فتاوى المرجعية ودورها في الحفاظ على وحدة الامة الاسلامية ضد التيارات التكفيرية بحث مقدم الى  مؤتمر فتوى الدفاع الكفائي العلمي الدولي الاول

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 الملخص

لقد كانت المرجعية منذ الازل صمام أمان للعراقيين جميعاً ، في مواجهة كل التحديات التي كانت تواجه العراق على مدى قرون خلت ، ولعل الفتوى التي اطلقتها المرجعية الدينية في النجف الاشرف، عندما تعرض البلد الى خطر الإرهاب من قبل دواعش الكفر، خير دليل على ذلك ، ليهب العراقيون تلبية لنداء المرجعية الرشيدة من كل حدب وصوب ، لنصرة العراق والدفاع عن عرضه وأرضه وماله ، فضربوا أروع البطولات التي سطروها في معارك التحرير وكتبوا ملاحمهم بحروف من ذهب ، نقشت على صفحات التاريخ بصور خالدة لا تنسى أبداً على مر الزمان 0
فقد استطاع البحث أن يثبت إنَّ للمرجعية دوراً بارزاً في كل حركات التحرر عبر تاريخ العراق القديم والحديث للعراق والامة العربية ، وكان لموقفها المشرف مع حركات التحرر الوطني ومحاربة الإرهاب  درساً كبيراً في مواجهة الانهيار النفسي والهزيمة العسكرية وخطوة مهمة لتحرير الأرض واسترجاع السيادة .واستعادة الأمة لإرادتها وقدرتها على مواجهة التحديات والتداعيات ، ليخرج البحث بجملة توصيات منها : 
1-لقد اثبتت المرجعية الرشيدة بأنها الصمام الامان ، ليس للمسلمين فقط بل لجميع اطياف الشعب العراقي 0
 2-دور المرجعية هو الأشراف على شؤون المؤمنين الروحية والعبادية والاجتماعية وهي تكليف وليس تشريف وهي قبل كل شيء مقام ديني اجتماعي وليست مركزا سياسيا0
3- إن تدخل المرجعية في الحياة السياسية، نابع من مواقفها وحرصها الشديد على أن ينال كل العراقيين حقوقهم، وان لا يكون هنالك تمييز لشريحة معينة على حساب بقية شرائح الأمة وهو يتماشى مع ما تدعو إليه المرجعية من إحلال السلم والعدالة الاجتماعية لكافة مكونات الشعب العراقي
4- جاء دعوة المرجعية الدينية لكل العراقيين إلى الجهاد الكفائي للدفاع عن الوطن والمقدسات، وتشكيلها لقوات الحشد الشعبي ودعمهم بالمال والسلاح ، لإدراكها خطورة الوضع الأمني الحالي، واحتمال انجرار البلاد للحرب الأهلية الشاملة0
5- تسعى المرجعية الدينية للاحتفاظ بالطابع الإسلامي للعراق، خاصة في الوقوف بوجه الاحتلال والمد التكفيري0
وقد قسمنا بحثنا الى ثلاثة مباحث تناولنا في الاول ومضات تاريخية عن فتاوى المرجعية ، وفي الثاني المرجعية وفتاوى الجهاد المقدس ، وفي المبحث الثالث فتاوى المرجعية والأمن السلمي ، لنختتم بحثنا بخاتمة ونتائج للبحث ومن ثم قائمة بأهم المصادر الداعمة للبحث0

الباحثان
بعقوبة الخضراء
البحث الاول
ومضات من تاريخ فتاوى المرجعية
إنَّ تاريخ علماء الشيعة الجهادي ومليء بالأحداث الملتهبة والمهمة والتي لا يمكن اختصارها في بحث او بحثين ،لاسيما الحديث منها وهو رهين التاريخ النضالي والجهادي الدامي الذي قامت به المرجعية الرشيدة  والعلماء المجاهدون 000، لقد كان هذا النضال في حقبة بالغة الحساسية من تاريخ المسلمين  في العراق ، وكان الرجال الدين والمرجعية دورهم المميز بدأً من ثورة التنباك مروراً بالاحتلال الروسي لإيران ، والاحتلال البريطاني للعراق وثورة العشرين واخيراً وليس اخراً فتوى الجهاد الكفائي الذي اصدرته المرجعية بالجهاد ضد عصابات  (داعش)  ومن لف لفهم من ازلام النظام السابق وبقايا البعث المقبور 0
لقد شاب هذه الفتاوى العظيمة عبر مسارها الكثير من التشويش والبخس ،اذ حاولت الدوائر المعادية والاستكبار العالمي بأضعاف الترابط بين المرجعية والامة الاسلامية وايجاد حواجز بينهما 000، فقد استطاع الاستعمار والمتعاونين معهم استقطاب العديد من الكيانات والوجودات السياسية والدينية ،لكنها عجزت على الحصول على تعاطف المرجعية او تعاطف مرجع شيعي واحد بل ان المرجعية والعلماء الراجعون للمرجعية حددوا منذ البداية موقفهم المبدئي من الاستعمار ومقاومة تدخله في بلاد المسلمين ورفض اي خيار يمس استقلال البلدان الاسلامية 0
لقد ركزنا في هذه الوريقات على حقبة التحدي الاستعماري للبلاد الاسلامية خلال القرنين الماضيين وهذا التحدي أخذ انماط عديدة من مواجهة تاريخية لكنها تجتمع في هدف واحد هو مواجهة الهجمة الاستعمارية والتطرف الاسلامي والسعي لتحقيق استقلال البلاد وسيادة الامن والامان 0 لقد كانت فتاوى المرجعية الرشيدة وعلمائها  الدور الاكبر في التأثير على حركة الاحداث وصناعة الموقف التاريخي البارز في حياة الامة الاسلامية خلال تاريخها الحديث في الظرف الخالد التي تعيشه الامة الاسلامية ورغم صعوبة الاجواء التي احاطت بالمرجعية لكنها لم تلق كامل التأثر على حركة الاحداث السياسية والاجتماعية فلقد كانت للمرجعية وفتاويها الحضور الفاعل على حركة الاحداث 0ولقد دخل على الساحة الراهنة ، وأخيراً المحاولات الارهابية  والداعشية التي تحاول تحجيم والغاء تأثير  المرجعية على الساحة وما يلي ومضات من فتاوى الجهاد للمرجعية الرشيدة : 
لقد كانت أولى فتاوي الجهاد في العراق وايران التي اصدرتها المرجعية فيما تخص حركة المشروطية في ايران واحداثها عام 1906 م وكذلك الحركة الدستورية العثمانية عام 1908م بصماتها على الحس السياسي وتشكلت بدايات الوعي السياسي وبداية الارهاصات الحزبية في المدن العراقية فأسست عدة احزاب سياسية في النجف والبصرة واستنطبول وطهران حيث برزت رجال دين مجاهدين كثر يطول الحديث عنهم 000، وحركة المشروطية هي حركة المطالبة بالدستور وسميت بهذا الاسم لان الداعين لها اعتبروا مواد الدستور بمثابة شرط على السلطان او الملك 00000 بها في حكم رعيته وقد استمدت هذه الفكرة من فكرة العقد الاجتماعي التي شاعت في اوربا بعد ثورة الفرنسية ( ) 0
