اخر ، جاءه البعثيون الى محله المتواضع وسط ضجيهم فقالوا له ( اسمك طالع بالقدس ؟) اطرق قليلا وهز برأسة وعاد الى مخزن محله وحمل بيده مطرقة كبيرة تعجبوا منه قال لهم : سوف اذهب واهدم القدس واتخلص منكم ، فرأوا ان الرجل قد جن جنونه وتركوه وشأنة وذهبوا ، فقد ظلت تلك الحادثة يتناقلها اصدقائنا كطرفة بين معلق عليها او مكتفِ بهققهه عالية وابتسامة عريضة ، لا اريد ان يكون حديثي دلالة اننا نريد ان نتخلص من القدس اي انها وبال علينا ، ولكن هناك منعطفات كبيرة اوجدتها الانظمة الدكتاتورية العربية وعلى رأسها النظام الصدامي في التعاطي مع قضايا العالم الإسلامي وكانت التعبئة تتم بتغذية تقوم على الأكراه في نفوس الناس بالأهداف الحقيقية بقضايا مصيرية وهذه احدى الفجوات الكبيرة التي اوجدتها الانظمة في شعوب المنطقة العربية وهي عدم التعاطي الشعبي مع مظلومية الفلسطينين واستباحة الحرمات وقتل الاطفال والابرياء ، يقف علمائنا ومرجعياتنا مواقف رافضة من انتهاك الحرمات والمقدسات لدى المسلمين متناسين غلاظة بعض الفلسطينين بوجة الخصوص الذين كانت لهم مواقف إزاء التحديات التي شهدها العراق من قبيل السب والاعتداء على علماء الشيعة، كما ان مشاركتهم في الانضواء في القاعدة وداعش وغيرها، ويبقى الموقف الإسلامي فوق التحديات وتجاوز تلك الخلافات التي من شأنها ان يكون هنالك حفاظا على بيضة الاسلام ، ويأتي التخريج محيرا احيانا لنظر في مواقف الائمة من تلك المسائل التي شهدها العالم الإسلامي كموقف الامام السجاد (علية السلام ) في دعائة لاهل الثغور ويريد بذلك الامام من الحفاظ على الدولة الاسلامية من هجوم المعتدين ،فلم يكن الامام مؤيدا للدولة الأموية الباطلة وانما الدعاء للمسلمين الذين كانوا هدفهم يتمحور حول حفظ البلاد الاسلامية ونجد ان الامام في فقرات دعاء يقول ( اللهم اشغل المشركين بالمشركين ) فاذا لم يكن الامام مؤيدا الى كل من يقاتل من المسلمين على وجه العموم وقد يكون حاصل الاستنتاج قائم على المظلومين والشرفاء من الشعب الفلسطيني وجميع الشرفاء في العالم الإسلامي ، ولهذا يندد علماء الشيعة ويستنكرون من كل الهجمات والاعتداء التي تطال الأبرياء والمظلومين لكافة الأجناس والشعوب لان شعارهم شعار اهل البيت في تطبيق منهج العدالة والعيش بامان وسلام ...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ستار البخاتي الموسوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/24



كتابة تعليق لموضوع : لمن القدس
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net