صفحة الكاتب : هاشم الصفار

من مذكرات الفشل
هاشم الصفار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 وقفت حائراً أنظر الى وثيقة ابني، وهي تحمل خطوطاً حمراء... ماذا أفعل به؟ هل أعاقبه، مثلما يتصرف الكثير من الآباء؟ الآن أحسست بألم الأب وثقل أساه، عرفته كيف ينظر الى مستقبل أولاده، عرفت أن لا أحد منا يستطيع أن ينظر بهدوء الى فشل أطفاله؛ فإخفاق الولد يعني إخفاق الأب، حاولت أن أستذكر نجاحاته القديمة، وأجعلها حافزا الى تحقيق نجاحات أخر...

لكني الآن بكل الأحوال أقف أمام فشل ولدي في امتحاناته، أسألُ نفسي: كيف نجعل من أطفالنا ناجحين؟ ماهي الخطوات التي لا بد أن نسير عليها؟ ما هي الطرق التي بإمكاني تحويل فشل طفلي الى نجاح؟ فحاولت أن أعد نفسية ولدي من جديد... لاضيرأن أتقبّل هذا الفشل بنفسية رحبة ومرحة، وأجلس لأعلّم ولدي أن الفشل ليس آخر الطريق... سأعلمه كيف يستفيد من الفشل لابد أن أشجعه على الاصرار لتحقيق ذلك؛ فالتشجيع عامل مهم في رفع مستوى نفسية ولدي. قلت: لن أسمح لأحد أن يقول لولدي كلمة فاشل أو (ساقط أو راسب) لابد أن أتدرج معه في صنع النجاح، فحين يفشل الطفل يحتاج الى المساعدة على تجاوز (الرسوب).

أنا أشعر بخطأ كل أب يعاقب ولده على فشل لابد من تجاوزه، ولا يتم إلا بتوضيح أسبابه بشكل هادئ ومشجع على النجاح، هناك قصة تذكرتها وأنا أعيش الموقف، يقال: أن امرأة وعدت ابنها بشراء دراجة هدية نجاحه، ولكنه فشل...أصرت الأم على شراء الهدية، فقالت: أنا لا أحب أن أخسر ولدي!! وكان تعويض الأبن كبيراً، فهو الآن أحد الأطباء المعروفين في كربلاء...

 كما تذكرت حينها دراسة كنت قد قرأتها سابقاً عن ردة فعل الأطفال تقول هذه الدراسة:

  إن سبعمئة طالب ياباني انتحروا في عام 1986م على أثر خوفهم من ردة فعل الأهل، وهنا ماذا أفعل وأبني يجلس الآن خائفاً يريد أن يعرف ردة فعلي... مرت أمام عيني صورة نيوتن وأديسون، كان مستواهما في المدرسة ضعيفاً وفاشلاً، وخاصة في درس العلوم، لكنهما أصبحا مخترعين، وأسهما في تطوير التلغراف والتلفون، بعد أناكتشفا الكهرباء للعالم...

مرّ أمام عيني (باستور) كان معلمه يشكو من فشله في درس الكيمياء، وإذا به يبدع في العلم البايلوجي، ويكشف للعالم دور الجراثيم في الاصابة بمختلف الأمراض... مرّ على عيني (بلزاك – أميل زولا- وتولستوي) حصلوا على العالمية، بعد مراحل رسوب، صنعوامن هذا الفشل الذي يعيشه أبني الآن... سلالم نجاح خدموا به الانسانية، هذا (توماس يونغ) الفيزيائي، والطبيب البريطاني المشهور، جلس مثل جلسة ولدي، وحصل من أبيه على لقب (الغبي)، واشتهر به، واستطاع هو أن يحول هذا الفشل الى نجاح، فلابد أولا من زرع رغبة النجاح في أولادنا...

قلت لولدي حينها: قم يابني واستعد للإمتحان القادم، وأنا أنتظر منك بشارة النجاح هذه المرة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم الصفار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/06



كتابة تعليق لموضوع : من مذكرات الفشل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net