ثم جاءت ثاني  فتاوى الجهاد الذي اصدرته المرجعية في العراق وايران هو عندما تم احتلال ايران من القياصرة الروس عام 12 تموز /1909م  حيث حارب هذا الاحتلال الوعي الاسلامي لدى المرجعية في ايران والعراق عام 1911، فقد  وقف علماء العراق وعلى رأسهم الشيخ محمد رضا الشبيبي والشيخ عبد الكريم الجزائري والسيد مهدي الحيدري والسيد اسماعيل الصدر والشيخ احمد الصافي والشيخ مهدي الخالصي وقفوا موقفاً شديداً ضد الاحتلال الروسي لإيران واصدروا فتاوى الجهاد ضده مطلقين على موقفهم هذا اسم حركة الجهاد التي وجدت استجابة جماهيرية واسعة في الجمهور المسلم وتشكلت كتائب المجاهدين العراقيين لمحاربة روسيا واخراجها من ايران 0 وعند اعلان علماء الدين الجهاد تجمع آلاف المقاتلين في الكاظمية وقد نصبت الخيام في اطراف البلدة ولمسافات طويلة وخرجت العشائر العراقية في عشرة الاف مقاتل الى منطقة المحمودية لاستقبال علماء الدين والمجاهدين القادمين من النجف جنوب العراق ، وقبل وصول الطلائع الى الكاظمية وصلت الى العراق اخبار انسحاب القوات الروسية من ايران ( )  0
وبسبب فتوى الجهاد التي اصدرتها  مرجعية النجف سُمح لأبناء الشيعة دخول المدارس الحكومية والعسكرية التي كانت حكراً على ابناء السنة وادخلت العلوم الحديثة واللغات اللاتينية للمدارس وفتح المدرسة الجعفرية عام 1908 والمدرسة المرتضوية ،واصدرت مجلة العلم عام 1910 للسيد هبة الدين الشهرستاني الذي عاضده محمد حسين كاشف الغطاء وتميزت مساعي هذين الرجلين بنشر الوعي السياسي والثقافي الذي مهد لثورة العشرين في العراق 0
أما فتوى الجهاد ضد الاحتلال البريطاني ، والذي ما ان دخلت القوات البريطانية الاراضي العراقية عام 1911 م حتى ارتفعت الدعوات الجهاد ودوت في كل ارجاء العراق ،حيث اصدرت المرجعية في النجف عدة فتاوى للدفاع عن بيضة الاسلام ضد العدو الكافر وصدر محمد سعيد الحبوبي والسيد كاظم البردي والشيخ الخالصي وشيخ الشريعة مصطفى الكاشاني وعلي الداماد فتاوى بالجهاد ضد المحتل البريطاني ،اذ افتى محمد تقي الشيرازي في سامراء مقر المرجعية الدينية آن ذاك فتوى بضرورة الجهاد ومحاربة المحتل البريطاني وارسل ابنه محمد رضا للالتحاق بجماعة من العلماء في جبهات القتال في الجنوب كما وصل الى  النجف 600 فارس من المجاهدين الاكراد وتحركت كتائب شعبية في عدة مدن لتلبية فتوى الجهاد ، بعد ان ادرك العراقيون انهم امام حقيقة استعمارية بغيضة تنوي استعباد الشعب العراقي وامتصاص ثرواتهم وسحق كرامتهم 000
فقد اصدرت المرجعيات الدينية في العراق فتاوى التصدي للمآرب البريطانية في 21/4/1920 م 000، وعقد اجتماع كبير في بغداد بمناسبة ولادة الامام الحسين عليه السلام في جامع الحيدرخانه ضم قيادات التحرك السياسي في عموم العراق للتنسيق فيما بينهم لتصعيد نشاط الجهاد ضد سلطات الاحتلال وقد انتخب المجتمعون وفداً لتقديم المطالب الامة ، واللقاء بالوكيل الحاكم الملكي العام في بغداد 000، لم تلق مطالب رجال الدين والمرجعية آذان صاغية لدى البريطانيين ، مما اضطر رجل المرجعية الاول محمد تقي الشيرازي اصدار فتوى الكفاح المسلح لإخراج المحتل من العراق ، وقد ذهب جمع من العلماء الى ضريح الامام الحسين واقسموا جميعاً على ما اتفقوا عليه 0
لقد بدا للمرجعية وعلماء الدين ان البريطانيين لا يريدون الاستجابة لمطالب الشعب وهذه الحالة ولدت الى اندلاع الثورة العراقية في 30 حزيران عام 1920 م ليستكمل فيها المشروع الشيعي السني الطويل في العمل السياسي ضد الاستعمار الذي بدأ بالتحرك السياسي ثم لجأ الى العمل المسلح حين لم لم ثمة خيار اخر ( )
وكانت اخر فتاوى المرجعية هي فتوى الجهاد الكفائي ضد الخطر الجديد الذي يهدد بيضة الاسلام الا وهو حركة داعش الوهابية  التي سيطرة وبواسطة الاستكبار العالمي بالسيطرة على اجزاء من العراق وسوريا ، لقد كانت لفتوى المرجعية الاثر الكبير في وقف تقدم داعش للوصول الى بغداد والمراقد الدينية في كربلاء والنجف وضد المرجعية اضافة الى فتاوى الدعم المادي والمعنوي لسرايا الحشد الشعبي والقوات المسلحة 
المبحث الثاني
المرجعية وفتاوى الجهاد المقدس
المعطيات الصادرة عن الاحداث في العراق تعكس العديد من الصور والتجليات لحقائق واضحة وضوح الشمس، تظهر في كل مناسبة مواقف وشخوص وقامات، ومتغيرات لا تفتأ ان تكون مفصلية، لترسم في كل منعطف خارطة جديدة لمسار الاحداث المتداخلة، سياسيا واجتماعيا واقتصاديا. حتى بات لدى القاصي والداني رؤية متكاملة تبين له الخيط الابيض عن الاسود، فتكشف تارة عمن حمل العراق شعبا ووطنا بين جنبيه وروحه، وبين من اتخذ من هذا العنوان مصطلحا للمتاجرة والمماكسة والتربح الشخصي، ماديا او معنويا، لتطيح المحن التي مرت بهذا البلد الكثير من الاقنعة المزيفة، ممن اتقن المكر والنفاق والخديعة. وفي الوقت ذاته كشفت عن معادن الاوفياء للدين والوطن والامة الاسلامية والعربية، لتصقل بذلك درر الرجال ممن اوفوا بما عاهدوا الله عليه. ما تعرض له العراق من نكسة اهتز لها صميم الدولة، وكادت لولا لطف الله وهمة الغيارى ان تطيح بمكتسبات العهد الجديد، وتبدد سيل الدماء الذي جرى على مدى عقود في سبيل اقامة نظام ديمقراطي ضامن للحرية والتعددية للفرد والمجتمع، لقد كان لتهديد داعش والحركات التكفيرية التي تتخذ من الاسلام ثوبا لها اثر كبير في حشد طاقات واسعه من الشعب للوقوف بوجه هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف بيضة الاسلام، وعلى الجميع الانتباه الى وجود محاولة مستمر لتصوير انتفاضات وثورات الشعوب المظلومة بوصفها سيناريوهات مفتعله من قبل بعض الاجهزة الدولية( )  0
ولعل اصطفاف المرجعية الرشيدة واتخاذها الإجراءات المناسب وهذا الامر ليس بعيد عن مواقف المرجعية والتي هي صمام امام كلمات اشتد الخطر وضاقت السبل،  لذا كان  لنداء المرجعية الرشيدة  الدور الفاعل حيث هب العراقيون من كل حدب وصوب ، لنصرة العراق والدفاع عن عرضه وأرضه وماله ، فضربوا أروع البطولات التي سطروها في معارك التحرير وكتبوا ملاحمهم بحروف من ذهب ، نقشت على صفحات التاريخ بصور خالدة لا تنسى أبداً على مر الزمان ، فكان النداء صرخة في وجه الظلم والهمجية التي أرادت بشعبنا الأذى ، ولكن أبناءنا من الحشد الشعبي أبوا الا يحصل ذلك ، فتناخوا فيما بينهم ، وسحقوا رؤوس الخونة والارهاب من الدواعش التكفيريين ومن لف لفهم  وحققوا انتصارات لا مثيل لها في امرليوحمرين وصلاح الدين والسامراء رغم التصريحات والمواقف النشاز لبعض  الكتل  ورجالات كانتونات السياسة الداعمة لداعش وهناك مسالة اخرى ظهرت بعد2003 وهي وسائل الاعلام التي ليس لها وسيلة فنية فقط بل هي احدى وسائل الهيمنه السياسية وكذلك  صعود الدور التركي القذر.. كما ان امريكا سعت لتحسين صورتها امام  الشعوب العربية( ).
لقد كان لشعبنا الابي الدور الكبير في اسناد فتوى الجهاد المقدس  وأن الوقوف مع القوات الامنية والجيش والحشد المقدس  ومساندتهم واجب شرعي ووطني  تمليه الظروف على كل عراقي شريف غيور على أرضه وعرضه ، وإن تضمين الخطط العسكرية لمخارج تأمين إجلاء المدنيين وتحرير تلك المناطق هو بحد ذاته دفاع عن حقوق الانسان التي إنتهكتها عصابات داعش الاجرامية بأبشع الصور. اننا مطالبون اليوم  ان  ندعم قوات الحشد المقدس  بالغالي والنفيس لوقفته البطولية وان نشيد بقوة بفتوة المرجعية وتوجيهاتها التنظيمية لجهود الحشد الشعبي ودعوتها لتأمين سلامة المدنيين سكان تلك المناطق ، كما طالبت بتكثيف الجهد الحكومي لمعالجة الاثار التي سببتها هذه الهجمة الشرسة على العراق شعبا وحضارة ، وقد تسال البعض عن سبب تأخير الفتوى؛ إنَّ سبب تأخير  اصدار الفتوى لا يعني تسليما نهائيا بالنتائج بل يعني صبرا وحكمة مسلحة بالإرادة والاستقلال والسيادة والحرية وهي جاهزة الاستخدام كل الوسائل المشروعة في اللحظة المناسبة دون تأجيل المعجل او تعجيل المؤجل( ). 
لقد اثبتت وقائع الاحداث الحشد الشعبي تجربة متفردة في تاريخ حركات التحرر الوطني ومحاربة الإرهاب ودرس كبير في مواجهة الانهيار النفسي والهزيمة العسكرية وخطوة مهمة لتحرير الأرض واسترجاع السيادة .ولعل هذه هو الاهم من وجهة نظر المرجعية الرشيدة ؛ لأن  استعادة الأمة لإرادتها وقدرتها على مواجهة التحديات والتداعيات ضمان لكل العراقيين ومصدر يبعث الطمأنينة في نفوسهم ، سيما وأن  الحشد الشعبي المقدس بات يحقق الانتصارات تلو الانتصارات  في ظل الانقسام والتآمر الدولي والإقليمي وضعــف الخطط والمستلزمات ، ولقد انقلبت المعادلات والمؤامرات ، واننا نثمن ونحيي بطولات أبنائنا من القوات الامنية والحشد الشعبي لما يسطروه من بطولات وتضحيات لتحرير المناطق العراقية التي وقعت تحت سيطرة العصابات الاجرامية اللاإسلامية .
ان هذه التجربة الفريد والتي املتها الظروف الصعبة والخطر الاتي من خلف الحدود لتمزيق بيضة الاسلام النقية وتقسيم العراق الغالي الى دويلات تحكمها عصابات مجرمة تتخذ من الاسام ثوبا خرقا...لقد كانت تجربة الحشد المقدس  نموذجاً منيراً وفريداً لتلاحم الشعب العراقي الابي المجاهد بكل قواه وفئاته وقومياته  زالت واماطت الستار لمن كان  على أعينهم غشاوة ، وان الشهادة في الدفاع عن بيضة المسلمين هي اعلى انواع الشهادة عبر التاريخ الطويل فقد كان للمرجعية الدور الكبير في دفع الناس للتضحية في سبيل الاسلام وان خط الشهادة يتحمل مسؤوليته المرجع على اساس ان المرجعية هي امتداد للنبوة والامامة ( ). فتحية لشبابنا وتحية للقوات المسلحة وتحية للحشد الشعبي المجاهد, وتحية وإجلال وأكبار للشعب العراقي وللأمهات اللائي أنجبن رجالاً وأرضعنهم حب الوطن وتحية للآباء الذي سقوا أبنائهم من الوفاء والشجاعة ، ورفعوا رؤوسنا عاليا في سماء الوطن , وحفظتم الارض والعرض , إنها رسالة الى التاريخ ، أنكم مؤمنون صدقتم بما عاهدتم الله ،فطوبى للرجال الأمناء على شعبهم وأهلهم وأبنائهم ، وطوبى لكل من يقف موقف الشرفاء في يوم ضاعت فيه القيم ، وانحطت الأخلاق ، وتبا لكل من يصد عينيه عن اهله يوم الضيق .
إنَّ هذه الهبة المباركة جاءت لتقلب موازين القوى لصالح وطننا الذي استباحت قوى الظلام والشر والحقد بعض مدنه العزيزة بغفلة من الزمن وتآمر شرس داخلياً وخارجياً لتزداد جراح المواطن العراقي المنكوب بالفساد والمنهوب ماله وخيراته ، لقد أسقط الحشد الشعبي بما يمتلك من حس وطني عال وعقيدة قتالية وروح إستشهادية كبيرة كل مراهنات ومؤامرات الأعداء ودواعش الداخل والخارج ، فها هم يكيلون الضربات الموجعة لشراذم داعش ويسحقون فلولهم ويحررون أرضنا بشجاعة نادرة وهم يستلهمون روح التحدي والنصر من عظمة الرموز الدينية والوطنية، واضعين نصب أعينهم أحدى الحسنيين النصر المؤزر على الاعداء ودحرهم للأبد أو نيل الشهادة،وقد روت دماؤهم الزكية أرضنا العزيزة في كل مدننا التي دنستها عصابات داعش في آمرلي والانبار وديالى وصلاح الدين ، فكانوا بحق السند القوي لأبطال جيشنا الجسور وشرطتنا الوطنية وهم يذودون عن الأرض والعرض ، فهنيئا الشهادة لمن نالها والنصر المؤزر بإذن الله لشباب الحشد الشعبي وهم يتقدمون الصفوف لتحرير كل شبر من أرضنا العزيزة من دنس جرذان داعش ومن يناصرهم من أعداء وطننا الغالي. .روعة البطولات التي يسطرها أبطال الحشد الشعبي ، فأنها لا يمكن أن توصف الا بالصرخة الكبرى التي أذهلت الأعداء وقلبت الموازين وقضت مضاجع أرباب الفتنة وقلبت الطاولة على رؤوسهم وقطعت الطريق على مخططات التقسيم الرامية الى الغاء العراق من الخارطة السياسية والقضاء على دوره الريادي ومكانته المرموقة في المنطقة والعالم. و لابد من أن نقف هنا بإجلال وإكبار لفتوى المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف لسماحة السيد السيستاني ( دام ظله ) التي كان لها الفضل الاول في هذا السيل البشري من المجاهدين لأبطال الحشد الشعبي ولا نوفي تضحياتهم. حيث ان فكرة الجهاد الأصلية عند المسلمين والعرب تبرهن عن ادراكهم لفكرة الاستمرار والخلود في حياة الامم الاخرى فالفرد يفنى والحيل ينقضي ليحفظ للأجيال المقبلة حريتها اذ لا حياة بغير الحرية والشعب الذي يفقد حريته يعيش عيشة الميت الفاقد( ). 
  فمنذ أن سقط النظام السابق تهدمت معه المؤسسة العسكرية بكاملها وكان أملنا أن تبنى من جديد على أسس تليق بعراق الحضارات ولكن ما يؤسف له راح السياسيون يتصارعون على خيرات ومناصب الدولة ناسين أن هناك شرا وأخطاراً تحيط به من كل الجهات. وبشكل مفاجئ ظهرت قوى الظلام من المتطرفين والبعثيين وغيرهم تحت عنوان داعش. وبين ليلة وضحاها تساقطت المدن العراقية بأيديهم التي لا ترحم وأصبح نصف العراق محتلا ولم نجد جيشا سوى قوائم من الأسماء الفضائية ومئات من الشباب العزل تساق للذبح في سبايكر وهنا أصبح الخطر واضحا ليس على الإنسان العراقي بل حتى المراقد المقدسة ناهيك عن ثروات البلد وأصبح الشعب بكل أطيافه حائراً مهزوما أمام هذا البلاء يبحث عن منقذ وفعلا كانت الحوزة الدينية والسيد السيستاني المسؤول الأول عن طبيعة المواجهة إذ نادى بفتوى الجهاد الكفائي فهب الشعب لتلبية النداء دفاعاً عن الدين والأرض والعرض وهاهم يتسابقون على الشهادة وقد تحققت الانتصارات على الأرض، نعم لو لم تكن الفتوى لما بقي شيء في العراق 0
فهذه الانتصارات لها أهمية كبيرة في فتح آفاق إيجابية واسعة لتسوية المشاكل، وتعزيز التلاحم بين جميع المكونات العراقية ، وايضاً يجب الاهتمام بمستحقات الحشد الشعبي ودفع مرتبات المتطوعين وتوفير المطلوب من الذخيرة والأسلحة والمعدات لمواجهة الأعداء وتحقيق انتصارات المستقبل، لذا يجب ان تشكل لجان متخصصة لرعاية مقاتلي الحشد الشعبي و استيعابهم بالكامل ضمن إطار الدولة وتقديم يد العون لعوائلهم وادراج الشهداء منهم ضمن فقرات مؤسسة الشهداء , كذلك نطالب بعدم الزهد برجال الحشد الأبطال من الذين سطروا أروع الملاحم في معاركهم مع الإرهاب طاعة للمرجعية و حفاظا على المقدسات و تحريرا للأراضي المغتصبة ، دفاعا عن الوطن و المواطنين.
وما عسانا نقول إزاء ما يسطره أبطالنا الميامين من ملاحم بطولية في سوح الوغى وهم يقاتلون نيابة عن الإنسانية جمعاء من أجل القيم والمبادئ التي أرسى دعائمها جميع الرسل والأنبياء فما من نبي مرسل أو كتاب منزل إلا ويدعو إلى المحبة والتسامح والسلام ، وعصابات داعش تدعو للكره والبغضاء وقتل البشر بوحشية مقيتة وهو بناء الله الذي كرمه وسخر له كل شيء ، وهذه العصابات الإرهابية التي عاثت في الأرض فساداً ولم ينج منهم بشر ولا حجر كان لابد من الرجال أن يتصدوا لهم ، فتناخى أبطالنا من رجال الجيش والشرطة والحشد الشعبي ملبين نداء الوطن مسترخصين أرواحهم من أجل عزته والجود بالنفس أقصى غاية الجود ، فما عساني أقول بوصف بطولات هؤلاء الأبطال الشجعان الذين كلت الألسن عن وصف بطولاتهم ..وقديما الا قول ابي تمام:-
السيف أصدق أنباء من الكتب ... في حده الحد بين الجد واللعب
إنَّ افضل الطاعات على الاطلاق الجهاد والتعاون لردع هؤلاء الطغاة عن البغي وان ليس للإنسان شيء في الدنيا والاخرة الا بالعمل والكفاح من البداهة ان القوة شرط اساس لكل جهاد ونضال ومن البداهة ايضا ؛ إنَّه لا قوة الا بالوحدة وهل ذهبت الاندلس من قبل فلسطين من بعد الا بتفريق الكلمة  وتصدع الصف( ).
ختاما أقول أيها الرابضون بسوح الوغى نحن مدينون لكم بكل شيء، وما عسانا الا نرفع أكفنا داعين الله تعالى أن يسدد خطاكم وينصركم على القوم الظالمين ويعيدكم إلى دياركم سالمين غانمين محملين بأكاليل الغار وأنتم تعيدون رسم ابتسامة النصر والفرح على ثغر العراق الباسم وطن الحب ودار السلام الذي ظل عصيا على الاعداء على مر الزمن فتاوى المرجعية ودورها في الامن السلمي0
المبحث الثالث
فتاوى المرجعية والأمن السلمي
لم تكن المرجعية الدينية بعيدة عن متغيرات الواقع العراقي وأحداثه ، كما أن هذه الأحداث لم تكن بعيدة عن المرجعية وتوليد آثار وضغوط على سلوكها ودورها الديني وعليه فقد تأثرت هذه المؤسسة بهذا الواقع وتعاطت مع الوقائع والأحداث التي مرت به. 
وتُعدّ مرجعية السيد السيستاني مسموعة في الوسط الشيعي العراقي. اذ نأى بالمرجعية (النجف في العراق) عن الميل إلى طرف دون آخر، في الساحة الداخلية. وعلى الرغم من كثرة أتباعه، إلا أنه بقي بعيداً من الانخراط المباشر بالسياسة، وتدخلاته في الوضع السياسي كانت نادرة منذ الغزو، الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 ، إذ قال مع بداية الغزو الأميركي للعراق إنَّه ((إذا كان هناك حاجة إليهم (أي الأميركيين) فليكن عملهم بإشراف الأمم المتحدة، لا أن يكون وجودهم في العراق على نحو قوات احتلال))( ). إلا أنَّه في أواخر عام 2003 تدخّل في السياسة للمرة الأولى، داعياً العراقيين إلى المشاركة الكبيرة في الاستفتاء على الدستور، الذي أعقبه تشكيل أول حكومة انتقالية.  كما دعا سماحته في فترات العنف الطائفي في البلاد بين عامي 2006 و2008، إلى التهدئة. وبعد مرور عام على ذلك، تدخّل مرة أخرى لإنهاء المعركة بين جيش المهدي، الذي قاده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، والقوات الأميركية في عام 2004.
وفي الوضع الراهن، بعد هجوم "داعش"، وجّه سماحته دعوة ضمنية الى تشكيل حكومة وطنية تحظى بتأييد كل العراقيين لها  القدرة على تحمل اعباء البلد ومواجهة خطر التطرف المتمثل بـ(داعش) ، كما طالب سماحته البرلمان بالانعقاد في المواعيد الدستورية، لتشكيل "حكومة تحظى بقبول وطني". ودعا منذ أيام على هجوم التنظيم، العراقيين من كل الطوائف إلى "مقاتلة داعش"، موضحاً أنه إذا لم يتم طرد هذه الجماعة الجهادية المتطرفة من العراق، فسيندم الجميع غداً، ومعتبراً إياها  جماعة تكفيرية، وبلاء عظيماً، ابتُليت بها منطقتنا( ).
اما بما يخصّ المسألة الكردية، فدعا إلى عدم التخلي عن مدينة كركوك المُتنازع عليها بين العرب والأكراد، مؤكداً أنه "لا يسمح بدمجها أو بيعها، لأنها نفس كل عراقي، مهما يكن اعتقاده الديني، وأن موضوعها غير قابل للنقاش، أو مسموح بطرحه. وقال إن "ثروات العراق يجب ألا تُقسّم بين أشخاص سمحوا لأنفسهم بالتحدث باسم العراق، وهم يسعون لتقسيمه وفق المصالح الخاصة.
أما ما يتعلق بمسألة الفتنة الطائفية، فقال إن "هذا العمل مرفوض تماماً"، موضحاً أن "لا صراع دينياً بين الشيعة والسنة في العراق، بل هناك أزمة سياسية، ومن الفرقاء من يمارس العنف الطائفي، للحصول على مكاسب سياسية، وخلق واقع جديد، بتوازنات مختلفة ، يُضاف إلى ذلك ممارسات التكفيريين الذين يسعون إلى تأجيج الصراع بين الطرفين، ولهم مشروعهم المعروف".
وبما يخصّ مسألة الدستور العراقي الجديد، أوضح أن "أصل الفيدرالية ونوعها المناسب للعراق يجب أن يقرّره الشعب العراقي، عبر ممثليه المنتخبين، مشيراً الى أن الإسلام هو دين غالبية الشعب العراقي، وإذا كُتب الدستور بأيد منتخبة من قبل العراقيين، فمن المؤكد أنّه ستُمثّل فيه قيم الإسلام، وتعاليمه السمحاء. مشدداً على أن "دستور على أساس فكرة ولاية الفقيه، ليس وارداً.
ورأى في موقفه من موضوع الانتخابات الرئاسية العراقية الأخيرة أن الشعب العراقي قرّر مصيره بنفسه من طريق إجراء الانتخابات، ودعا مقلّديه إلى المشاركة في التصويت، باعتبارها واجباً شرعياً.
لقد كانت المرجعية الرشيدة متمثلة بالسيد السيستاني حفظه الله وما زالت على علم ودراية بمخططات الاحتلال في زرع الفتنة الطائفية وتقسيم البلد الى دويلات متناحرة قائمة الاصطفاف الطائفي والمناطقي والتي يمكن عدها القنبلة الموقوتة التي تهدد النسيج الاجتماعي العراقي، وإن إثارة الدوافع والانفعالات المذهبية من جهات دينية ورسمية وسياسية ستكرس الكراهية ثم الرغبة في الانفصال وتقسيم العراق إلى دويلات صغيرة، علما بأن العشيرة كوحدة اجتماعية تعد عامل توحيد، على الرغم من  تباين انتماءات أبناء العشيرة الواحدة المذهبية"، و أن الصراع الدائر في العراق، الذي وصل إلى حمل السلاح، أخذ طابعا مناطقيا بمزاعم الدفاع عن المذهب، بتشجيع من جهات رسمية( ).
الكل يعلم ان المرجعية الدينية في العراق خصوصا وفي مجمل الدول التي يتواجد فيها الشيعة عموما لها خصوصية التوجيه والارشاد والنصح من جانب ووضع منهج العمل بالتعبد على فتاويها من جانب اخر حيث تكون الفتوى ملزمة لاتباع أي مرجع يصدر فتواه باتجاه تحقيق الغرض الالهي وما يتعلق بحياة الناس عموما حين تتعرض حياتهم ومقدساتهم ودينهم الى الخطر الداهم. اليوم نحن في العراق نمر بأقسى ازمة امنية تمر عليه لأول مرة وبهذا الحجم المؤثر في الواقع السياسي والاجتماعي ان العراق يعاني اليوم من مشاكل حقيقية وتحديات كبيرة فبالإضافة الى التحدي الاكبر في محاربة الارهاب الداعشي والتحديات الامنية الاخرى الناجمة من احتضان البعض للإرهابيين ودعمهم لهم في الفتك بإخوانهم وشركائهم في الوطن بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة وفي المقابل اعتداء البعض من حاملي السلاح خارج اطار الدولة على المواطنين الآمنين والتعدّي على اموالهم وممتلكاتهم، بالإضافة الى التحدي الامني بمختلف صوره هناك التحدي الاقتصادي والمالي الذي يهدد بانهيار الاوضاع المعيشية للمواطنين نتيجة لانخفاض اسعار النفط في الآونة الاخيرة من جهة وغياب الخطط الاقتصادية المناسبة وعدم مكافحة الفساد بخطوات جديّة من جهة اخرى ، ومع كل هذا المشكل نجدها الراعي السلمي وصمام الامان الذي يجمع العراقيين في مختلف طوائفهم وإنتمآتهم الدينية والعرقية  ، فقد وجهت دعوات متكررة لأطراف العملية السياسية من مختلف المكونات الى رعاية السِلم الاهلي والتعايش السلمي بين ابناء هذا الوطن وحصر السلاح بيد الدولة ودعوة المسؤولين والقوى السياسية التي بيدها زمام الامور الى ان يَعوا حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم وينبذوا الخلافات السياسية التي ليس وراءها الا المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية ويجمعوا كلمتهم على ادارة البلد بما يحقق الرفاه والسعادة والتقدّم لأبناء شعبهم، الا إن الساسة والمتاجرين بدماء العراقيين لم يكونوا على قدر المسؤولية من ذلك ، وهذا ما دفع المرجعية الرشيدة  في النأي عن نفسها وعدم التدخل في السياسة متخذة من الصمت سلاح بوجه هؤلاء الساسة  .
لقد دأبت المرجعية الرشيدة منذ اليوم الاول للاحتلال  إلى اخذ رأي الشعب في كل الأمور التي تخص البلد ابتداء من الدعوة لتشكيل حكومة عراقية وإنهاء سلطة الاحتلال المؤقتة، ثم الدعوة لكتابة دستور دائم للبلاد من قبل العراقيين، والدعوة أيضا لإجراء انتخابات حرة ونزيهة لانتخابات أعضاء المجالس المختلفة، ( مجلس النواب، ومجالس المحافظات والاقضية والنواحي)، وهي تحاول في كل ذلك الحفاظ على الأمن السلمي للمواطن العراقي ، ولا تزال تمارس دورها على الرغم من مقاطعتها للسياسيين لأجل تشخيص نقاط القوة والضعف في الأداء السياسي لتلك التيارات والأحزاب السياسية العراقية، ثم تصاعد هذا الدور وبشكل لافت للنظر بعد دخول تنظيم داعش الإرهابي للعراق وسيطرته على أجزاء مهمة في الموصل والانبار وكركوك وصلاح الدين، وخاصة فتوى الجهاد الكفائي لصد التنظيمات الإرهابية والدفاع عن الوطن والمقدسات وأخرها الوقوف مع الشعب في مطالبته بالتغيير ومحاسبة المسؤولين المقصرين والفاسدين وتوفير الخدمات للشعب.
وإذا عدنا إلى أسباب تدخل المرجعية الدينية في الأمور السياسية والعامة للبلاد، فان هناك عدد من الأحداث والتطورات التي ظهرت في العراق بعد الاحتلال الأمريكي عام 2003، جعلت المرجعية الدينية الرشيدة تنهض من طورها التقليدي الذي ابتعد عن التدخل المباشر في الأمور السياسية للعراق، إلى التدخل المباشر، وبطرق عديدة منها التوجيه والإرشاد، ومنها إصدار البيانات حول العمل السياسي ومنها دعوة ومساندة الجماهير في مطالبها السياسية والاجتماعية ومنها الدعوة إلى التهدئة وعدم الانجرار وراء الفتن الطائفية ، للحفاظ على وحدة البلد وتوفير والامن السلمي للمواطن ، ويمكن إن ندرج بعض هذه الأسباب لذلك ومنها: 
1- ترى المرجعية أن دورها يعني الأشراف على شؤون المؤمنين الروحية والعبادية والاجتماعية وهي تكليف وليس تشريف وهي قبل كل شيء مقام ديني اجتماعي وليست مركزا سياسيا، لذا إن الانتخابات في نظر المرجعية ليس شأنا سياسيا فقط بل هي شأن اجتماعي والشأن الاجتماعي يدخل في دائرة اهتمامات المرجعية وبحكم تصديه لمقام المرجعية الدينية، (آية الله العظمى السيد علي السيستاني) نفسه ملزما بالتعاطي في قضية الانتخابات والتي يعتقد أنها الأساس المتين للعملية السياسية وللحياة الاجتماعية في أي مجتمع أو بلد، ومن خلال التأمل في تجارب الامم التي تتمتع بنظم سياسية مستقرة وبحياة هادئة فسلامة الحياة السياسية يكون بوجود انتخابات حرة نزيهة تعبر عن رأي الأمة وأرادتها، على أن إعطاء رأيه بالانتخابات لم يكن ابتدائيا بل جاء كجواب لتساؤل عرضه عليه بعض مقلديه، وقد أجاب على التساؤل المذكور بصفته مرجعا للتقليد لا زعيما سياسيا ولا وليا فقيها، كما أن إصراره على الانتخابات يأتي من باب التلميح والحدس باحتمال ميله للإيمان بولاية الأمة على نفسها وبقيمومتها على ذاتها حيث لم يقم لديه الدليل على ولاية الفقيه المطلقة التي يقول بها البعض لكن ذلك لا يعني عدم تعاطيه السياسة مطلقا، خصوصا وان هناك الكثير من الساسة العراقيين والأجانب قد طرق بابه لأخذ المشورة منه في أمور العراق المختلفة. 
2- إن تدخل المرجعية في الحياة السياسية، نابع من مواقفها وحرصها الشديد على أن ينال كل العراقيين حقوقهم، وان لا يكون هنالك تمييز لشريحة معينة على حساب بقية شرائح الأمة، وتأتي أيضا من تفهم المرجعية الرشيدة لأهمية الدستور في حياة أي أمة وهي ترى أهميتها في حياة الأمم المتحضرة، وهو يتماشى مع ما تدعو إليه المرجعية من إحلال السلم والعدالة الاجتماعية لكافة مكونات الشعب العراقي وان لا يكون لفئة ما امتياز على بقية الفئات وهذا هو موقف ابوي تجاه شرائج المجتمع العراقي وليس موقفا سياسيا الزاميا.
3- فلقد كانت مرجعية اية الله ( السيد علي السيستاني) ترى بان الامور ستتحسن عند اجراء الانتخابات حيث سيأخذ كل ذي حق حقه، إلا أن ظهور تقصير واضح من قبل الذين تصدوا للعمل السياسي في العراق من مختلف المكونات، من خلال ظهور التقسيم الطائفي- المحاصصة الطائفية- للحكم في العراق وليس على أساس الكفاءة والمؤهلات، كذلك استشراء الفساد المالي والإداري في كل مفاصل الدول وعلى مختلف المستويات الذي لم يشهده العراق خلال تاريخه السياسي، وأخيرا أدى هذا التناحر بين الكتل السياسية والفساد المالي إلى سوء الخدمات وتزايد مستويات الفقر وسرقة المال العام، ودخول المجموعات الإرهاب من خلال تنظيم داعش الإرهابي والاستيلاء على مساحات واسعة من العراق، وعلى الرغم من التحذير المستمر للمرجعية الدينية للسياسيين من خطورة هذه الأمور على مستقبل العراق، ودعواتها المستمرة إلى الالتزام بحرية الشعب وتوفير العيش السليم له والحفاظ على المال العام، ومطالبتها المواطنين وفي بداية إي انتخابات على مستوى النواب أو المحافظات، إلى الاختيار على أساس الكفاءة والنزاهة لتولي المناصب العليا في البلاد، وذلك في محاولة لتغيير الوضع القائم وإنهاء حالة الانقسام والفساد المستشري بالطرق الديمقراطية عن طريق الانتخابات، إلا إن الوضع بقي على حاله ولم يتغير، بل زاد من سوء الأمور إلى الأزمة الاقتصادية لانخفاض أسعار النفط، كل هذا قاد المرجعية إلى تصاعد دورها في الأمور السياسية للبلاد، وعدم ترك الأمور بيد السياسيين الحاليين.
4- بعد وصول التنظيمات الإرهابية إلى المناطق المقدسة والأهلة بالسكان، وقتلها الآلاف من العراقيين في الموصل وصلاح الدين على أساس طائفي، وعدم وجود قوات عسكرية نظامية من الجيش والشرطة قادرة على وقف تقدم الإرهاب، أدركت المرجعية الدينية خطورة الوضع الأمني الحالي، واحتمال انجرار البلاد للحرب الأهلية الشاملة، لذا جاء دعوة المرجعية الدينية لكل العراقيين إلى الجهاد الكفائي للدفاع عن الوطن والمقدسات، وتشكيلها لقوات الحشد الشعبي ودعمهم بالمال والسلاح، إذ إن تخاذل السياسيين والانقسام بين الكتل والأحزاب السياسية، دفعها لان تأخذ زمام المبادرة في الدفاع عن الوطن والمقدسات والشعب.
5- تسعى المرجعية الدينية للاحتفاظ بالطابع الإسلامي للعراق، خاصة في الوقوف بوجه الإحلال والمد التكفيري، و لذا لم توافق على الوجود الأميركي لوقت طويل، كما إن القيادات السياسية كانت تحاول كسب رضا المرجعية الدينية ومباركتها لخطواتها وقراراتها، كما حدث في الانتخابات السابقة لاكتساب الشرعية، كذلك رفضت اغلب هذه القيادات السياسية تواجد الاحتلال في العراق ودعت لا خراجه.
6- تمتع المرجعية الدينية في العراق بالتأييد الشعبي الواسع ومن مختلف شرائح ومكونات المجتمع، وذلك لمواقفها الوطنية التي لم تفرق بين مكون وأخر، وتصديها لدعم القيادات السياسية في العراق تحقيقا لتوازن سياسي، وتحقيقا لسلم اجتماعي لعدم وقوع حرب طائفية او اهلية وصولا الى استقرار المجتمع العراقي داخليا، فقد دعت للتهدئة في العديد من الاحداث ومنها تفجير الإمامين العسكريين عليهم السلام، لقد كانت المرجعية الدينية واعية للمخططات الامريكية التي تحاك ضد العراق ومحاولة إثارة الحرب الطائفية فيه، فكان لهذا التأييد الشعبي الواسع لها بمثابة دعوة شعبية لتدخل المرجعية الدينية في الشؤون العامة للبلاد، وعدت الملجأ الأول والأخير للعراقيين للوقوف بوجه السياسة الإدارية الغير فعالة في العراق .
7- بعد المظاهرات الأخيرة المطالبة بالإصلاح والخدمات، دعت المرجعية الدينية عبر وكلائها في كربلاء الى الاستجابة لمطالب المتظاهرين وتوفي الخدمات لهم والقيام بالإصلاحات الضرورية، لقد سبقت المرجعية هذه الدعوات بسنوات عديدة، إذ ومنذ الاحتلال دعت إلى الإصلاح السياسي وتوفير الخدمات والأمن للشعب العراقي، لهذا كانت دعوة المرجع الأعلى (آية الله العظمى السيد علي السيستاني) ومن خلال وكيل المرجعية في كربلاء في خطب الجمعة الحكومة العراقية باتخاذ "خطوات جادة" لتحسين الأوضاع في البلاد غداة تظاهرات عمت المحافظات العراقية وقال: "إن المرجعية الدينية العليا إذ تقدر عاليا أداء المواطنين الأعزاء ممن شاركوا في مظاهرات يوم أمس بصورة سلمية حضارية ومن لم يشاركوا تحسبا لمخاطر استغلالها من قبل ذوي المآرب الخاصة تدعو مجلس النواب والحكومة العراقية إلى اتخاذ خطوات جادة وملموسة في سبيل تحسين الخدمات العامة ولاسيما الطاقة الكهربائية ومفردات البطاقة التموينية وتوفير فرص العمل للعاطلين ومكافحة الفساد المستشري في مختلف دوائر الدولة، وقبل هذا وذاك: اتخاذ قرارات حاسمة بإلغاء الامتيازات غير المقبولة التي منحت للأعضاء الحاليين والسابقين في مجلس النواب ومجالس المحافظات ولكبار المسؤولين في الحكومة من الوزراء وذوي الدرجات الخاصة وغيرهم والامتناع عن استحداث مناصب حكومية غير ضرورية تكلف سنويا مبالغ طائلة من أموال هذا الشعب المحروم وإلغاء ما يوجد منها. إن المرجعية الدينية التي طالما أكدت على المسؤولين ضرورة العمل على تحقيق مطالب الشعب المشروعة تحذر من مغبة الاستمرار على النهج الحالي في إدارة الدولة ومما يمكن أن ينجم عن عدم الإسراع في وضع حلول جذرية لمشاكل المواطنين التي صبروا عليها طويلا"، كما اكد المرجع الاعلى ايضا على: "إن المرجعية الدينية العليا في الوقت الذي تؤكد على تعاطفها مع مطالب المواطنين المشروعة وحقهم في التعبير عن آراءهم بصورة سلمية، تبدي قلقها من أن تخرج التظاهرات التي دعا إليها بعض الأطراف عن السيطرة وتستغل من قبل ذوي المآرب والأجندات الخاصة وتؤدي إلى إزهاق الأرواح والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، ولذلك تهيب بالمواطنين أن يكونوا على حذر من هذا الأمر.
8- إن القوة الناعمة التي اعتمدت عليها المرجعية الدينية في النجف، التي تعتمد على أسلوب التصاعد الهادئ، في نبرة المطالبة بالتغيير والإصلاح، وهو أسلوب دبلوماسي نموذجي جديد، يستحق فعلا أن يكون مدرسة مستقلة بذاته؛ لأن المرجعية نجحت بأدوات وطرق بسيطة تمتلكها- بسيطة من حيث عدم امتلاكها لأي جناح من أجنحة السلطة- من أن تغير الكثير من المعادلات، دون الخروج عن أطر النسقية الديمقراطية الحاكمة في البلد، اذ إن المظاهرات التي حصلت في العراق، لم تكن عفوية، بل أنها جاءت متناغمة مع منهج التصاعد البطيء، الذي اتبعته المرجعية الدينية، في تصعيد خطابها الإصلاحي، ضد فساد سلطات الدولة ومؤسساتها، إلى درجة وصلت فيها حالة التناغم بين الجمهور وبين المرجعية، بأن يكون كلام المرجعية شعارات ترفع، ومطالبات رسمية تقدم من قبل الجماهير، مع انصياع عجيب من قبل الحالة العامة للمتظاهرين مع توصيات المرجعية، في ضبط إيقاع المظاهرات، وضبط الحالة الانفعالية ، وفورة الغضب لدى الجمهور في مجملها العام.
ومن هذا كله تثبت لنا المرجعية الرشيدة إنها لها الدور الفاعل والذراع الطولي في عملية بناء المؤسسات، والقيام بالتغيير والاصلاح، اذ لا يوجد اي دور ملموس للسياسيين ورجال الدولة العراقية في حركة الإصلاح والتغيير الاخيرة، فمن خلال أدواتها البسيطة المعتمدة على ثقة الجمهور بها، وبنزاهتها وبحالتها الأبوية، ومن حَسُنَ وصفُهُ وفعله من السياسيين، لا يمكن إعطاءه دور أكبر من دور المنفذ لتوصياتها؛ احدثت المرجعية الدينية ثورة للمطالب والاصلاح، وان دورها سوف يكون له وقع خاص في احداث العراق اللاحقة، فقد استجاب لمطلبها كل السياسيين العراقيين، سنة وشيعة وكرد، اذ إن تصويت البرلمان على حزم الاصلاح في البرلمان وبوقت قصير جدا ما كان لتحدث لو لا تدخل المرجعية الدينية، كما إن ضبط الشارع والمظاهرات هو الاخر ما كان إن يكون سلميا لولا دعوة المرجعية الى سلمية المظاهرات، واحترام المؤسسات العامة، فقد راينا سابقا كيف تحولت مظاهرات واعتصامات اهل الانبار والموصل – رغم الفارق الكبير بين هذه الظاهرات وتلك- الى اعمال عنف، وايواء المعارضين للعملية السياسية ، والطائفيين، والسبب هو عدم وجود مرجعية دينية تقودهم نحو السلمية والتهدئة.
وما زالت المرجعية الدينية الرشيدة وعلى رأسها ( اية الله العظمى السيد علي السيستاني) ترقب الأحداث يومياً وبدقة، وتسعى للحفظ على التظاهرة التي غايتها الإصلاح، وأن لاتُجَيَر لجهة سياسية، وبالخصوص الجهات الرسمية والحزبية التي قد تنبري لاحتواء هذه التظاهرة بالمال وبالوعود الوردية الكاذبة، لأنه من الخطر أن تَقْدُم الجهات الحزبية المتهالكة على المنصب والمال لتتبنى تلك التظاهرات، كم لابد لنا أن لا ننسى الدور الذي يلعبه البعثيون في مراقبة الساحة السياسية والعمل بالخفاء لاستغلال الموقف لصالح أجنداتهم الخاصة. وإن تظاهرة السابع من آب من هذا العام أظهرت أهمية الدور الذي تلعبه المرجعية الدينية في تجسيد المشروع المقاوم للفساد المنتشر في جميع مرافق الدولة داخل البرلمان التشريعي والحكومة التنفيذية بسبب المحاصصة والشراكة البغيضين ، كما أظهرت التظاهرة أهمية الحشد الشعبي الطبيعية للدفاع عن المشروع الإصلاحي للدولة العراقية بِدْأً من مقاومة الإرهاب وانتهاء بمقاومة الفساد المستشري في أوساط الطبقة السياسية والطبقة الحاكمة، ولقد آن الأوان للشروع بعملية الإصلاح السياسي والأخلاقي، ومحاربة الفساد بتغيير بعض بنود الدستور لإنهاء حالات الجنوح السياسي والقانوني.
الخاتمة
بعد هذا التجوال الممتع والجميل في مواقف المرجعية الرشيدة وأثرها على السلم الأهلي نصل الى الخاتمة التي نوجزها :
1-  لقد اثبتت المرجعية الرشيدة بأنها الصمام الامان ، ليس للمسلمين فقط بل لجميع اطياف الشعب العراقي 0
2-  لقد اثبت الحشد الشعبي بأنه الاداة الرادعة لكل مخططات الاستعمار ودوائره الامبريالية
3-  ترى المرجعية أن دورها يعني الأشراف على شؤون المؤمنين الروحية والعبادية والاجتماعية وهي تكليف وليس تشريف وهي قبل كل شيء مقام ديني اجتماعي وليست مركزا سياسيا0
4-  إن تدخل المرجعية في الحياة السياسية، نابع من مواقفها وحرصها الشديد على أن ينال كل العراقيين حقوقهم، وان لا يكون هنالك تمييز لشريحة معينة على حساب بقية شرائح الأمة وهو يتماشى مع ما تدعو إليه المرجعية من إحلال السلم والعدالة الاجتماعية لكافة مكونات الشعب العراقي
5-  جاء دعوة المرجعية الدينية لكل العراقيين إلى الجهاد الكفائي للدفاع عن الوطن والمقدسات، وتشكيلها لقوات الحشد الشعبي ودعمهم بالمال والسلاح ، لإدراكها خطورة الوضع الأمني الحالي، واحتمال انجرار البلاد للحرب الأهلية الشاملة0
6-  تسعى المرجعية الدينية للاحتفاظ بالطابع الإسلامي للعراق، خاصة في الوقوف بوجه الإحتلال والمد التكفيري0
7-  على الرغم من التأييد الشعبي الواسع لها ، الا أنها لم تفرق بين مكونات الشعب العراقي تحقيقا لتوازن سياسي، وتحقيقا لسلم اجتماعي لعدم وقوع حرب طائفية او اهلية وصولا الى استقرار المجتمع العراقي داخليا0
8-  نجحت المرجعية بأدوات وطرق بسيطة تمتلكها من حيث عدم امتلاكها- لأي جناح من أجنحة السلطة- من أن تغير الكثير من المعادلات، دون الخروج عن أطر النسقية الديمقراطية الحاكمة في البلد 0
9-  تراكم الازمات واستفحال الاخفاقات في الشأن العراقي دفع المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف الى مخاطبة الحكومة العراقية بلسان الشعب بضرورة الاصلاح ومحاسبة الفاسدين 0
المقترحات
ولأجل تطوير وجود وعمل الحوزة الدينية في الشؤون السياسية بصورة أكثر فاعلية، نقترح إن يتم إشراك علماء الدين من ذوي الخبرة والاختصاص في مناصب في السلطة القضائية والمؤسسات المدنية الأخرى في الدولة، لأجل العمل على التزام الدولة بحقوق المواطنين، ومنع المسؤولين من التعدي على حقوق المواطنين والمال العام، وتطمين الشعب من إن المرجعية الدينية قريبة من صنع القرار ومهتمة بتنفيذ مطالب المواطنين، وأخيرا تشكيل مجلس شورى مرجعي موحد ، يجمع كل مراجع الدين في الحوزات الدينية المختلفة ، لتشكيل قيادة موحدة للتشاور في إدارة شؤون البلاد وتوحيد دورها القيادي في المجتمع.
المصادر
•  القرآن الكريم
•  الاسلام يقود الحياة.، محمد باقر الصدر، .مجمع الثقلين العلميط3، بعداد،2004 0
•  الثورة العراقية الكبرى، عبد الرزاق الحسني.، مؤسسة المحبين، قم..1426 هـ 0
•  الحراك الجماهيري الشعبي الواسع والتغير في البلدان العربية..د.علي عودة العقابي. دار الضياء .بعداد 2013 0
•  دور علماء الشيعة في مواجهة الاستعمار ،سليم الحسيني ،مؤسسة الثقلين ،دمشق ،د.ت 0
•  ربيع الشعوب، وخريف الدكتاتوريات،  اكرم الحكيم ، مطبعة العدالة ، بغداد 2012 0
•  السيد علي الحسيني السيستاني، حياته فكره، اصدار مكتبة الحضارة.، بيروت لبنان..2010  0
•  في ظلال نهج البلاغة ، محمد جواد مغنية ، دار التيار ،بيروت لبنان ،2013 0
•  موجز تاريخ العراق السياسي الحديث ، مختار الاسدي ،مركز الشهيدين الصدريين للدراسات والبحوث ، ط1، 2014 0
•  موجز تاريخ العراق السياسي الحديث ،مختار الاسدي ،مركز النهرين الصدرين للدراسات والبحوث /النجف ،2001  0
•  موسوعة السياسة العراقية  ، د. حسن لطيف الزبيدي ،دار العارف ، بيروت ،2012 م،ط2 0

السيرة الذاتية
•  المدرس الدكتور (خالد جعفر مبارك درويش المهداوي) ، تولد 5/2/1969
•  حاصل على شهادة الدبلوم من معهد إعداد المعلمين عام 1987 0
•  حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية عام 1999  0
•  حاصل على شهادة  الماجستير في اللغة العربية وآدابها من كلية التربية جامعة ديالى بتقدير جيد جدا عام 2006 0
•  حاصل على شهادة الدكتوراه من كلية التربية جامعة ديالى بتقدير جيد جداً عام 2014 0
•  عضوا في ملتقى ينبوع الثقافة 0
•  شارك في عدة مؤتمرات ثقافية منها مؤتمر بابل الدولي ، و مؤتمر كلية العلوم الاسلامية، و المؤتمر العلمي الثامن  لكلية التربية للعلوم الانسانية جامعة ديالى ، والمؤتمر العلمي السادس لكلية التربية الاساسية جامعة ديالى 0المؤتمر النبوي الثالث كلية التربية ابن رشد ،مؤتمر الامام الحسن المجتبى العلمي الثاني، مؤتمر الصحابي الجليل سلمان المحمدي 0
•  له عدة مشاركات في مجال تخصصه في المديرية العامة لتربية ديالى كونه يعمل مدرسا لمادة اللغة العربية 0
•  شغل عدة مناصب منها مدرساً في معهد إعداد المعلمين للسنوات 2000الى 2003،من ثم شغل منصب معاون في ثانوية الصدرين لعام 2007،ومن ثم محاضرا في الكلية التربوية المفتوحة للسنوات2008الى 2014 ، من ثم مدرساً لمادة اللغة العربية في ثانوية الصدرين 0
•  حاصل على أربعة  كتب شكر من المديرية العامة لتربية ديالى لحصوله على نسبة نجاح 94/ للصف السادس الأدبي 0
•  له عدة بحوث في مجال تخصصه منها : (خصائص الأسلوب في شعر الشريف الرضي) ،(وجرس الألفاظ ودلالتها في القران الكريم) ،(المكان في شعر الصعاليك والفتاك إلى نهاية العصر الأموي )، (دلالة الفعل فطر في القرآن الكريم) ، (مرثية مالك بن الريب دراسة سيميائية )، (حقوق الأنسان في فكر الإمام الحسن) ، (الصورة  الأدبية  في رحلة ابن فضلان ) ، وأخيراً اطروحة الدكتوراه (التشكيل البياني في شعر الصعاليك والفتاك) 0

الســــــــــــــيرة
الاسم :- عبد الكريم جعفر الكشفي
التولد :- ديالى – الهويدر – 1951
التحصيل الدراسي :- بكالوريوس شريعة آداب – جامعة بغداد 1974 - 1975
المهنة :- مدير عام تربية ديالى السابق , متقاعد حالياً -  عمل مدرساً ومديراً في التعليم الثانوي لمدة 35 سنة.-  أول مدير عام للتربية في محافظة ديالى بعد سقوط الصنم 2003
-  عضو اتحاد أدباء العراق المركزي...  عضو نقابة الصحفيين العراقيين ....عضوة نقابة الصحفينالوطنيه
-  مؤسس ملتقى ينبوع الثقافة في الهويدر 2011  -مؤسس كروب شناشيل ديالى-المشاركة في كتابة موسوعة ديالى التراثيه له عدة نشاطات أدبية وثقافية ...يواصل النشر في الجرائد العراقية , الصباح , التآخي , الدستور , الاتحاد , طريق الشعب , مجلة الشبكة ومجلة جامعة ديالى، صدى ديالى، مجلة الشراره، مجلة ديالى...وعشرات وغيرها ... ولي مشاركات بحوالي 20 مؤتمر محلي ودولي منها
1.  المشاركة في المؤتمر الثاني للإمامين الكاظمين الذي أقامته العتبة الكاظمية في 3/2/2011
2.  المشاركة في مؤتمر الثاني للإمامين الكاظمين عام 2012
3.  المشاركة في مؤتمر ربيع الرسالة التي أقامته العتبة الحسينية 2013
4.  المشاركة في مؤتمر كلية التربية – جامعة بابل 2013
5.المشاركه في مؤتمر السفير الذي اقامته عتبة مسلم بن عقيل 2013
6.المشاركه في مؤتمر سلمان المحمدي الفارسي في المدائن2013
7.  المشاركة في مؤتمر كلية العلوم الإسلامية جامعة ديالى 2013
8.  المشاركة في المؤتمر العلمي الثامن لكلية التربية جامعة ديالى 2014 0
9.  المشاركة في المؤتمر العلمي السادس لكلية التربية الاساسية جامعة ديالى 2014 0
10. المشاركة في مؤتمر الحسن المجتبى جامعة بابل 2005
11. المشاركه في مؤتم  الحشد الشعبي الثاني العتبهالحسينيه 2015
13. المثاركه في مؤتمر الابادهالجماعيه كلية الاداب جامعة بغداد 2015
14. المشاركه في المؤتمر النبوي الثالث كلية التربيه ابن رشد جامعة بغداد كانون ثاني 2016.
15-المشاركه بالمؤتمر الحسيني الخامس الذي اقامته كليه التربيه ابن رشد جامعة بغدادبالتعون  مع العتبهالحسينيه كانون ثاني2016
16-المشركه بالمؤتمر الخامس لعتبة سلمان المحمدي الفارسي شباط/2016
17-المشاركة في مؤتمر وزارة الشباب حول العمل التطوعي /اذار 2016
18-المشاركة في المؤتمر العلمي الدولي الاول الذي اقامته مؤسة الولاية مع جامعة ذي قار اذار/2016 

 

من اعداد الباحثين
م. د خالد جعفر مبارك                      الباحث عبد الكريم جعفر الكشفي
دكتوراه /أدب إسلامي                          بكالوريوس آداب شريعة
المديرية العامة لتربية ديالى                مدير عام تربية ديالى السابق
موبايل/ 07710307440                موبايل / 07700107483
kremasd236@gmail.com      khalidalmhdawi2016@gmail.com

1439 هـ                                                           2018م


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/12



كتابة تعليق لموضوع : فتاوى المرجعية ودورها في الحفاظ على وحدة الامة الاسلامية ضد التيارات التكفيرية بحث مقدم الى  مؤتمر فتوى الدفاع الكفائي العلمي الدولي الاول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net